الحرب الشاملة : سيناريوهات قصف منصات الغاز وتداعياتها على الاقتصاد وإمدادات الكهرباء

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
منصة الغاز ليفيتان - المصدر : ويكيميديا
منصة الغاز ليفيتان – المصدر : ويكيميديا


في ظل الحديث عن إمكانية توسع الحرب على الجبهة الشمالية، يطرح السؤال حول مصير منصات الغاز الإسرائيلية التي لطالما هدد حزب الله باستهدافها في حال توسعت الحرب بين لبنان واسرائيل. هذا السيناريو المحتمل قد يؤدي الى انقطاع لا مفر منه للتيار الكهربائي اذ ان الفحم الحجري سيعوض جزءًا من النقص لكنه لن يكون كافيًا.
ناهيك عن الخسائر الفادحة التي سوف تتكبدها الدولة جراء توقف عمل منصات الغاز.

الهجوم بالطائرة المسيّرة التي أطلقها حزب الله يوم السبت باتجاه منصة الغاز “كاريش” أظهر مدى هشاشة شبكة الكهرباء الإسرائيلية أمام أي اضطراب في إمدادات الغاز. السبب الرئيسي هو الاعتماد شبه الكامل على الإمدادات المستمرة: حوالي 70% من الكهرباء في إسرائيل تعتمد على الغاز المورّد من ثلاث منصات، والباقي يُنتج باستخدام الطاقة الشمسية والفحم. يمكن لإسرائيل زيادة استخدام الفحم، لكنه لن يكون كافياً لتلبية احتياجات السوق بالكامل. محطات الطاقة ستضطر لاستخدام الديزل، الذي بالإضافة إلى تكلفته الباهظة يسبب تحديات إضافية مثل الحفاظ على مخزون كافٍ وزيادة تآكل التوربينات في المحطات.

تداعيات الحرب الشاملة

الحرب الشاملة في الشمال قد تؤدي إلى انقطاعات كهرباء محلية ومخططة لإدارة اقتصاد الكهرباء الإسرائيلي على مدى أسابيع. الضرر غير المباشر قد يكون أكبر بكثير عندما تطالب شركات الغاز بتعويض عن الأضرار التي لحقت بها.

منصات الغاز تقوم بالعمليات الفنية لمعالجة الغاز المستخرج من الآبار، مثل فصل السوائل (المياه والنفط) عن الغاز نفسه وتوزيعه على العملاء. في إسرائيل، هناك ثلاث منصات للغاز: “كاريش”، “تمار”، و”ليفياثان”. تُشغل “إنرجيان” منصة “كاريش”، بينما تُشغل “شيفرون” منصتي “تمار” و”ليفياثان”. معظم الغاز للسوق المحلي يأتي من منصتي “كاريش” و”تمار”، بينما تزود “ليفياثان” حوالي 10% فقط من الغاز المحلي، حيث يُصدّر معظم الغاز منها إلى الأردن ومصر.

مواجهة الطوارئ

في حالة الطوارئ، يمكن لوزير الطاقة إصدار أمر بوقف تصدير الغاز لتلبية احتياجات السوق المحلي. هذا ما حدث في أكتوبر عندما توقفت منصة “تمار” لمدة شهر تقريبًا بسبب مخاوف من تعرضها لهجوم، وغطت منصة “ليفياثان” العجز دون أن نشعر باضطرابات كبيرة في سوق الطاقة المحلي. لكن توقف جميع المنصات الثلاثة هو سيناريو لم نشهده من قبل، لكنه ممكن وقد يؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية.

حماية منصات الغاز

تم استثمار أكثر من 3 مليارات شيكل لحماية المنصات، منها حوالي 1.7 مليار شيكل لشراء أربع سفن للبحرية، و1.5 مليار شيكل لشراء أنظمة اعتراض وحرب إلكترونية. لكن كما وصلت طائرة مسيّرة إلى قلب تل أبيب وسقط صاروخ في ملعب كرة قدم في الجولان، يتضح أن أي حماية ليست محكمة تماماً. بحسب مصادر خارجية، لدى حزب الله صواريخ روسية “ياخونت” التي حصل عليها من إيران، قادرة على التحليق على ارتفاع منخفض وتجاوز بعض أنظمة الدفاع الجوي.

3M55 Yakhont Onyx SS N 26 Armia 2018
صواريخ بي-800 أونيكس (ياخونت) الروسية- المصدر: ويكيميديا

نقص حاد في الغاز

إذا توقفت المنصات الثلاثة بسبب حرب شاملة، فإن ذلك سيؤدي إلى نقص كبير في الغاز. إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الغاز لتوليد الكهرباء، وبالتالي فإن توقف إمدادات الغاز لعدة أيام أو أكثر سيضع البلاد أمام تحديات كبيرة.

يمكن لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في إسرائيل — روتنبرغ في أشكلون وأوروت رابين في الخضيرة — أن توفر الكهرباء لأسبوعين بشكل مستقر بالاعتماد على مخزون الفحم المتوفر لديها. لكن استخدام الفحم أكثر تكلفة بكثير من الغاز، كما أن إنتاج الكهرباء باستخدام الديزل يمكن أن يزيد التكلفة بشكل هائل.

مقالات مختارة

Skip to content