الزواج الأبدي بين الديمقراطية والمال: تكلفة الحملات الرئاسية الأمريكية ومصادر تمويلها

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
1024px Donald Trump 53786991212
تجمع انتخابي لترمب في أريزونا في يونيو 2024- المصدر: ويكيميديا

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يشتد الصراع بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ليس فقط في الساحة السياسية، بل أيضًا في سباق جمع التبرعات. يمثل التمويل حجر الزاوية في الحملات الانتخابية الأميركية، حيث تعتمد بشكل كبير على تبرعات الأفراد والشركات الكبرى لتمويل الإعلانات، والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتجمعات الانتخابية، والأنشطة الدعائية الأخرى.

الديمقراطيون في الصدارة: التاريخ يعيد نفسه؟

تشير الإحصائيات إلى أن الديمقراطيين كانوا غالبًا يتفوقون على الجمهوريين في سباق جمع الأموال منذ عام 2000. وباستثناء انتخابات عام 2000، حين تفوق جورج بوش الابن على منافسه الديمقراطي آل غور في جمع التبرعات بحصوله على 393 مليون دولار مقابل 190 مليون دولار لغور، يتواصل تفوق الديمقراطيين حتى اليوم.

ففي انتخابات عام 2008، جمع الرئيس الديمقراطي باراك أوباما مبلغًا قياسيًا آنذاك بلغ 1.2 مليار دولار، متفوقًا بفارق كبير على منافسه الجمهوري جون ماكين الذي جمع 652 مليون دولار. في عام 2020، حطم الديمقراطيون هذا الرقم القياسي مرة أخرى، حيث جمع الرئيس جو بايدن 3.2 مليارات دولار، وهو مبلغ غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الأميركية، مقارنةً بمبلغ 832 مليون دولار جمعه دونالد ترامب.

وفي انتخابات 2024 الحالية، يظهر التفوق المالي لحملة كامالا هاريس بوضوح منذ دخولها السباق في يوليو/تموز الماضي. فقد جمعت حملة هاريس 361 مليون دولار في أغسطس/آب وحده، وهو مبلغ يقارب ثلاثة أضعاف ما جمعته حملة ترامب في نفس الفترة. ووفقًا لتقارير واشنطن بوست، فإن الحملتين جمعتا معًا حتى الآن 1.5 مليار دولار عبر القنوات الرسمية، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة، حيث يميل الأثرياء إلى زيادة دعمهم المالي في المرحلة الأخيرة من الحملة.

الأثرياء ودورهم في دعم الحملات الانتخابية

لا شك أن الأثرياء لهم تأثير كبير في تمويل الحملات الانتخابية الأميركية. وقد أظهرت تقارير بلومبيرغ أن أغنى أثرياء الولايات المتحدة يشكلون مصدرًا رئيسيًا للتبرعات، حيث يلعبون دورًا بارزًا في دعم المرشحين من خلال لجان العمل السياسي، أو التبرعات المباشرة للحملات.

على سبيل المثال، تلقى ترامب دعمًا ماليًا كبيرًا من شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا، الذي على الرغم من عدم تبرعه المباشر لحملة ترامب، ساهم في إطلاق لجنة العمل السياسي الأميركية، التي أنفقت 45 مليون دولار لدعم حملة ترامب. بالإضافة إلى ماسك، يأتي ستيفن شوارزمان، رئيس مجلس إدارة شركة بلاكستون، كواحد من كبار داعمي ترامب، حيث تبرع بمبلغ 419,600 دولار، بينما تبرعت ميريام أديلسون بمبلغ خمسة ملايين دولار لدعم إعادة انتخاب ترامب.

1024px Kamala Harris Tim Walz 53915639353
تجمع انتخابي لهاريس في أريزونا في أغسطس 2024- المصدر: ويكيميديا

في المقابل، تتمتع هاريس بدعم مالي قوي من المليارديرات، أبرزهم إريك شميت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ألفابت (الشركة الأم لغوغل)، الذي تبرع بحوالي 3 ملايين دولار لدعم حملتها. كما قدّم داستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لشركة Meta Platforms، تبرعًا كبيرًا لحملة هاريس بلغ 929,600 دولار.

تأثير التبرعات على الحملات الانتخابية

تلعب التبرعات الكبيرة دورًا حاسمًا في قدرة المرشحين على إدارة حملات فعالة وواسعة النطاق. حيث تُستخدم هذه الأموال في شراء الإعلانات التلفزيونية والإلكترونية، تمويل فرق العمل الميداني، وتحقيق تغطية واسعة في الولايات المتأرجحة التي تحسم الانتخابات.

ولكن على الرغم من الأموال الضخمة التي يتلقاها المرشحون من الأثرياء، فإن الانتخابات الأميركية ليست فقط سباقًا ماليًا. فإلى جانب الأموال، هناك عوامل أخرى تؤثر على نتائج الانتخابات، مثل قدرة المرشح على جذب الناخبين عبر رسائل سياسية مقنعة، وإدارة الفعاليات الجماهيرية، والتفاعل مع وسائل الإعلام بفعالية.

الأثرياء وتأثيرهم المستقبلي على السياسة الأميركية

لا تقتصر تأثيرات التبرعات الضخمة على الحملة الانتخابية نفسها، بل تتعدى ذلك لتؤثر على السياسات التي سيتبناها الفائز في الانتخابات. فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يكون لترامب، إذا فاز، تأثير كبير من قبل المانحين الرئيسيين مثل ميريام أديلسون، التي تملك علاقات وثيقة مع إدارة ترامب السابقة، وإيلون ماسك الذي يعد واحدًا من أبرز الشخصيات الاقتصادية والتكنولوجية في العالم.

أما بالنسبة لهاريس، فمن المرجح أن تكون علاقاتها مع شخصيات مثل إريك شميت وميليندا فرينش غيتس (الناشطة في الأعمال الخيرية وزوجة بيل غيتس السابقة) مؤثرة في تطوير السياسات المتعلقة بالتكنولوجيا والصحة العامة.

المصدر: صحافة عالمية

مقالات مختارة

Skip to content