في عام 2023، أظهرت بيانات وزارة التعليم الإسرائيلية أن الفجوة في الاستثمارات الحكومية في التعليم الابتدائي (المرحلة الأساسية) أصبحت أكثر وضوحًا، مع زيادة كبيرة في التمويل المخصص لشبكات التعليم الحريدية الخاصة، ما أدى إلى توسيع الفجوة بين المدارس الحريدية والمدارس الأخرى، خاصة العلمانية والعربية.
زيادة التمويل لشبكات التعليم الحريدية والدينية
ميزانيات شبكات التعليم الحريدية، خصوصًا تلك المرتبط بشاس ويهدوت هتوراة، شهدت زيادة كبيرة خلال عام 2023. على سبيل المثال، ارتفعت ميزانية شبكات التعليم لحركة شاس بنسبة 9% لتصل إلى مليار شيكل، مقارنة بـ 932 مليون شيكل في العام السابق. أما تلك المرتبطة يهدوت هتوراة، فقد شهدت زيادة بنسبة 12% في ميزانيتها لتصل إلى 1.9 مليار شيكل، مقارنة بـ 1.6 مليار شيكل في العام السابق.
بلغت الاستثمارات الحكومية في طلاب المدارس الحريدية أعلى مستوياتها، حيث يتم إنفاق حوالي 26.5 ألف شيكل لكل طالب في المدارس الحريدية الحكومية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 18% مقارنة بالعام السابق. يعتبر هذا التمويل أعلى بـ 5,500 شيكل مما يتم إنفاقه على الطلاب في المدارس الحكومية العلمانية، وهو ما يشير إلى الأولوية التي تمنحها الحكومة لشبكات التعليم الحريدية.
كما تلقت المدارس الدينية الحكومية (من غير الحريدية) ميزانيات مرتفعة، حيث بلغ الإنفاق لكل طالب حوالي 23.1 ألف شيكل، بزيادة 17% مقارنة بالعام السابق. ورغم أن هذه الزيادة تجعل التمويل في المدارس الدينية أقل من التمويل المخصص للمدارس الحريدية، إلا أنها تزيد بنحو 2,000 شيكل عن الإنفاق على طلاب المدارس العلمانية.
مقالات ذات صلة: على حساب تنمية المجتمع العربيّ: 5 مليارات ستحوّل لتمويل الحرب
تقليصات في المدارس الخاصة العلمانية والعربية
أما بالنسبة للطلاب العرب في المدارس الحكومية، فقد بلغ متوسط الإنفاق لكل طالب حوالي 22.1 ألف شيكل، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 14% مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، يظل الإنفاق على الطلاب العرب أقل بنسبة 4% من الإنفاق على طلاب المدارس الدينية، وأقل بنسبة 16% من الإنفاق على طلاب المدارس الحريدية.
كذلك، تعرضت المدارس الخاصة العلمانية والعربية لتقليصات كبيرة في الميزانية. انخفض الإنفاق على الطلاب العرب في المدارس الخاصة بنسبة 9%، ليصل إلى حوالي 7,000 شيكل لكل طالب، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا بنسبة 60% مقارنة بالإنفاق على طلاب شبكة “معين التعليم التوراتي”. كما انخفض الإنفاق على الطلاب العلمانيين في المدارس الخاصة بنسبة 8%، ليصل إلى حوالي 5,500 شيكل لكل طالب.
جزء كبير من هذه التفاوتات ناتج عن استثمارات إضافية في التعليم الحريدي والديني، حيث تتطلب الفصول الصغيرة والفصل بين الجنسين تمويلًا إضافيًا. على عكس المدارس العلمانية والعربية التي لا تحصل على تمويل إضافي لهذه العوامل، يتم تخصيص ميزانيات إضافية في المدارس الحريدية والدينية لتغطية هذه النفقات.
من المتوقع أن تستمر الحكومة في زيادة الاستثمارات في شبكات التعليم الحريدية، حيث تخطط لتخصيص مئات الملايين من الشواكل لزيادة التمويل لهذه الشبكات. ورغم أن بعض هذه الخطوات معلقة بسبب معارضة من جهات حكومية مثل وزارة المالية ووزارة العدل، إضافة للالتماسات المقدمة للمحكة العليا، فإن التوجه العام للحكومة يشير إلى استمرار التركيز على دعم التعليم الحريدي، على حساب الشرائح الأخرى مثل الطلاب العرب والعلمانيين.
المصدر: داماركر