في عام 2024، حققت شركات الطيران الإسرائيلية مكاسب كبيرة حيث ارتفعت أسعار تذاكر الطيران بشكل كبير نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل. بدأ العام بزيادة في الطلب على شركات الطيران المحلية، وهو اتجاه تفاقم مع تدهور الوضع الأمني. بحلول نهاية سبتمبر، ارتفع الانفاق على تذاكر هذه الشركات بنسبة استثنائية بلغت 69%، حيث أنفق الإسرائيليون 3.33 مليار شيكل.
سيطرة شركات الطيران الإسرائيلية على السوق
جاءت الزيادة في الطلب على شركات الطيران المحلية نتيجة لتعليق العديد من شركات الطيران الأجنبية لرحلاتها في إسرائيل بسبب المخاطر الأمنية، خصوصًا بعد تدحرج الحرب إلى لبنان، والتصعيد مع إيران. حيث أصبحت شركات الطيران الإسرائيلية هي الخيار الرئيسي للمسافرين إلى الخارج، وهو ما منحها القدرة على رفع الأسعار نتيجة لغياب المنافسة.
أحد الأمثلة الأكثر وضوحًا على ذلك وقع في شهر أغسطس، حيث قامت شركة “أركيع” بفرض أسعار تتراوح بين 800 و900 دولار على التذاكر إلى أثينا. في الأوقات العادية، كانت هذه التذكرة تكلف حوالي 250 دولارًا. هذا الارتفاع الحاد في الأسعار يعكس احتكارًا شبه كامل لشركات الطيران الإسرائيلية للأجواء، مع عدم وجود منافسة تقريبًا من الشركات الأجنبية.
مقالات ذات صلة: وزارة الاقتصاد تدرس اتخاذ إجراءات قانونية ضد خطوط “أركيع” بسبب الاستغلال
لم تقتصر الزيادات في الأسعار على عدد قليل من المسارات فقط. بل على العكس، ارتفعت تكاليف الرحلات الجوية مع جميع شركات الطيران الإسرائيلية بشكل عام. أظهرت بيانات العديد من الشركات التي تدير المدفوعات ببطاقات الائتمان في إسرائيل، أنّ الإنفاق على تذاكر الطيران لشركات الـ-عال، ويسرائير، وأركيع، ارتفع بنسبة 69% من يناير إلى سبتمبر 2024 مقارنة بالفترة نفسها في عام 2023، حيث بلغ 3.33 مليار شيكل مقارنة بـ 1.97 مليار شيكل.
خلال صيف 2024، استمر الطلب على تذاكر الشركات المحلية في الازدياد، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار بعض الرحلات بأكثر من الضعف. ووفقًا لبيانات إسراكارد، ارتفع متوسط سعر الرحلة مع شركات الطيران الإسرائيلية بين مارس وسبتمبر 2024 بنسبة 26.6% ليصل إلى 2,445 شيكل. في حين انخفض التعامل مع شركات الطيران الأجنبية بنسبة 31% في الفترة ذاتها، ورافقه ارتفاعٌ في الأسعار أيضًا بنسبة 4.5% مقارنة بالعالم الماضي.
بررت شركات الطيران الإسرائيلية هذه الزيادات بالقول إنها استجابة للمخاطر المتزايدة والتحديات التشغيلية الناجمة عن الوضع الأمني. لكن بالنسبة للعديد من المواطنين، كان ارتفاع أسعار التذاكر يُعد استغلالًا للظروف، خصوصًا مع محدودية الخيارات المتاحة.
انخفاض حركة المسافرين في مطار بن غوريون
وفقًا لسلطة المطارات، انخفض عدد الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من مطار بن غوريون بنسبة 39% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، حيث بلغ إجمالي الرحلات 78,000 فقط مقارنة بـ 128,000 خلال نفس الفترة في عام 2023. وانخفضت أيضًا أعداد المسافرين بنسبة 43%، حيث مر أقل من 11 مليون مسافر عبر المطار، مقارنة بـ 19 مليون مسافر في العام السابق.
شهد شهر سبتمبر 2024 وحده انخفاضًا بنسبة 35% في حركة المسافرين الدولية مقارنة بشهر سبتمبر 2023، حيث سافر 1.5 مليون مسافر فقط خلال هذا الشهر. كما انخفض عدد الرحلات الجوية الدولية بنسبة 30% تقريبًا، ليصل إلى أقل من 11,000 رحلة. ومع ذلك، ظلت شركات الطيران الإسرائيلية تعمل بنشاط، حيث نقلت 974,600 مسافر في سبتمبر وحده، وهو ما يمثل 65% من إجمالي المسافرين الذين مروا عبر مطار بن غوريون، بزيادة قدرها 39% مقارنة بنفس الشهر من عام 2023.
استجابة الحكومة ومحاولات حماية المستهلك
في يوليو 2024، تم إقرار تعديل مهم – التعديل 70 – على قانون حماية المستهلك، الذي يهدف إلى تنظيم زيادات الأسعار خلال حالات الطوارئ، بما في ذلك الحروب والأوبئة. كان الهدف من القانون هو تحديد سقف لأسعار السلع والخدمات الأساسية، بما في ذلك تذاكر الطيران. ومع ذلك، وعلى الرغم من الموافقة على التعديل، تأخر تنفيذه، حيث لم يتم الانتهاء من القائمة الخاصة بالسلع الأساسية، والتي تشمل تذاكر العودة إلى إسرائيل، من قبل وزارة المالية.
مقالات ذات صلة: الدولة تمتلك “سهمًا ذهبيًا” في طيران الـ-عال… فهل تستطيع استخدامه لخفض الأسعار؟
في ضوء الارتفاع الهائل في أسعار التذاكر، هددت سلطة حماية المستهلك شركة الـ-عال بغرامات كبيرة إذا لم تخفض الأسعار خلال الحرب. وردًا على ذلك، أعلنت الـ-عال عن سياسة أسعار ثابتة لأربع وجهات رئيسية: أثينا، ودبي، وفيينا، ولارنكا. ستكون هذه المدن بمثابة “مراكز” للمسافرين الذين يغادرون إسرائيل، ما يوفر لهم أسعارًا أكثر استقرارًا في ظل الأزمة.
ورغم ذلك، لا تزال الأوضاع مشحونة. في سبتمبر، وبعد رأس السنة اليهودية، وجد عشرات الآلاف من الإسرائيليين أنفسهم عالقين في مطارات حول العالم، بعدما أوقفت شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل بناءً على توصيات وكالة سلامة الطيران الأوروبية بتجنب السفر إلى إسرائيل حتى نهاية أكتوبر. قامت وزارتا المواصلات والخارجية بإنشاء فرق خاصة لتسهيل عودة هؤلاء المسافرين العالقين. ومع استمرار المفاوضات مع شركات الطيران الأجنبية، لا تزال العديد منها، بما في ذلك ويز إير، وإير فرانس، وغيرها، تمدد تعليق رحلاتها حتى منتصف أكتوبر.
المصدر: كالكاليست