أعلن رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن اليونان تعتزم فرض ضريبة قدرها 20 يورو على الزوار القادمين على متن السفن السياحية إلى جزيرتي سانتوريني وميكونوس خلال ذروة موسم الصيف. يأتي هذا القرار في إطار الجهود المبذولة للحد من الأعداد الزائدة من السائحين التي تؤثر سلبًا على الجزر.
اليونان تعتمد بشكل كبير على قطاع السياحة الذي يعد المحرك الرئيسي لاقتصادها، والذي لا يزال يحاول التعافي من أزمة اقتصادية استمرت لعقد من الزمن، وأدت إلى خسارة ربع الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، فإن بعض الوجهات السياحية، مثل جزيرة سانتوريني التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة، تعرضت لضغوط كبيرة بسبب التدفق الكبير للسياح.
خلال مؤتمر صحافي، أوضح ميتسوتاكيس أن الزيادة في أعداد السائحين لا تمثل مشكلة سوى في عدد قليل من الوجهات، مشيرًا إلى أن “اليونان لا تعاني من مشكلة هيكلية فيما يتعلق بالزيادة المفرطة في أعداد السائحين، ولكن هناك بعض الوجهات التي تشهد تحديات كبيرة خلال أسابيع أو أشهر معينة من العام”. وأضاف: “لقد أثقلت الرحلات البحرية كاهل سانتوريني وميكونوس، ولهذا السبب نمضي قدماً في فرض هذه الضريبة”.
في عام 2023، وصلت عائدات السياحة في اليونان إلى حوالي 20 مليار يورو، مع وصول نحو 31 مليون سائح. وقد بدأت تحديات السياحة الجماعية في الظهور في أوروبا مؤخرًا، حيث شهدت جزر مايوركا ومينوركا الإسبانيتان احتجاجات من السكان ضد السياحة الجماعية. وأعرب سكان عدد من المدن الأوروبية الشهيرة عن استيائهم من السياحة الشبابية التي تأتي من أجل الحفلات والضوضاء، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة السكن على السكان المحليين.
في مدينة برشلونة الإسبانية، طالب السكان بتقييد أعداد السائحين وتعديل قوانين تأجير العقارات لفترات قصيرة. وتشهد برشلونة، الواقعة في إقليم كاتالونيا، زيارة نحو 18 مليون سائح سنويًا، ما تسبب في مشاكل تتعلق بالازدحام وصعوبة العثور على سكن بأسعار معقولة. هذه الظاهرة لم تقتصر على جنوب أوروبا، بل انتشرت إلى شمال القارة حيث تشهد أمستردام الهولندية تدفقًا كبيرًا للسياح، ما أدى إلى شعور سكان المدينة بالغربة في مدينتهم المزدحمة.
المصدر: العربي الجديد + رويترز
