سبَّبت الزيادة المفرطة في أعداد السائحين ببعض الوجهات السياحية في أوروبا مشكلاتٍ لم تقابلها هذه الدول من قبل، كالازدحام الشديد؛ فالمتاحف مثلًا -كونها أحد أهم المزارات السياحية- تشهد ازدحامًا شديدًا إلى درجة أن حجز الزيارة يجب أن يتم قبل أشهر، أما بالنسبة إلى السكان المحليين فقد أصبح بعض هذه المدن غير صالح للسكن، سواء بسبب الازدحام أو انعدام الأمان.
وبحثًا عن حلول؛ رفع بعضها شعار «رجاءً عدم القدوم» بدلًا من «تعالَ إلينا»، وذلك للحد من الزيادة الكبيرة في عدد زائريها. وعلى الرغم من عدم وصول الأمر إلى المستوى القضائي لدى حكومات الاتحاد الأوروبي، فإن محاولاتها للتحكم في هذا النمو المفرط لأعداد الزائرين وصلت إلى درجة فرض تدابير صارمة تشمل الحظر والغرامات العالية أحيانًا، وبدأت بعض المدن فرض رسوم دخول على الزوار، مثلما حدث في البندقية التي فرضت رسومًا للوصول إلى المدينة والجزر المحيطة بها.
أمستردام:
صدَّقت أمستردام على قانون منع السفن السياحية من الدخول إلى مينائها الرئيسي، وجاء هذا الإجراء في إطار حملة أوسع تُسمَّى «حملة تثبيط»، تهدف إلى تقليل الضغط السياحي وتنظيمه.
ولأنها تُعَدُّ أحد أشهر الوجهات السياحية للشبان بين 18 إلى 25 عامًا؛ دشَّنت المدينة حملة لتحُثَّ الشبان البريطانيين على تجنُّب زيارة المدينة. وعلَّقت المتحدثة باسم المدينة على هذه الجهود قائلةً: «تستهدف الحملة الأشخاص الذين لا يساهمون إيجابيًّا في المدينة عمومًا.»
إيطاليا:
في محاولة للسيطرة على الحشود وحماية تحفها المعمارية الشهيرة، اتخذت إيطاليا -التي تحظر منذ عام 2021 مرور السفن السياحية الكبيرة في بحيرة البندقية- إجراءات في روما لتقييد الوصول إلى نافورة «تريفي» والسلالم الإسبانية، كما فرضت رسوم دخول لزيارة «البانثيون».
ومنذ يونيو الماضي، تحظر مدينة فلورنسا تأجير البيوت في المركز التاريخي للمدينة، وهو موقع تراثي مُعتمَد من اليونسكو.
أما في مدينة بورتوفينو الساحلية الواقعة في نطاق الريفييرا الإيطالية، فقد سنَّت الحكومة المحلية تشريعات لمنع السائحين من التوقف لالتقاط صور «سيلفي» في مناطق عدم الانتظار، حتى إن أحد الشواطئ في «إيراكليا» حظر بناء القلاع الرملية -مع غرامة تصل الى 250 يورو- لأنها تُعَدُّ «عوائق غير ضرورية».
فرنسا:
في نيس، على الريفيرا الفرنسية، وفي أماكن يرتادها السائحون كثيرًا، رُكِّبت مؤخرًا قطع غير عادية من فن الشارع على شكل مصائد فئران عملاقة مع «الآيس كريم» كطُعم «للقضاء على الآفات السياحية». تُعَدُّ الأفخاخ العملاقة أسلوبًا فكاهيًّا، ولكنها أيضًا عرض واضح لمشاعر المدينة تجاه السياحة المفرطة.
إسبانيا:
تُخطِّط إحدى أشهر الوجهات السياحية في غاليسيا لإطلاق ضريبة سياحية كوسيلة لمكافحة السياحة المفرطة. أما في برشلونة فقد بدأت حملات «جرافيتي» محلية لرسم جداريات في الشوارع مع إرشادات خاطئة للمواقع السياحية المشهورة لتضليل السياح وإبقائهم بعيدًا عنها بدلًا من إرشادهم.
وفي إيبيزا، استهدف ناشطون من حركة «فوتورو فيجيتال» يختًا ضخمًا بقيمة 300 مليون يورو مملوكًا للمليارديرة وريثة شركة «وول مارت»، ورشُّوا عليه طلاءً أحمر.
البرتغال:
في البرتغال، يُعاقَب على تشغيل الموسيقى الصاخبة في كثير من الشواطئ الشهيرة بغرامات تتراوح بين 200 و36000 يورو.
وفي ساحل «الغارف»، الذي يستقبل وحده أكثر من مليون سائح بريطاني خلال موسم الذروة، تتراوح الغرامات بين 200 و4000 يورو للفرد، و2000 و36000 يورو للمجموعات.
كرواتيا:
اتخذت كرواتيا بعض الإجراءات الصارمة مثل حظر النوم أو التبول في الأماكن العامة، وتسلق المعالم الأثرية؛ للسيطرة على السياحة المفرطة، تبدأ من الغرامات العالية واصل إلى العقوبة بالسجن.