في تقريره العالميّ الجديد الذي صدر بالأمس، انضمّ صندوق النقد الدولي إلى العديد من الوكالات الدولية في نظرتها السلبية للاقتصاد الإسرائيلي، حيث خفّض الصندوق من توقعات النمو لعامي 2024 و2025 بشكل كبير بسبب توسّع الحرب إلى الجبهة الشماليّة، متوقعًا نموًا بنسبة 0.7% فقط خلال هذا العام، مقارنةً بالتوقعات السابقة التي كانت 1.6%. كما تم تخفيض توقعات تمو الاقتصاد الإسرائيلي لعام 2025 من 5.4% في تقرير أبريل الماضي إلى 2.7% فقط الآن.
وعلى العكس من هذه التوقعات السلبية للاقتصاد الإسرائيلي، أبقى الصندوق على تفاؤله الحذر فيما يتعلّق بالاقتصاد العالمي، حيث جدّد توقعاته باستقرار نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2% لعامي 2024 و2025، مع إشارته إلى أن الاقتصاد العالمي “مستقر ولكنه ليس مبهراً”، كما توقع، أن يبلغ النمو العالمي 3.1% بعد خمس سنوات من الآن. كذلك، توقع الصندوق أن تنخفض معدلات التضخم العالمية إلى 3.5% بحلول نهاية عام 2025، مقارنةً بـ 5.8% في عام 2024.
الإنجازات في مواجهة التضخم والتحديات الجديدة
أعلن كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير–أوليفييه غورينشا، أن “الأنباء الجيدة هي أن المعركة ضد التضخم تقترب من نهايتها”، وأشار إلى أن انخفاض التضخم دون حدوث ركود عالمي يُعتبر “إنجازاً مهماً”. ومع ذلك، حذّر من أن هناك أنباء سيئة تتمثل في الصراع في الشرق الأوسط، الذي قد يؤدي إلى اضطرابات في التجارة الدولية ويزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية على مستوى العالم.
وأوضح غورينشاس أن صنّاع القرار بحاجة إلى تنفيذ ثلاثة تغييرات رئيسية لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية. أولاً، تسهيل السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة لتخفيف الضغط على الاقتصاد. ثانياً، ضرورة إجراء تغييرات في السياسات المالية. وثالثاً، وهو التحدي الأصعب، تحقيق نمو اقتصادي من خلال الإصلاحات الاقتصادية التي غالباً ما تواجه معارضة مجتمعية. كما أكد على ضرورة تعزيز الثقة عندما يتعلق الأمر بالتعاون الدولي.
الأسعار المرتفعة لن تختفي قريبًا في العالم
في الوقت ذاته، حذرت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، من أن الأسعار المرتفعة لن تنخفض قريباً، مشيرةً إلى أن هذه المسألة تزيد من الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن النمو البطيء والديون الكبيرة. وأوضحت غورغييفا أن “الأسعار المرتفعة باتت مصدر إزعاج للعديد من الناس حول العالم”، وأضافت أن الاقتصاد العالمي يواجه “مزيجاً صعباً من النمو البطيء والديون الثقيلة”.
كما أكدت غورغييفا أن الاقتصاد العالمي يعمل بشكل معقول في الوقت الحالي، لكنه يواجه تحديات مستمرة، مثل تباطؤ التجارة مقارنةً بالنمو العالمي وتأثيرات التغيرات المناخية على الإمكانيات الاقتصادية لبعض الدول.
مقالات ذات صلة: بعد موديز، S&P تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل وتتوقع نمو سلبي في 2025 أيضا