مع اقتراب نهاية الأسبوع، تترقب الأسواق المالية إصدار تقرير بيانات الوظائف الأميركية لشهر أغسطس/آب، والتي قد تكون لها تأثيرات كبيرة على مسار خفض الفائدة الأميركية. يتوقع الخبراء أن توجّه هذه البيانات صناع السياسة النقدية في مجلس الاحتياط الفيدرالي حول مدى الحاجة إلى تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة، وذلك في ظل التباطؤ النسبي للتضخم، على الرغم من بقائه أعلى من الهدف البالغ 2%.
يشير تقرير لوكالة “بلومبيرغ” إلى أن تقرير الوظائف القادم قد يظهر زيادة متوقعة بنحو 165 ألف وظيفة جديدة، وهو ما يعد إشارة إيجابية رغم تباطؤ النمو بالأشهر السابقة. ويترقب المسؤولون في الفيدرالي هذه الأرقام بعناية لتقييم مدى قوة سوق العمل الأميركية وما إذا كانت تتطلب مزيدًا من التدخلات. كما أن مؤشر البطالة قد ينخفض قليلاً إلى 4.2% مقارنةً بـ 4.3% في الشهر السابق، ما يعزز من احتمالية بقاء الفيدرالي حذرًا في اتخاذ قراراته بشأن السياسة النقدية.
على صعيد متصل، يتوقع أن تظهر أرقام الوظائف الشاغرة لشهر يوليو/تموز انخفاضًا إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 8.1 مليون وظيفة، مما يعكس تراجع الطلب على العمالة في السوق. هذه النسبة، التي تبلغ حالياً 1.2 وظيفة شاغرة لكل عامل عاطل عن العمل، تقترب من مستويات ما قبل الجائحة، ما يعطي إشارة على توازن العرض والطلب في سوق العمل.
كذلك، فإنّ التقارير الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، مثل ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 0.2% في يوليو/تموز، تدعم من احتمال أن يكون خفض الفائدة محدودًا، حيث انخفضت التوقعات بتبني الفيدرالي لخيار خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 33% فقط، مقابل 67% لاحتمال خفض أقل بمقدار 25 نقطة. يأتي ذلك بعد أن أظهرت التقارير السابقة نمواً أقل من المتوقع في الوظائف لشهر يوليو/تموز وأعلى معدل بطالة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وفي أسواق المال، شهد الدولار ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، حيث سجل أعلى مستوياته منذ 21 أغسطس/آب أمام الين الياباني واليورو، مدعومًا بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل. يأتي هذا الارتفاع في ظل توقعات متضاربة حول مدى إمكانية تبني الفيدرالي الأميركي لمسار تيسير نقدي حاد في اجتماعه المقبل.
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات قوية في الأسواق العالمية، وستبقى أعين المتداولين والمستثمرين معلقة على التقرير الذي سيصدر يوم الجمعة القادم، حيث يمكن أن تحدد هذه الأرقام مصير قرارات الفائدة لبقية العالم. وفي ظل تباطؤ التضخم، والرسائل الحذرة من رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول، يظل هناك الكثير من التساؤلات حول الخطوة التالية للفيدرالي.
المصدر: رويترز + بلومبرغ