يشهد العالم حاليًّا ثورة تقنية فريدة من نوعها ستُسهِم في تحسين حياة الإنسان من جميع الجوانب، لكنها في الوقت نفسه تُشكِّل تهديدًا لملايين الوظائف حول العالم. تعتمد الثورة الصناعية الرابعة أساسًا على الرقمنة والذكاء الاصطناعي لتيسير مهمة إدماج الروبوتات الذكية في خدمة البشر. وقريبًا، ستصبح هذه الروبوتات جزءًا أساسيًّا في حياتنا وفقًا لتقارير مراكز البحث، وتبعًا لذلك، ستُستبدَل الأيدي العاملة لكثير من الوظائف بهذه الروبوتات.
1. أمين الصندوق/بائع في متجر:
تُهدِّد خيارات الدفع الرقمي البائعين وموظفي «الكاشير»، لكنها ليست التهديد الوحيد؛ فانتشار التجارة الإلكترونية وتوسُّعها المستمر يُنذِران بإنهاء الاستعانة بموظفين لشواغر تُقدِّم وظائف مستقرة ومملة لعشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد. ومع أن العمل بائعًا أو أمين صندوق في متجر لم يكن خيارًا عالي الأجر أبدًا، فإنه منفذ للعمال الذين لا يملكون شهادات جامعية. ومع اندثار هذه الوظائف، تُغلَق أمام هؤلاء طرق التقدم الاجتماعي، ناهيك عن المراهقين الذين يبحثون عن وظائف صيفية أو خلال العطلات.
2. التسويق عبر الهاتف:
يمكن لمَن هم ليسوا مُسوِّقين عبر الهاتف أن يتنفسوا الصعداء ويحتفلوا؛ فمُسوِّقو الهاتف في طريقهم للاندثار! ولكن الأخبار السيئة تتبع: ستكون سعادتك قصيرة الأمد؛ إذ إن وظيفة التسويق عبر الهاتف ليست في طريقها إلى الموت، بل في الطريق لأن تتحول إلى مهنة أوتوماتيكية، وسيُستبدَل الموظفون بمجموعة من الروبوتات تُؤدِّي هذا العمل.
3. التخزين والتحميل:
تفريغ الشاحنات وتخزين البضائع وإعادة التعبئة، كلها فرص لكثير من العمال الذين قد يواجهون صعوبة في العثور على وظائف بسبب حواجز اللغة أو القيود التعليمية أو حتى التمييز. ومع ذلك، في المستقبل القريب، قد يحتاج هؤلاء العمال إلى البحث عن بدائل؛ فالروبوتات في طريقها لتحل محلَّهم.
4. توزيع الصحف:
بينما يجادل كبار السن في بعض الأحيان أن الشاشات ليس لها جاذبية الورق، إلا أن نمو الهواتف الذكية وأجهزة القراءة الإلكترونية آخذٌ في السيطرة على سوق المطبوعات، كما أنه أصبح من السهل الوصول إلى الصحف والمجلات إلكترونيًّا أينما كنت.
5. وكيل السفر:
مع التقدم التكنولوجي وسهولة القيام بالحجوزات من المنزل، أعلنت شركة «مايكروسوفت» عن إطلاق موقع جديد يمكن من خلاله فحص الأسعار الحالية لتذاكر الطيران وتوقُّع السعر المستقبلي لها وتقديم النصائح للزبائن، مستبدلةً بذلك جزءًا مهمًّا من مهام وكيل السفر العادي.
6. ساعي البريد:
يرى مسؤولو الموارد البشرية أن مهنة ساعي البريد تواجه حتمية الانقراض، سواء لدى شركات الشحن أو تنظيم المراسلات داخل مقار الشركات؛ فخدمة البريد الإلكتروني تتيح تبادلًا فوريًّا للمعلومات على عكس الرسائل التقليدية، كما أصبح بإمكان أي شخص توقيع الوثائق خلال التواصل مع الجهات الرسمية باستخدام التوقيع الإلكتروني فقط. أما شركات الشحن فقد طورت نماذج لمركبات ذاتية القيادة وطائرات مُسيَّرة لتوصيل الطرود، ومن ثم لن يكون في المستقبل فرص عمل لسُعاة البريد.
7. مرسل سيارة أجرة:
تتميز المدن الكبرى بأساطيل سيارات الأجرة، ولكن في السنوات الأخيرة أخذت هذه الأساطيل في التضاؤل، وتحوَّل السائقون إلى العمل لدى تطبيقات مثل “Uber” و”Gett Taxi” لملء الفجوات التي كانت تملأ سوق النقل الخاص، كصعوبة إيجاد سيارة أجرة في أوقات متأخرة مثلًا.
8. مقدمي الخدمات في الفنادق:
هناك عدد كبير من الوظائف في مجال الفنادق والضيافة التي ستختفي أيضًا من العالم، نظراً لاستبدال العاملين بالروبوتات، مثل: مهن خادمات الغرف، ومنسقين الزهور، ومدبرات المنازل، وعاملي الاستقبال.
9. المهن المتعلقة بالموارد البشرية والشواغر الإدارية:
اختفت حوالي 300 ألف وظيفة إدارية بين عامي 2004 و2009، وفي العقد المقبل سيستمر هذا المجال في الانكماش بشكل كبير. لم يعد هناك طلب على السكرتيرات، علاوة على ذلك، فإن منسقي ومديري الموارد البشرية لديهم أيضًا فرصة كبيرة للاختفاء من المشهد وسيتم نقل مسؤولياتهم إلى الوسائل التكنولوجية.
10. المهن الصحية:
تشير الدراسات إلى أنه في المستقبل القريب سيتم استبدال 80٪ من عمل الأطباء بالمعدات وأجهزة الكمبيوتر. على الرغم من أن الأطباء لن يختفوا من العالم، إلا أن نظام الرعاية الصحية أصبح يعتمد أكثر فأكثر على التكنولوجيا. ويحدث التغيير بالفعل من الأيدي الروبوتية، التي أصبحت أكثر دقة في العمليات الجراحية، إلى الروبوتات التي تتحرك حول المستشفيات وتحل محل طاقم التمريض في نقل الطعام والغسيل والأدوية بين الغرف والعنابر.
إن من لا يتطور ينقرض كما يقولون. لذلك يجب الاستعداد للمستقبل بتطوير المهارات لتواكب المجالات التقنية التي تشكل أساس المستقبل، بدلًا من القلق بشأن زيادة البطالة تبعًا لهذه الثورة التكنولوجية؛ فعندما يختفي قطاع صناعي أو تجاري لا يُترَك خلفه فراغ، بل يُفتَح المجال لعشرات القطاعات الواعدة والمبتكرة.