لماذا ترغب غوغل وأمازون في بناء مفاعلات نووية؟!

أعلنت شركة أمازون عن شراء حصة في شركة "X-energy"، بهدف نشر مفاعلات نووية صغيرة، وطلبت شركة غوغل من شركة "Kairos Power" الحصول على سبعة مفاعلات نووية صغيرة، فما هي أسباب التحاق الشركات الأمريكية بالسباق النووي؟
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
google
المقر الرئيسي لشركة غوغل- المصدر: ويكيميديا

تتزايد جهود شركات التكنولوجيا الكبرى لامتلاك مصادرها الخاصة من الطاقة النووية، في خطوة تهدف إلى تأمين إمدادات دائمة من الطاقة لمراكز البيانات الخاصة بها بتكلفة أقل وتأثير بيئي محدود. وتأتي هذه الخطوة في سياق السعي نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتوفير حلول طويلة الأمد لتلبية احتياجات الطاقة الضخمة.

وفقًا لتقرير نشرته “فايننشال تايمز”، أعلنت شركة أمازون عن شراء حصة في شركة “X-energy”، وهي شركة أميركية متخصصة في تطوير الطاقة النووية. يهدف التعاون بين أمازون وX-energy إلى نشر مفاعلات نووية صغيرة لتوليد الكهرباء منخفضة الكربون لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بأمازون. هذا الاتفاق يشمل تمويلاً بقيمة 500 مليون دولار من أمازون لدعم تطوير الجيل الجديد من هذه المفاعلات، التي تتميز بالكفاءة العالية مقارنة بالمفاعلات التقليدية. تهدف الشركتان إلى توليد أكثر من 5 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول عام 2039، وهو ما يكفي لتزويد أربعة ملايين منزل بالكهرباء.

غوغل ومايكروسوفت تلتحقان بالسباق النووي

في تحرك مماثل، طلبت شركة غوغل من شركة “Kairos Power” الحصول على سبعة مفاعلات نووية صغيرة، لتكون أول شركة تقنية تقوم بتكليف محطات نووية لتوليد الكهرباء منخفضة الكربون. يُتوقع أن تساعد هذه الخطوة في تشغيل أول مفاعل نووي تجاري بحلول عام 2030.

أما شركة مايكروسوفت، فقد أعلنت عن التزامها بشراء إمدادات الكهرباء لمدة عشرين عامًا من محطة الطاقة النووية الأميركية في “جزيرة ثري مايل آيلاند”، في حال أعادت شركة “كونستليشن إنيرجي” تشغيل الموقع.

1620px Building92microsoft
مقر شركة مايكروسوفت- المصدر: ويكيميديا

تزايد الاهتمام بالطاقة النووية بين الشركات التقنية يعكس الحاجة المتزايدة إلى مصادر طاقة مستقرة وصديقة للبيئة لتلبية احتياجات مراكز البيانات، التي تستهلك كميات هائلة من الكهرباء بسبب النمو الكبير في الطلب على الخدمات السحابية.

الطاقة النووية: تحديات ومستقبل واعد

حاليًا، تشكل الطاقة النووية نحو 10% من إمدادات الكهرباء العالمية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورغم تراجع عدد المفاعلات النووية العاملة في العالم من 441 في عام 2002 إلى 422 في عام 2022، تتوقع الوكالة أن تتضاعف القدرة النووية المركبة في العالم بحلول عام 2050. ومع ذلك، تشير الوكالة إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب التغلب على العديد من التحديات، بما في ذلك التنظيم الجيّد وإدارة النفايات المشعّة.

في حين تسعى بعض الدول، مثل نيوزيلندا، إلى تجنب الطاقة النووية نظرًا لتكلفتها ومخاطرها، تظل النقاشات حول دعم هذه الطاقة مشتعلة داخل الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الذي تواجه فيه البشرية تحديات كبيرة تتعلق بتغير المناخ، يبدو أن الطاقة النووية قد تلعب دورًا أساسيًا في الانتقال نحو مستقبل من الطاقة المستدامة.

مقالات ذات صلة: الفصل الأخير من قصّة Google و شركة Wiz الإسرائيلية | صفقة الـ 23 مليار دولار لن تتمّ!

مقالات مختارة

Skip to content