عطل فني في برنامج أمن المعلومات لشركة السايبر الأمريكية كراودسترايك (Crowdstrike) يتسبب في تعطيل واسع النطاق لعدد هائل من المؤسسات والهيئات في إسرائيل وحول العالم.
يُعتبر “الخلل الفني” الذي وقع اليوم (الجمعة) أحد أكبر الأعطال التقنية التي شهدها العالم حتى الآن، والذي نتج عن خلل في تحديث برنامج شركة أمن المعلومات الأمريكية كراودسترايك. يعتمد البرنامج الرئيسي للشركة، وهو تطوير متقدم من برمجيات مكافحة الفيروسات الالكترونية (أنتي-فايروس)، على تحديثات مستمرة، لكن التحديث الأخير تسبب في تعطل العديد من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز. الخبراء في البلاد وحول العالم وصفوا هذا الحدث بأنه “خلل العقد، إن لم يكن القرن”.
شركة كراودسترايك، التي تقدر قيمتها بنحو 80 مليار دولار وتعد واحدة من أكبر شركات الأمن السيبراني في العالم، تقدم برنامج حماية يعرف باسم Falcon EDR. هذا البرنامج، الذي يتم تثبيته على عدد لا يحصى من أجهزة الكمبيوتر، خاصة في الشركات الكبرى، تعرض لخلل في التحديث الأخير مما أدى إلى ظهور شاشة زرقاء (شاشة الموت الزرقاء) على العديد من الأجهزة وتعطيلها بالكامل. وقد انخفضت أسهم الشركة بنسبة 13% في التداول السابق لافتتاح السوق.
An update for business software security, Crowdstrike, has caused the ‘blue screen of death’ to a number of major companies worldwide, including the airline industrypic.twitter.com/X3mZZFUMuP
— Dexerto (@Dexerto) July 19, 2024
الخلل تسبب في توقف العديد من الأنظمة والمرافق الحيوية، بما في ذلك مراكز الطوارئ، الموانئ، شركات الطيران، البنوك، المتاجر، الفنادق، قنوات التلفزيون، والشركات التجارية حول العالم. بالرغم من أن كراودسترايك قد سحبت التحديث المعطل، إلا أن الأجهزة التي تعطلت تحتاج إلى إصلاح يدوي، مما يزيد من حدة الأزمة.
الجهات المعنية بالأمن السيبراني حول العالم تعمل على استعادة الأنظمة المتضررة وإصلاحها. على الرغم من أن الشركة لم تصدر حتى الآن حلاً شاملاً للمشكلة، إلا أن الفرق التقنية تعمل بجد لتجاوز الأزمة. كما أن الانتشار الواسع لتحديثات البرامج والأهمية الحيوية لتشغيل الأنظمة بشكل سلس يسلط الضوء على مدى الاعتماد العالمي على تقنيات المعلومات وأهمية ضمان استقرارها.
وأكدت مصادر في المجال أن هذه الحادثة تُبرز الحاجة الملحة لتعزيز أطر الأمان والاستجابة السريعة للأزمات التقنية، وتطوير آليات أكثر كفاءة للتعامل مع مثل هذه الحوادث الكبيرة في المستقبل.