يعتبر الهجوم الذي وصفته إسرائيل بالوقائي ضد حزب الله في لبنان هو الأوسع، لكنه أيضًا الأكثر كلفة منذ بداية الحرب مع لبنان، حيث قدرت تكلفته نصف مليار شيكل وهو مبلغ كبير، لكن تكلفة الخسائر وفقًا لصحيفة جلوبس جراء وصول الصواريخ الى أهدافها الاستراتيجية وسط البلاد كانت ستكون أكبر بكثير.
جاء في صحيفة جلوبس ووفقًا للجيش الاسرائيلي أن عدد الطائرات التي شاركت بالهجوم ضد حزب الله في لبنان وصل الى 100 طائرة، نفذت غارات ادت الى تدمير 6000 صاروخ وطائرة دون طيّار، كانت موجهة نحو إسرائيل. وتقدر كلفة هذا الهجوم حوالي 120 مليون دولار أي ما يقارب النصف مليار شيكل، وذلك كما جاء على لسان مسؤول بارز في الصناعات الدفاعية. موضحًا لصحيفة جلوبس أن “حساب 4,000 قنبلة JDAM بسعر 25,000 دولار لكل واحدة يصل إلى حوالي 100 مليون دولار. تشغيل حوالي 100 طائرة لمدة ست ساعات يقدر بنحو 18 مليون دولار إضافية، وكذلك تشغيل الطائرات بدون طيار لمدة 12 ساعة يقدر بنحو 1.08 مليون دولار. كل هذا دون حساب تكاليف أخرى، مثل أجور الاحتياط“.
ويتابع المسؤول الأمني ان الـ120 مليون دولار يعتبر مبلغًا كبيرًا، لكنه منع تكاليف أكبر بكثير. كان من المحتمل أن تكون الأضرار في البنية التحتية الاستراتيجية الإسرائيلية مثل منطقة جليلوت، حيث يقع مقر الموساد، أو في المباني المدنية من الشمال إلى الوسط، أكثر تكلفة. علاوة على ذلك، فإن تشغيل نظام الدفاع الجوي على نطاق واسع يعد مكلفًا للغاية.
لا يزال الهجوم الإيراني في 14 أبريل، الذي أطلق فيه 185 طائرة بدون طيار و110 صواريخ باليستية و36 صاروخ كروز على إسرائيل، حاضرًا في الذاكرة. لكن نسبة النجاح لم تتجاوز 1%، وذلك بفضل النظام الدفاعي الإسرائيلي متعدد الطبقات، الذي يتضمن منظومتي حيتس 2 وحيتس 3 للصناعات الجوية في الطبقات العليا، ومنظومتي مقلاع داوود والقبة الحديدية لشركة رافائيل في الطبقات الدنيا. لكل واحدة من هذه الوسائل تكاليف: اعتراض القبة الحديدية يقدر بحوالي 30 ألف دولار؛ مقلاع داوود بـ700 ألف دولار؛ حيتس 2 بـ1.5 مليون دولار؛ وحيتس 3 بـ2 مليون دولار.
المنافسة بين الصناعات الدفاعية الإسرائيلية والإيرانية
في إطار الصراع بين إسرائيل وإيران، هناك جانب لم يتم التطرق إليه بشكل كافٍ وهو الصناعات الدفاعية. تعتبر إسرائيل رائدة عالميًا في هذا المجال، لكن إيران أيضًا تحقق تقدمًا ثابتًا. في معرض “آرمي 2024” الدفاعي الذي أقيم مؤخرًا في موسكو، كشفت إيران عن الطائرة الانتحارية الجديدة “بافار B1”. تم تصميم هذه الطائرة بدون طيار للعمل ضد أهداف ثابتة أو متحركة في نطاقات قصيرة. كما أفاد الإيرانيون بأنه في حال تم إلغاء المهمة، يمكن للطائرة العودة إلى موقع الإطلاق لإعادة التجهيز والإقلاع مجددًا.
يبلغ الوزن الأقصى للإقلاع للطائرة بدون طيار 7 كيلوجرامات، وتحمل شحنة بوزن 2 كيلوجرام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لرأس المتفجر أن يحتوي على 40 قضيبًا معدنيًا أو 200 شظية تزن 1.5 جرام، بهدف زيادة نطاق الضرر. يتم تركيب الكاميرا الكهروضوئية تحت رأس المتفجر، في حين يتم وضع البطارية القابلة للإزالة في الجزء الخلفي. وفقًا لطهران، يستغرق التجميع وإرسال الطائرة في مهمة خمس دقائق فقط. الطائرة تقلع وتهبط عموديًا، وفي عالم الطائرات بدون طيار الذي يتجه نحو هجمات السرب، يمكن تشغيلها بما يصل إلى عشر وحدات في طلعة واحدة.