“قسط المشكنتا على العائلة العربية زاد بالمعدل حتى 2000 شاقل بالشهر”

مستشار قروض المشكنتا جاد سليمان يعتقد أن أسعار الفائدة على القروض لن تتراجع قبل ثلاث سنوات، ويُحذر من استغلال البنوك لجهل الزبون العربي بموضوع الفوائد والعمولات ويستقبل يوميًا طلبات من عائلات عربية تريد بيع البيت والهجرة.
أيقون موقع وصلة Wasla
خاص بوصلة

مستشار قروض المشكنتا جاد سليمان يعتقد أن أسعار الفائدة على القروض لن تتراجع قبل ثلاث سنوات، ويُحذر من استغلال البنوك لجهل الزبون العربي بموضوع الفوائد والعمولات ويستقبل يوميًا طلبات من عائلات عربية تريد بيع البيت والهجرة.

new
جاد سليمان – تصوير: جواد عمري لراديو الناس

جاد، بصفتك مستشار في مجال قروض الإسكان (المشكنتا)، كيف يؤثر ارتفاع أسعار الفائدة البنكية على شراء البيوت عموما وفي المجتمع العربي بالذات؟ 

منذ شهر نيسان/ ابريل 2022 وحتى الآن تم رفع مستوى الفائدة البنكية عشر مرات على التوالي. هذا الأمر أثر بشكل كبير وملحوظ على توجه الناس للاقتراض وشراء البيوت من خلال قروض المشكنتا، فشهدنا خلال هذه الفترة تراجع حاد في الطلب على قروض المشكنتا. بعد ذلك اندلعت الحرب وظلت أسعار الفائدة مرتفعة، لكن “الناس تعودت على الوضع” وأدركت أن الأمور لن تتغير قريبا. بالإضافة إلى ذلك إيجارات البيوت ارتفعت بشكل حاد. في الأشهر الأخيرة نشهد حالة انتعاش في الطلب على قروض المشكنتا وعلى شراء البيوت، وهذا يظهر بشكل واضح في البيانات الرسمية لدائرة الإحصاء المركزية. 

هل تتوقع حصول انخفاض في أسعار الفائدة في الفترة القريبة؟ وهل قرار البعض بالانتظار حتى خفض سعر الفائدة هو قرار ذكي أصلا؟ 

برأيي الشخصي، فترة الحرب، أو فترة الأزمات مثل فترة الكورونا، هي أفضل فترة لشراء بيت بالنسبة لمن لم يتضرر وضعه الاقتصادي بسبب الأزمة. خلال فترة الأزمات السوق “يهدأ”، أي أن الطلب على البيوت يقل وهذا يمنح فرصة لمن يبحث عن شراء بيت ويستطيع من الناحية المالية أن يستغل الفرصة وشراء بيت بسعر أقل من السعر السوق في الأوقات الطبيعية. وبتقديري سعر الفائدة لن يتراجع إلى مستويات 2022 إلا بعد ثلاث سنوات على الأقل. لن يحصل أي تغيير في سعر الفائدة قبل انتهاء الحرب، وحتى عند انتهائها نحتاج نصف سنة على الأقل حتى تبدأ أسعار الفائدة بالانخفاض. 

بعيدًا عن المصطلحات الاقتصادية، “من الآخر” وبالأرقام، كم زادت دفعات قسط المشكنتا للعائلة العربية المتوسطة؟ 

الأمر يتعلق بالمسارات المختلفة للمشكنتا والمبلغ وما شابه. لكن على سبيل المثال، العائلة التي عندها مشكنتا بـ 500 ألف شاقل فإن الزيادة في الأقساط زادت ما بين 800 إلى 2000 شاقل. طبعًا الأمر يتعلق بنوع الفائدة على القرض والمدة والزمنية وما شابه، لكن بالمجمل هذا كان نطاق الزيادة بالمعدل على أقساط المشكنتا. 

الحرب أثرّت بشكل فادح على قطاع البناء والمشاريع الإسكانية الجديدة، كيف تأثرت برأيك مشاريع الإسكان، في الناصرة مثلا، مما حصل بعد السابع من أكتوبر؟ 

الوضع في المجتمع العربي مختلف عن باقي الدولة. من انطباعاتي يمكنني القول بأن قطاع البناء والمشاريع في المجتمع العربي، وخاصة البعيدة عن مناطق الجنوب والشمال، مثل الناصرة وحيفا، لم تتأثر بشكل كبير. برأيي الوضع في المدن والقرى العربية عادي بشكل عام من ناحية وتيرة العمل في المشاريع، طبعا هناك تراجع في حركة المبيعات بسبب الحرب وأسعار الفائدة. 

كيف أثرت الحرب والأوضاع الامنية والسياسية بشكل عام على إقبال الأزواج الشابة العربية على شراء البيوت أو بيعها؟

للأسف الشديد التأثير كبير جدا. استقبل بشكل يومي تقريبا توجهات من أزواج عربية شابة، خاصة من الأكاديميين والعاملين في مجال الهايتك، يطلبون مني فحص امكانية بيع شققهم أو فحص إمكانية تسديد قرض المشكنتا بطريقة أو أخرى لأنهم يفكرون بشكل جدي في الهجرة. هذه الظاهرة تنتشر بشكل واسع وسريع، وأنا شخصيا اعرف عشرات الشباب والعائلات الذين هاجروا أو يستعدون للهجرة من البلاد بسبب الأوضاع. بالإضافة إلى ذلك، هناك ارتفاع حاد في سوق شراء البيوت خارج البلاد ليس لسبب الاستثمار إنما فقط لتوفير ملاذ آمن للهروب وقت الحاجة. هذه الظاهرة أصبحت خطيرة برأيي. 

هل تلاحظ حدوث أي تغيير في تعامل البنوك التي تقدم قروض مشكنتا مع المجتمع العربي منذ السابع من أكتوبر؟ 

بصراحة لا. بل على العكس. نشهد في الفترة الأخيرة اهتمام من بنوك كانت بعيدة عن المجتمع العربي بتسويق وعرض خدماتها وقروضها على أبناء المجتمع العربي. بل وأصبحت تُسهّل شروطها وطلباتها من المتوجهين. طبعًا، هذا الأمر “مش لسواد عيون” المواطن العربي، بل بسبب حاجة البنوك لبيع القروض وتعويض التراجع في المبيعات في الوسط اليهودي. وللأسف، تستغل البنوك أحيانا جهل الزبون العربي بموضوع الفوائد والعمولات وتجبي منه أسعار فائدة عالية. 

نلاحظ في الفترة الأخيرة قيام العديد من الناس بتكبير قروض المشكنتا القائمة للحصول على مبلغ إضافي لسد ديون مالية متراكمة عليهم أو لأغراض مالية أخرى. ما رأيك بهذه الخطوة؟

يزداد انتشار هذه الظاهرة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الناس. بنك إسرائيل خفف شروط تكبير المشكنتا، وأعلن بعد اندلاع الحرب عن تسهيلات في هذا المجال. لو فرضنا أنك تملك بيت قيمته مليون شاقل، وعليه مشكنتا بـ 500 الف شاقل، يمكن الآن اقتراض حتى 200 الف شاقل إضافية من خلال المشكنتا. هذه التسهيلات مؤقتة وانا شخصيا لا أنصح بالقيام بهذه الخطوة لأن أسعار الفائدة على تكبير المشكنتا مرتفعة جدا، يعني إذا اخذت 100 الف شاقل زيادة على المشكنتا لعشرة سنوات أو أكثر، فأنك ستعيد الـ 100 الف شاقل 180 الف شاقل تقريبا. 

هل الفترة الحالية مناسبة لجدولة (מיחזור) المشكنتا، فحص شروط الفائدة ومدة السداد وما شابه؟ 

برأيي هذا الوقت غير مناسب، ومنذ شهر أيار 2022 أنا شخصيا أرفض معالجة أي ملف أو طلب لزبون لجدولة المشكنتا إذا كان السبب هو الحصول على شروط أفضل. بأسعار الفائدة الموجودة اليوم والتي تترواح بين 4.8-4.9%، لا يُنصح أبداً بتغيير شروط المشكنتا القائمة. فقط عندما تتراجع الفائدة إلى مستوى 3-3.5% يمكن أن نفكر بإعادة جدولة قرض المشكنتا والحصول على شروط أفضل. 

مقالات مختارة

Skip to content