مزارع الدجاج تسيطر على الكوكب!

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

تجاوزت لحومُ الدجاج لحومَ البقر والخنزير لتصبح أحد أشهر أنواع اللحوم في العالم. ووفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، من المُتوقَّع أن يزداد هذا الاتجاه بصورة متسارعة في العقد القادم، الأمر الذي قد يُؤثِّر كثيرًا في المناخ وصحة الحيوان والتنمية الاقتصادية.

لماذا يميل العالم إلى الدجاج؟
beautiful young woman buying food in supermarket 2022 01 28 05 06 55 utc
By borodai / EnvatoElements

يمكن تفسير التحول العالمي من اللحوم الحمراء إلى البيضاء بسبب اقتصاديات بسيطة؛ إذ إن ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ نمو الأجور على مستوى العالم أدَّيا إلى أن تصبح اللحوم البيضاء أكثر توافرًا وأكثر اقتصادية كذلك. علاوةً على أن الدجاج يُحوِّل العلف إلى لحوم بصورة أعلى وأكثر كفاءة من الماشية، ومن ثم تكون تربيته أقل تكلفةً من تربية الماشية ذات اللحوم الحمراء، كما أن لحوم الدجاج -والأسماك أيضًا- صحية أكثر من لحم الخنزير ولحم البقر.

ومع أن إنتاج الدجاج والأسماك يُعَدُّ ضارًّا بالبيئة -وهو ما يضعه المنتجون والمستهلكون والحكومات في اعتبارهم- فإن البصمة الكربونية لهذا الإنتاج على البيئة أقل بكثير من إنتاج اللحوم الحمراء.

03 28 Chicken Comparison edited
Zuidhof, MJ, et al. 2014 Poultry Science 93 :1-13
ماذا فعلنا بالدجاج؟

في سعيها لوضع مزيد من اللحوم على المائدة، حوَّلت صناعةُ الدواجن الأمريكية الدجاجَ إلى دجاج غريب الأطوار!

يُربَّى دجاج اليوم لينمو أكثر، بصورة لا تُصدَّق وبسرعات فائقة؛ إذ وصلت الدجاجة إلى وزن السوق في غضون سبعة أسابيع فقط، وهو الوزن الذي يماثل خمسة أضعاف وزن السلالات السابقة التي كانت تصل إلى معدل الوزن الطبيعي في مدة أطول. لقد تسبب ذلك في مجموعة من المشكلات الصحية للحيوان، مما دفع نشطاء الحيوانات إلى استخدام تعبير «سجناء في أجسادهم» لوصف الدجاج. 

يعاني كثير من الدجاج صعوبةً في الحركة، وهذا يُؤدِّي بالدجاجة إلى قضاء معظم حياتها القصيرة جالسة في بيئة غير صحية من مخلفاتها القذرة؛ فهي تُوضَع في مستودعات ضخمة مضاءة إضاءة ضعيفة، وتحتوي على عدد كبير جدًّا من الدجاجات الأخرى في الظروف نفسها.

ما الذي تعلمناه من نظام غذائي يرتكز على اللحوم؟
suffering wounded roosters kept in cage at local 2021 08 27 22 15 02 utc
By Maciejbledowski / EnvatoElements

على مدى نصف القرن الماضي، وصل استهلاك اللحوم في البلدان ذات الدخل المرتفع إلى مستويات عالية جدًّا، مما دفع بحكومات البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى أن تطمح في الوصول إلى المستويات نفسها من استهلاك المنتجات الحيوانية. وهو أمر مفهوم على أي حال، لكننا تعلمنا أن مع وفرة اللحوم ومنتجات الألبان الرخيصة يأتي تلوث الهواء والماء، وإبادة الغابات على نطاق واسع، وانهيار التنوع البيولوجي، وزيادة الأمراض المزمنة، وتسارع تغيُّر المناخ، وانتشار الأوبئة الخطرة وارتفاع تأثيراتها، والقسوة على الحيوانات.

ستستمر آلة اللحوم الصناعية في إنتاج اللحوم إلى أن تصل إلى الذروة التي تُحذِّر سلطات المناخ منها، وتوصي للنجاة من مخاطرها بتقليص إنتاج الثروة الحيوانية سريعًا «للحفاظ على كوكب الأرض صالحًا للسكن». يستطيع الناس في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تحديد المستوى المناسب لإنتاج اللحوم وتكثيفها لموازنة احتياجاتهم من الإمدادات الغذائية مقابل تفادي مخاوف الصحة العامة والبيئة ورعاية الحيوان، لكن التجربة، التي استمرت 100 عام في زراعة المصانع على النمط الأمريكي، أثبتت أنها كارثة بيئية وأخلاقية، وليس أمامنا الآن إلا أن نستفيق لندرك ما نحن مقبلون عليه، آملين أن تكون تلك بدايةً حقيقيةً لتجنُّب مستقبل غير آمن بيئيًّا وصحيًّا.

مقالات مختارة

Skip to content