تعد صفقة الاستحواذ المحتملة لجوجل على شركة Wiz الإسرائيلية الناشئة للأمن السيبراني، مقابل 23 مليار دولار، واحدة من أبرز الصفقات في تاريخ التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل. إذا ما اكتملت هذه الصفقة، فإنها ستجلب للدولة إيرادات ضريبية تقدر بحوالي 9 مليارات شيكل، وفقًا لتقديرات مسؤولين كبار في وزارة المالية. ورغم ذلك، تثير الصفقة قلقًا لدى بعض الأوساط في إسرائيل، خاصة مع ضبابية تفاصيلها، كعدم معرفة موعدها بالتحديد، إن كانت ستكتمل هذا العام أو في عام 2025.
تأسست شركة Wiz في عام 2020 على يد رئيسها التنفيذي عساف رابابورت وعدد من زملائه، وتمكنت من جمع مليار دولار في فترة سابقة من هذا العام بتقييم قدره 12 مليار دولار. تعمل الشركة مع شركات عالمية كبرى مثل “Salesforce” و”BMW” و”Snowflake”، وتقدم برمجيات الأمن السيبراني للحوسبة السحابية.
تقدم الشركة حلولًا شاملة للشركات تساعدها في حماية بياناتها ومعلوماتها الحساسة من التهديدات الإلكترونية المتزايدة. باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني المتقدم، تُمكّن Wiz عملاءها من الكشف عن الثغرات الأمنية فور حدوثها ومعالجتها قبل أن تصبح مشكلة حقيقية. يقع مقرّ الشركة في نيويورك ولها مكاتب أخرى في الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعمل مع عدد من أكبر شركات الحوسبة السحابية، بما في ذلك أمازون ومايكروسوفت وجوجل.
تعاون فريق الشركة مع العديد من الشركات الكبرى على إنشاء نظام أمني شامل يهدف إلى حماية البيانات والشبكات في المؤسسات. تستفيد Wiz من بيانات المنصات السحابية للشركات الكبرى لفحص التطبيقات والعمليات في الشبكة، وتوفير تحليلات مفصّلة عن المخاطر الأمنية وكيفية إصلاحها. وتغطّي منصة Wiz حوالي 13 مجالًا، مثل أمن البرمجيات وسلاسل التوريد، ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في مجال الأمن السيبراني العالمي.
تُجري شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، مفاوضات متقدمة للاستحواذ على شركة Wiz مقابل 23 مليار دولار تقريبًا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر تحدّثوا إلى صحيفة “وول ستريت جورنال”. وهذه الصفقة، إن تمّت، ليست الأولى لمؤسّسها عساف رابابورت (40 عامًا)، إذ تولّى منصب المدير العام للبحث والتطوير في مايكروسوفت إسرائيل بعد بيع شركته “أدالوم” لمايكروسوفت بمبلغ 320 مليون دولار في عام 2015.
سيساهم استحواذ غوغل على شركة Wiz في تعزيز قدراتها الأمنية بشكل كبير، خاصة في مجال الحوسبة السحابية، من خلال سد الثغرات الأمنية في بنيتها التحتية السحابية وتقديم حلول أمنية متكاملة لعملائها. هذا سيمكنها من المنافسة بشكل أقوى مع شركتي أمازون ومايكروسوفت، اللتين تحتلّان الصدارة في هذا المجال. وقد نمت إيرادات غوغل السحابية بنسبة 26% العام الماضي، نتيجة لاستثماراتها الكبيرة في التقنيات ذات الصلة، وحققت أرباحًا تشغيلية لأول مرة.
لا يزال الغموض يخيّم على الكثير من تفاصيل الصفقة، وقد تضاربت العديد من المعلومات حول عوائدها المالية. على سبيل المثال، أُعلن في السابق أنّ قيمة الإيرادات الضريبية التي ستدخل خزينة الدولة منها ستبلغ 12 مليار شيكل، ثمّ عُدّلت هذه التوقعات لتصبح 9 مليارات شيكل. كذلك، ليس مؤكّدًا بعد أنّ الصفقة ستتمّ فعلًا، وغير معروف حتّى الآن الموعد النهائي لاستكمالها.
الشيء الوحيد المؤكّد، أنّ الصفقة إذا تمّت، فسيتوجّب على مؤسّسي شركة Wiz الإسرائيليين، الذين يملكون 40% من أسهمها، وعلى رأسهم عساف رابابورت، دفع ضرائب في إسرائيل. لكنّ المسؤولين في وزارة المالية يخشون من أنّ هذه الصفقة قد تُشجّع السياسيين على عدم القيام بإجراءات مالية صارمة، مثل رفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1% (لتصبح 18% بدل 17%). وهذا الإجراء من المتوقّع أن يوفّر عوائد ضريبية بقيمة 7.5 مليار شيكل سنويًا، وهو مبلغ أقلّ من قيمة الضرائب المتوقعة من صفقة الاستحواذ على Wiz.
ورغم أنّ نتنياهو عادة ما يكون من أوائل المتحمّسين لهذه الصفقات لاستثمارها إعلاميًا، كما حدث عندما استحوذت شركة إنتل على شركة “موبايلي غلوبال” الإسرائيلة بصفقة بلغت 15 مليار دولار، إلّا أنّه لم “يُبارك” الصفقة حتّى الآن، لأنّ عساف رابابورت كان من أشدّ المعترضين على التعديلات القضائية التي قادها معسكر نتنياهو العام الماضي، ودعا إلى استثمار أموال قطاع الهايتك خارج إسرائيل ردًا على ذلك.
المصدر: بتصرّف عن معارف + وكالات محلية ودولية
