في خطوة غير متوقعة، بادر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى تسريع عملية إعداد موازنة الدولة لعام 2025، مستعجلاً المستوى المهني في وزارته لبدء صياغتها على الفور. جاء ذلك في اجتماع عاجل دعا إليه يوم الاثنين، ما أثار دهشة بعض العاملين في الوزارة، خاصةً أن سموتريتش كان قد ماطل طويلاً في طرح هذه الموازنة، ورفض على الدوام الاستماع إلى رؤساء الأقسام والخبراء في وزارة المالية. وسيعقد سموتريتش مؤتمرًا صحفيًا اليوم (الثلاثاء) لمناقشة أبرز نقاط خطته.
تشير التقارير إلى أن هذه العجلة قد تكون مرتبطة بوصول وفد من وكالة التصنيف الائتماني “موديز” إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، حيث تُعَد هذه الزيارة هامة للغاية، خاصة في ظل التهديد بتخفيض جديد للتصنيف الائتماني لإسرائيل، بعد أن قامت “موديز” بالفعل بتخفيضه في فبراير الماضي.
بحسب مصادر داخل وزارة المالية، فإن الموازنة المقترحة قد تتطلب تعديلات تتراوح بين 40 إلى 50 مليار شيكل. وتهدف هذه التعديلات إلى الحفاظ على سقف العجز بنسبة لا تزيد عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما سيستدعي اتخاذ إجراءات صارمة مثل زيادة الضرائب وتقليص الإنفاق الحكومي. حيث يعتزم سموتريتش تجميد زيادة الرواتب في عام 2025 في مختلف القطاعات في القطاع العام، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى توفير 6 مليارات شيكل. ومع ذلك، تتطلب هذه الخطوة موافقة الهستدروت ومنظمات عمالية أخرى، التي من المتوقع أن تعارض ذلك إذا لم يتم تنفيذ تخفيضات فعلية أيضًا في نفقات الحكومة والأموال الائتلافية. بالإضافة إلى ذلك، سيقترح سموتريتش تخفيضًا شاملاً بحوالي 6 مليارات شيكل في نفقات الحكومة.
من الجدير بالذكر أن سقف العجز المحدد لعام 2024 يبلغ 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن معظم الخبراء الاقتصاديين يتوقعون أن يرتفع إلى 7% على الأقل. هذا الوضع الاقتصادي المعقد دفع سموتريتش إلى الإعلان عن “تحركات صعبة” لمواجهة العجز المالي، بما في ذلك مفاوضات محتملة مع الهستدروت.
من جهة أخرى، أشار سموتريتش إلى أنه حصل على موافقة رئيس لجنة المالية موشيه غافني ورئيس حزب شاس أرييه درعي على بعض التخفيضات المالية التي ينوي إقرارها، دون ذكر ما هي طبيعة هذه التخفيضات تحديدًا، وهي خطوة يمكن أن توفر عدة مليارات من الشواكل.
هذه التحركات تعكس تغيراً في موقف سموتريتش، الذي كان يؤخر إعداد الموازنة لفترة طويلة، ما أثار دهشة المسؤولين في الوزارة. ومع ذلك، يُتوقع أن يتم طرح الخطوط العريضة للموازنة في اجتماع متابعة يُعقد يوم الخميس بمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. تشير التقديرات إلى أن رئيس الوزراء سيكون له دور مباشر في هذه العملية، التي ستتضمن إجراءات قد تكون غير شعبية، لكنها ضرورية لمنع تدهور الوضع المالي لإسرائيل.
المصدر: كالكاليست + دا ماركر