شهد سوق الإسكان الإسرائيلي نشاطًا كبيرًا في سبتمبر، حيث ارتفعت قيمة القروض الإسكانية (المشكنتا) التي تم الحصول عليها إلى 8.5 مليار شيكل، بزيادة قدرها 32% مقارنة بمتوسط الأشهر الاثني عشر الماضية، وبنسبة 55% مقارنة بسبتمبر من العام الماضي. من هذه القروض، كانت 16% منها عبارة عن قروض “بالون” (הלוואות הבלון)، التي تُعتبر أكثر خطورة.
شهر سبتمبر كان الشهر الثالث على التوالي الذي يتجاوز فيه إجمالي القروض الإسكانية الجديدة 8 مليارات شيكل، وهو أداء لم يُشاهد منذ أغسطس 2022. ومع ذلك، فإن غالبية القروض التي تم أخذها في سبتمبر كانت ناتجة عن صفقات تم توقيعها في وقت سابق. لذلك، من المرجح أن تتأثر الأرقام في شهر أكتوبر نتيجة الأوضاع الأمنية المتوترة في شمال البلاد، والتي بدأت مع التصعيد في 17 سبتمبر، بالإضافة إلى تأثير الأعياد اليهودية.
الارتفاع في القروض الإسكانية بدأ في مايو بعد عامين من الركود نتيجة ارتفاع الفائدة ثم اندلاع الحرب. في معظم الأشهر منذ بداية عام 2023، كان إجمالي القروض الإسكانية يتراوح بين 5 و6 مليارات شيكل فقط. لكن مع بداية الزيادة في الأشهر الأخيرة، ازداد عدد القروض التي تتضمن قروض البالون بشكل ملحوظ.
بلغت قيمة قروض البالون في سبتمبر حوالي 1.36 مليار شيكل، أي ما يعادل 16% من إجمالي القروض الإسكانية. وعلى الرغم من أنها شهدت انخفاضًا طفيفًا مقارنة بشهر أغسطس، إلا أن هذه النسبة ما زالت تعتبر مرتفعة. وارتفعت قروض البالون بنسبة 130% مقارنة بسبتمبر من العام الماضي، وهو أكثر من ضعف الزيادة في إجمالي القروض الإسكانية.
في أبريل 2022، كان حجم قروض البالون يشكل 4.7% فقط من إجمالي القروض الإسكانية، بإجمالي 496 مليون شيكل. منذ ذلك الحين، شهدت هذه القروض ارتفاعًا مستمرًا إلى مستويات غير مسبوقة. يعود هذا الارتفاع إلى عروض المقاولين لجذب المشترين، حيث وجد المقاولون أنفسهم عالقين مع مخزون كبير من الشقق بسبب التباطؤ في السوق خلال السنتين الأخيرتين، وقد زادت عليهم تكاليف التمويل البنكي مع ارتفاع معدلات الفائدة.
مقالات ذات صلة: حوار مع مستشار قروض المشكنتا جاد سليمان
عند الحصول على قروض البالون المدعومة، يؤجّل المشترون دفع المستحقات لعدة سنوات، في حين يتولى المقاولون تغطية الفوائد البنكية خلال هذه الفترة. ومع ذلك، يتزايد القلق بشأن مخاطر الاستقرار المالي، فقد يواجه عدد كبير من المقترضين صعوبات في تسديد المدفوعات المستحقة عندما تنتهي فترة البالون.
على الرغم من مراقبة بنك إسرائيل لهذا الاتجاه، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن، وربما ينتظر أن يقوم المقاولون من تلقاء أنفسهم بوقف تقديم هذه القروض بسبب التكلفة العالية لسداد الفوائد، والتي تصل إلى مئات الآلاف من الشواكل.
المصدر: كالكاليست