شهدت شركة إنفيديا الأمريكية، عملاقة تصنيع الرقائق الإلكترونية، خسارة قياسية بقيمة 279 مليار دولار في يوم واحد، وهو ما يمثل أكبر خسارة لشركة أمريكية في التاريخ من حيث القيمة، بتفوقها على خسارة شركة ميتا لـ 232 مليار دولار في فبراير 2022. جاء ذلك نتيجة تحقيق أمريكي حول ممارسات احتكارية محتملة قامت بها الشركة. تسبب هذا التحقيق في انخفاض أسهم إنفيديا بنسبة 10% بعد ساعات التداول يوم الثلاثاء، ما أدى إلى تسجيل هذا الانخفاض التاريخي، بحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.
كما خسر جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، 10 مليارات دولار من ثروته، ما قلصها إلى 94.9 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.
تحقيقات وزارة العدل الأمريكية وتأثيرها على الشركة
تواجه إنفيديا تدقيقًا مكثفًا من وزارة العدل الأمريكية، التي أرسلت مذكرات استدعاء إلى الشركة للحصول على أدلة على انتهاكات محتملة لقوانين مكافحة الاحتكار. يُعتقد أن إجراءات الشركة تعيق تحول الزبائن إلى منافسين آخرين، وتعاقب المشترين الذين لا يستخدمون رقائقها الحصرية. ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن استحواذ إنفيديا على شركة Run الإسرائيلية بـ 700 مليون دولار في أبريل الماضي، زاد من الشكوك حول ممارساتها الاحتكارية.
كما تخضع الشركة لتحقيقات من هيئات مكافحة الاحتكار في فرنسا والولايات المتحدة، حيث تخشى هذه الهيئات من أنّ تركّز التقنيات الجديدة في أيدي عدد قليل من الشركات قد يؤدي إلى خنق المنافسة. على الرغم من ذلك، يتوقّع المحلّلون أنّ تحقق إنفيديا ارتفاعًا كبيرًا في أرباحها وإيراداتها يصل إلى 121 مليار دولار في عام 2024، حيث أصبحت معالجاتها المعيار الذهبي لصناعة الرقائق..
علاقات إنفيديا مع إسرائيل واستثماراتها الكبيرة
تعتبر إسرائيل مركزًا استراتيجيًا لشركة إنفيديا، حيث أعلنت في عام 2023 عن استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار لتطوير مركز عالمي للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي. استحوذت إنفيديا على عدة شركات إسرائيلية، بما في ذلك Run وDeci AI، كما اندمجت مع Mellanox Technologies في عام 2019 مقابل 6.9 مليارات دولار.
كما أن إنفيديا لديها ثاني أكبر مركز تطوير خارج الولايات المتحدة في إسرائيل، حيث يعمل بها 3300 موظف، يمثلون 13% من إجمالي قوتها العاملة العالمية. تُعتبر إسرائيل أيضاً موطنًا لحاسوب إنفيديا الخارق “إسرائيل-1″، الذي يُعد واحداً من أسرع الحواسيب في العالم، والمخصص لدعم الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
المصدر: وكالات عالمية