تعاونت شركة “أبل” مع شركة السيارات الصينية BYD لعدة سنوات، ضمن مشروع طموح لإنتاج سيارة كهربائية، كان يهدف لتطوير بطاريات طويلة المدى. على الرغم من إلغاء المشروع، إلا أن هذا التعاون أسهم في تطوير تكنولوجيا متطوّرة للبطاريات، وخصوصًا بطاريات “بليد” التي أصبحت ميزة بارزة في سيارات BYD اليوم.
الشراكة السرية: تأسيس التكنولوجيا
بدأت الشراكة بين “أبل” وBYD في عام 2017، بهدف تطوير بطارية تعتمد على خلايا فوسفات الحديد والليثيوم، التي تمتاز بمدى أطول وأمان أعلى مقارنة ببطاريات السيارات الكهربائية التقليدية. قاد فريق “أبل” ألكسندر هيتزينغر، المسؤول التنفيذي السابق في “فولكس فاجن”، بينما عمل مجيب إعجاز، خبير البطاريات المخضرم، على إدارة فريق مكون من 50 مهندس بطاريات.
مقالات ذات صلة: سيارات الهايبرد الجديدة من BYD | تقطع المسافة بين حيفا وإسطنبول دون توقّف!
تعاونت “أبل” وBYD بشكل سري، حيث قدمت “أبل” خبرتها في تصميم حزم البطاريات وإدارة الحرارة، بينما أسهمت BYD بقدراتها في تصنيع خلايا فوسفات الحديد والليثيوم، التي تُعرف بمتانتها وأدائها المتفوق. رغم أن “أبل” لا تمتلك حقوق الملكية الفكرية لهذه التقنية، إلا أن هذا التعاون وضع أساساً للتكنولوجيا التي تُستخدم الآن في بطاريات “بليد” التي تعتمدها BYD.
التأثيرات البعيدة الأمد
رغم أن مشروع السيارة الخاص بـ”أبل” قد أُلغي في عام 2020 بعد العديد من التأخيرات والتحديات الاقتصادية، إلا أن نتائج هذا التعاون أثمرت عن نجاح كبير لشركة BYD. فقد استفادت BYD من التقنية المتطورة لتحسين مدى بطارياتها وأمانها النسبي، ما ساعدها على تحقيق مبيعات بلغت 3 ملايين سيارة كهربائية وهجينة في عام 2023.
مقالات ذات صلة: Tesla ضد BYD | المعركة على سوق السيارات الكهربائيّة
تمتاز بطارية “بليد” بتصميم متقدم لحزم البطاريات، وهو ما جعلها ميزة بارزة في سيارات BYD. بالإضافة إلى ذلك، ساعد هذا النجاح على تعزيز مكانة BYD كأكبر شركة سيارات في الصين من حيث المبيعات، وتفوقت مؤقتاً على “تسلا” لتصبح أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم.
رغم سنوات من التعاون الناجح، ابتعدت “أبل” عن شراكتها مع BYD وبدأت في استكشاف أنظمة بطاريات أخرى. وعلى الرغم من فشل مشروع السيارة، استفادت “أبل” من التجربة في تطوير منتجات أخرى مثل نظارة “فيجن برو” ومعالج “نيورال إنجين”، الذي يستخدم الآن في معظم أجهزتها.
تعتبر شراكة “أبل” وBYD مثالاً على كيفية استفادة الشركات الكبرى من التعاون التكنولوجي، حتى لو لم تنجح المشاريع الأصلية. بفضل هذا التعاون، تمكنت BYD من التقدم في مجال السيارات الكهربائية، بينما طورت “أبل” تقنيات أخرى استندت إلى خبراتها في تطوير البطاريات.
المصدر: بلومبرغ