تعمل منصة إنستغرام على تنفيذ سلسلة من التحديثات التي تستهدف تعزيز الحماية على حسابات المراهقين، مع تقديم ميزات تمكّن الآباء من الإشراف بشكل مباشر على نشاط أبنائهم. ويأتي ذلك استجابة للضغوط العالمية على شركات التواصل الاجتماعي لتحسين أمان المستخدمين القاصرين، إذ تُتهم تلك الشركات بعدم اتخاذ ما يكفي من التدابير لحماية صغار السن من المحتوى الضار.
ما الجديد في التحديثات؟
أطلقت منصة إنستغرام ميزة الإشراف على “حسابات المراهقين” في عدد من الدول، تشمل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا. هذا التحديث يؤثر بشكل أساسي على المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا، إذ سيتمّ ضبط حساباتهم بشكل تلقائي على هذه الإعدادت الجديدة، حيث ستحوّل الشركة ملايين المراهقين إلى هذه التجربة الجديدة في غضون 60 يومًا من إشعارهم بالتغييرات. وفي وقتٍ لاحق من هذا العام، سيتمّ تطبيق هذا التغيير في دول الاتحاد الأوروبي.
ولن يكون بإمكان المراهقين تلقي رسائل إلا من المستخدمين الذين يتابعونهم، ما يُقلل من احتمالات تلقيهم رسائل غير مرغوبة. أما من حيث المحتوى، فسيتم تقييد عرض المحتويات الحساسة بشكلٍ صارم، مثل مقاطع الفيديو العنيفة أو تلك التي تروج لعمليات التجميل.
ولن تكون المنشورات والمحتوى الذي تُقدّمه هذه الفئة من المراهقين متاحةً لغير متابعيهم، وسيتعيّن عليهم الموافقة على كلّ متابعة جديدة لحسابهم.
ولن يكون مسموحًا تعديل هذه الإعدادت الجديدة إلا عبر إضافة والد أو وصي إلى الحساب، كما في الصورة التالية:
كذلك، سيتمّ إشعار المراهقين عند تجاوز 60 دقيقة من الاستخدام المتواصل للتطبيق. وفي الليل، سيتمّ تفعيل “وضع النوم” الذي يُعطل الإشعارات Notification ويُرسل ردودًا تلقائية على الرسائل الواردة من الساعة العاشرة مساءً حتى السابعة صباحاً.
دور الآباء في الإشراف على أبنائهم
التحديثات الجديدة تمنح الآباء القدرة على الإشراف على حسابات أبنائهم من خلال أدوات تحكم متقدمة. سيكون بإمكان الآباء الاطلاع على قائمة المتابعين لأبنائهم، ومع من يتبادلون الرسائل، والمحتوى الذي يهتمون به، ولكنّهم لن يتمكّنوا من قراءة رسائلهم الخاصّة. هذه الأدوات تُطمئن الآباء وتساعدهم على حماية أبنائهم من المحتويات غير المناسبة.
بالنسبة للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عامًا، سيكون لديهم القدرة على إلغاء هذه الإعدادات إذا رغبوا، بينما سيحتاج المستخدمون الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا إلى موافقة الوالدين لتغيير أي إعدادات، كما ذكرنا سابقًا.
مواجهة التحايل والذكاء الاصطناعي
يُثير هذا النظام تساؤلات حول كيفية التحقق من أعمار المستخدمين لضمان عدم التحايل. ستعتمد إنستغرام على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحقق من عمر المستخدمين الذين يُشتبه في أنهم يزيفون أعمارهم لاستخدام الحسابات الخاصة بالبالغين. يُعدّ هذا الإجراء جزءًا من محاولات الشركة لتجنب التحايل وضمان سلامة القاصرين.
بدءًا من يناير المقبل، سيتم استخدام أدوات متقدمة في الولايات المتحدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن المستخدمين الذين يحاولون التحايل على النظام باستخدام حسابات غير مخصصة لهم. وفي المملكة المتحدة، تمّ تحذير منصات التواصل الاجتماعي بأنه سيتم تحديد أسماء القاصرين المخالفين لقواعد الأمان عبر الإنترنت وستُنشَر هذه الأسماء للعلن.
استجابة لضغوط قانونية
تمثل هذه التحديثات استجابة للانتقادات التي طالت منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد الدعاوى القضائية التي رفعتها العديد من الولايات الأمريكية ضد شركة ميتا، بدعوى أن منصاتها تُسبّب أزمة صحية نفسية بين المراهقين، نتيجةً لاستهدافها المتعمّد لهم وتشجيعهم، بواسطة خوارزمياتها المتطوّرة، على قضاء وقت طويل على التطبيق بشكل غير صحي.
مديرة قسم المنتجات في ميتا، نعومي غلايت، أوضحت أن الشركة تعمل على معالجة ثلاثة مخاوف رئيسية للآباء: مشاهدة الأطفال لمحتويات غير لائقة، تلقيهم طلبات من أشخاص غير مرغوب فيهم، وإدمانهم قضاء وقت طويل على التطبيق.
المصدر: BBC + كالكاليست + مدونة إنستغرام الرسمية