يحلم كل أب وأم باليوم الذي الذي يشاهدون فيه أبناءهم في حفل التخرّج وهم يلبسون العباءة والقبعة ويحملون شهاداتهم الجامعية. لكن الكثير من الأهالي لا يدركون بأن تعليم الأولاد في الجامعات أو الكليات، في البلاد أو في الخارج، هو من أكبر وأهم “مشاريع الحياة” على المستوى المالي أيضا. وقد يظنّ البعض أنّ تكلفة التعليم الجامعي تقتصر فقط على قسط الجامعة، وبأنّ أبناءهم سيتدبّرون أمورهم المالية “ببساطة” بالحصول على مِنَح دراسيّة أو قرض أو العمل خلال الدراسة، وهكذا يتركون مستقبل أبنائهم “للتساهيل”.
ولأنّ الواقع ليس بهذه البساطة، نقدّم لكم دليلًا ماليًا مختصرًا لتحويل حلم وقوف ابنكم أو ابنتكم على منصّة التخرّج إلى حقيقة.
كم يكلف اللقب الجامعي في البلاد؟
عام 2024، بلغ قسط الجامعة السنوي للقب الأول 11,653 ₪. لكنّ قسط التعليم هو المبلغ البسيط مقارنةً بالتكلفة الشهرية للطالب الجامعي التي تبلغ 6,015 شيكل. وفقًا لاستطلاع الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين لعام 2023، يتكون المصروف الشهري المتوسط للطالب الجامعي في البلاد من المصروفات الأساسية التالية: السكن (2840 ₪)، الطعام (1,280 ₪)، المواصلات (735 ₪)، الصحة (299 ₪)، الترفيه (665 ₪) وغيرها.
وبحسب الاستطلاع ذاته، فإنّ نسبة الطلاب الذين لا يعملون هي 22%، حيث تشير الغالبية العظمى منهم أنّ السبب هو عدم توفّر الوقت للعمل بسبب مشاغل الدراسة. أمّا الذين يعملون أثناء التعليم الجامعي، فمتوسط الأجر الشهري لهم هو 5,429 ₪، أي أقلّ من التكلفة الشهرية. كذلك، حصل 19% من الطلاب على قرضٍ يبلغ متوسطه 38,781 ₪. وبحسب نفس الإحصاء يتخرّج العديد من الطلّاب الجامعيين مع ديون مالية تصل إلى عشرات آلاف الشواكل.
وبحسبة بسيطة، نستنتج أنّ التعليم في الجامعات في البلاد لكلّ طالب يُكلّف تقريبًا 180,000 شيكل (على فرض أن التعليم للقب الأول يستمر 3 سنوات بالمعدل)، ويجب ألّا ننسى بالطبع أن نأخذ عدّة عوامل بعين الاعتبار، مثل زيادة قيمة الأقساط الجامعية وتكاليف المعيشة مع الوقت، وعدم قدرة الطلاب في كثير من الأحيان على العمل، وعدد سنوات اللقب الأول، ونوع الجامعة (مموّلة، كلية خاصة، خارج البلاد)، ووجود أكثر من ابن/ة في المرحلة الجامعية في الوقت ذاته.
ما الحلّ إذن؟ خطّة توفير لكلّ طفل
متى تبدأ التوفير؟ الآن! كلّما كانت البداية أبكر، كان الاستعداد أفضل.
يساعد التخطيط الماليّ المبكر في تقليل الاعتماد على القروض الطلابية، ويمنح مرونة أكبر في اختيار الكليات والجامعات، ويغرس في الأطفال حسًّا بالمسؤولية المالية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ بدء التوفير في وقت مبكر يجعلنا نستفيد من الفائدة المتراكمة (ריבית דריבית)، ما يتيح حتى للمساهمات البسيطة أن تنمو بشكل كبير مع مرور الوقت.
ما هي أفضل طرق التوفير؟
- حسب ميزانية العائلة، يجب أن نحاول توفير مئات الشواكل كلّ شهر لكلّ ولد. على سبيل المثال، إذا وفّرنا 500 ₪ بالشهر من يوم ولادة طفلنا، يكون مجموع المبلغ عندما يبلغ 18 عامًا يساوي 108,000 ₪. وإذا كان التوفير في البنك مع فائدة سنوية قيمتها 0.5%، يكون المبلغ الموفّر 113,000 ₪ تقريبًا.
- يوجد مسارات توفير أخرى غير البنوك بفائدة أكبر، ولكلّ منها مخاطرها وشروطها.
- من خلال برنامج “توفير لكلّ ولد“، تقوم مؤسسة التأمين الوطني بإيداع مبلغ 57 ₪ شهريًا لكلّ ولد حتّى سن 18 عامًا (صحيح لعام 2024)، ويحقّ للوالدين أن يضيفوا مبلغًا إضافيًا بقيمة 57 ₪ من مخصصات التأمين. ويمكن لهما اختيار مسار الاستثمار، سواءً في بيوت الاستثمار أو في البنوك، مثل بنك هبوعليم الذي يوفّر 6 برامج توفير خاصّة حسب نوع الفائدة.
نصائح للطلّاب الجامعيين
يوجد العديد من النصائح الاقتصادية الهامّة التي بوسعها أن تنقذ الطلاب ماليًا وتقلّل من نفقاتهم، ويُقدّم “المركز للنمو المالي” التابع لبنك هبوعليم دليلًا باللغة العربية للطلّاب يساعدهم في الإدارة المالية الذكية خلال فترة تعليمهم الجامعيّ، ويُعرّفهم على حقوقهم المالية، كالتخفيضات في الأرنونا (التي قد تصل إلى 80%)، والحدّ الأقصى لرسوم التأمين الوطني التي عليهم دفعها، والمنح التي تقدّمها البنوك والوزارات المختلفة.
كذلك، يُنصَح دائمًا بالبحث عن مِنَح جامعيّة تمنحها الحكومة أو المؤسّسات التعليمية والجمعيات المختلفة في البلاد أو خارجها، والتي تغطّي كامل القسط الجامعيّ أو جزءًا منه، وقد تمنح كذلك مصروفًا شهريًا يغطّي النفقات الشهريّة.