“الحرب والأحداث التي تعصف بنا في الأسابيع الأخيرة تؤكد بأن المفاجآت جزء أساسي في حياتنا وأن علينا أن نكون جاهزين ماليًا أيضا للتعامل مع حالات الطوارئ.”
مستشارة اقتصاد العائلة ناردين أرملي تُطلق “الطريق إلى البحبوحة”، أول دورة اونلاين عربية في البلاد لمساعدة العائلات على ترتيب ميزانية العائلة وتحقيق البحبوحة المالية
“أحد الشروط الأساسية جداً لحياة مُريحة وسعيدة هو الاستقرار المالي، والاستقرار أو التوازن لا يعني أن تكون غنيًا، بل مُنظمًا وواعيًا لوضعك المالي، هذا أولاً. وثانيا يجب أن تمتلك الأدوات والمعرفة الأساسية لإدارة شؤونك المالية وشؤون عائلتك.” بالنسبة لناردين أرملي، مُستشارة اقتصاد العائلة، مشوار التغيير نحو الاستقرار والتوازن المالي للفرد والعائلة يبدأ من الوعي والمعرفة، ولتحقيق ذلك طوّرت ناردين دورة أونلاين تمنح كل شخص معني بالتغيير الأدوات المطلوبة لتحقيق الهدف.
“حياتنا كأفراد وكعائلات مليئة بالتحديات المختلفة وعلى رأسها التحديات المالية، واليوم هناك إجماع بين الخبراء في مجال الصحة النفسية بأن الضغوطات المادية وتراكم الديون تعتبر من الأسباب الرئيسية للمشاكل الزوجية ولتفكك العائلة”، تقول ناردين أرملي. وبخلاف معظم الناس الذين يُدركون هذه الحقيقة إلا أن ناردين تراها كل يوم على أرض الواقع في إطار عملها كمستشارة لاقتصاد العائلة ومن خلال مرافقتها للأزواج والعائلات الذين قرروا الخروج من دائرة الديون والفوضى المالية لتحقيق التوازن والاستقرار المالي.
ناردين، قسم كبير من الناس لا يعرف ماذا يعني “مستشارة لاقتصاد العائلة”؟
العائلة هي أولا وقبل أي شيء صلة رحم وعلاقة دم، وهي الوحدة الأساسية التي تكون المُجتمع. لكن العائلة، وأنا أقصد الآن العائلة النووية، أي الأب والأم والأبناء، هي أيضا وحدة اقتصادية ومالية. ومثل المصلحة التجارية، للعائلة مدخولات ومصروفات وتوفيرات وقروض وممتلكات والتزامات وغير ذلك. وظيفتي كمستشارة لاقتصاد العائلة هو مساعدة العائلات التي تحتاج إلى مساعدة وإرشاد لترتيب أمورها المالية ولتحقيق التوازن الاقتصادي، أو البحبوحة المالية.
كيف وصلت إلى هذا المجال؟
دراستي الاكاديمية كانت في مجال إدارة الأعمال وعلم الاجتماع وعملت في مجال الإدارة في شركات كبيرة لكني كنت دائما مهتمة بموضوع الإدارة المالية الشخصية وكنت دائما حريصة على إدارة شؤوني وشؤون عائلتي المالية بشكل صحيح ومتوازن، ثم قررت أن أحول موهبتي وشغفي في هذا المجال إلى مهنة وإلى مجال عملي الأساسي. وبعد أن شاركت في عدد من الدورات ومسارات التأهيل حصلت على شهادة “مستشارة لاقتصاد العائلة” وبدأت في تقديم المحاضرات لكل الأجيال والأوساط وفي بناء برامج إرشادية للمؤسسات والجمعيات في جميع بلدات المجتمع العربي، وفي تقديم الاستشارة والمرافقة للأفراد والعائلات.
“الحياة المالية المتوازنة لا تعني التقشف بل تعني تبني نهج وأسلوب حياة يخلو قدر الإمكان من الهموم المالية والاقتصادية ويمكننا من تحقيق أحلامنا… أنا أؤمن بأنه إذا أردنا أسلوب حياة نستطيع فيه العيش بحرية (يلا بكرا نسافر لانطاليا) يجب ان نكون مُنظمين ومتوازنين ماليا (في مصاري ع جنب لمشوار)”
ماذا تعني البحبوحة؟
البحبوحة يعني أن نعيش بظروف مادية مريحة نسبيا، وألا تكون الأمور المالية اليومية سبب لتنغيص الحياة. العيش في بحبوحة مادية لا يعني أن تكون غنيًا، وأن تربح مبالغ كبيرة، بل يكفي أن يكون نمط حياتك متناسب مع مدخولك وأن تكون المصروفات متناسبة مع الدخل وأن يكون عندك توفيرات معينة لحالات الطوارئ أو لتحقيق هدف مستقبلي، مثل تعليم الأولاد، شراء سيارة، ترميم البيت وما شابه. وهذا يمكن تحقيقه عند غالبية العائلات إذا كان هناك وعي لأهمية التخطيط المالي لميزانية العائلة وإذا كانت الأب والأم يعرفون أوضاعهم المالية جيدا.
ومن هنا طورّت دورة “الطريق إلى البحبوحة، لماذا بادرت لتطوير هذه الدورة؟
هذه الدورة مخصصة للأفراد أو الأزواج الذين يرغبون بتحقيق التغيير لوحدهم، دون أن يتدخل أي أحد في خصوصيتهم المالية وأيضا لمن لا يرغبون أو لا يستطيعون تحمل تكاليف المرافقة الشخصية مع مستشار متخصص. “الطريق إلى البحبوحة” تضمن لهم هذه الخصوصية وبسعر معقول جدا، وأيضا توفر لهم المرونة من ناحية الوقت، فمن يشتري الدورة يمكنه مشاهدة كل المضامين والفيديوهات في الوقت الذي يختاره.
ماذا تُعلّم الدورة؟
تحتوي الدورة على فيديوهات إرشادية بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات ووسائل المساعدة الضرورية كالملفات والجداول وغيرها للانطلاق في مشوار التغيير نحو تحقيق التوازن المالي والبحبوحة الاقتصادية، وهدفها الأول هو تقديم كل ما يلزم لإحداث التغيير بشكل شخصي، في الوقت الذي يناسب الشخص وبسرية تامة بطبيعة الحال.
في إطار عملي استقبل الكثير من الأزواج والأفراد كل أسبوع. ما أقوم به بالأساس هو توضيح صورة الوضع المالي للعائلة ومساعدتها في رسم خارطة طريق وخطة عمل لتغيير الوضع. أحيانا يكون هدف المرافقة إخراج العائلة من دائرة الديون، وأحيانا لمساعدتها على ترتيب الوضع المالي وبناء خطة عمل لزيادة التوفيرات أو مخصصات التقاعد وما شابه.
حتى العائلات التي لا تعاني من ديون تحتاج لاستشارة؟
بكل تأكيد. أحيانا اجلس مع عائلات أو أزواج يربحون مبالغ كبيرة كل شهر. مثلاً طبيب أو موظف في شركة هايتك، ويكون دخلهم 30 او 40 ألف شاقل في الشهر لكنهم “ضايعيين” ماليا ولا يعرفون “وين بتروح المصاري”. في هذه الحالة يكون دوري كمستشارة لاقتصاد العائلة أن أوضح لهم صورة الوضع وأن أعرض عليهم خطة عمل لزيادة التوفيرات مثلا أو لتحسين تأميناتهم ومدخرات التقاعد وما شابه.
أخيراً يهمني أن أؤكد بأن الحياة المالية المتوازنة لا تعني التخلي عن مُتع الحياة ولا تعني التقشف بل تعني تبني نهج وأسلوب حياة يخلو قدر الإمكان من الهموم المالية والاقتصادية ويمكننا من تحقيق أحلامنا وأهدافنا كأفراد وكعائلة. أنا أؤمن بأنه إذا أردنا أسلوب حياة نستطيع فيه العيش بحرية (يلا بكرا نسافر لانطاليا) يجب ان نكون مُنظمين ومتوازنين ماليا (في مصاري ع جنب لمشوار).
