يعتمد اتخاذ قرار دمج الموارد المالية للأزواج على الظروف الشخصية لكل واحد منهم وتفضيلاته وأهدافه؛ فبعضهم يختار دمجها، بينما يُفضِّل آخرون فصلها. ومع أن لهذا فوائد وإيجابيات، مثل إدارة النفقات المنزلية بسهولة والتخطيط لتحقيق الأهداف المالية المشتركة، فيمكن أن يكون له بعض السلبيات أيضًا.
ناردين أرملي، مستشارة لاقتصاد العائلة
إيجابيات دمج الموارد المالية:
- تحقيق الأهداف المشتركة
إذا كان لدى الشريكين أهداف مالية مشتركة، مثل الادخار لتجديد المنزل أو شراء واحد جديد أو تسديد الديون، فإن دمج الموارد المالية يمكن أن يُسهِّل عليهما تحقيق هذه الأهداف كفريق واحد.
- تعزيز الشفافية والثقة
يُعزِّز دمج الموارد المالية للشريكين شفافيةَ العلاقة ويُقوِّي الثقة بينهما، وكذلك يساعدهما في الحصول على صورة واضحة عن وضعهما المالي العام، بما في ذلك الدخل والنفقات والديون.
- ضبط الإنفاق وتسهيله
يمكن لدمج الموارد المالية أن يساعدك في عملية دفع الفواتير وإدارة النفقات المنزلية، كما يمكن أن يُجنِّبك أيضًا الخلافات بشأن المسؤول عن دفع الفواتير.
متى يكون من الأفضل عدم دمج موارد الزوجين المالية؟
على الرغم من الفوائد العائدة على العلاقة والزوجين من دمج الموارد المالية، توجد حالات تستدعي الفصل بين الموارد المالية لكلٍّ منهما، ومنها:
- الأهداف المختلفة
إذا كان للزوجين أهداف مالية مختلفة فقد يكون من الأفضل الحفاظ على موارد كل شريك منفصلة، والإسهام في تحقيق كل هدف على حدة، مما يمنح الفرصة لتحقيق تلك الأهداف بفاعلية أكثر.
- الديون والمشكلات المالية
في حالة وجود ديون كبيرة أو مشكلات مالية لدى أحد الشريكين، فقد يكون من الأفضل عدم دمج الموارد المالية؛ لتجنُّب التأثير السلبي في الأوضاع المالية.
- عادات إنفاق مختلفة
إذا كانت عادات إنفاق كل واحد من الزوجين مختلفة، فمن الأفضل فصل الموارد المالية لتجنُّب الصراع الناتج عن تلك الاختلافات.
- قلة الثقة أو غيابها
دمج الموارد المالية يحتاج إلى ثقة وشفافية بين الزوجين. وإذا لم تكن بينهما ثقة كافية، فالأفضل تجنُّب دمج الموارد المالية لتفادي المشكلات.
متى يجب التفكير في دمج الموارد المالية؟
توجد بعض الحالات التي قد يكون من الضروري للأزواج النظر في دمج مواردهم المالية:
- الزواج
في أغلب الحالات، قد يكون تجميع الموارد المالية مفيدًا للأزواج؛ إذ يمكن أن يسهم في تسهيل إدارة الأموال والتخطيط الضريبي، وضمان المشاركة المتساوية في النفقات الحياتية والأهداف المالية المشتركة.
- العلاقات الملتزمة والممتدة
بالنسبة إلى الشركاء الذين تمتد علاقتهم على المدى الطويل ويشاركون في النفقات والأهداف المالية، قد يكون دمج الموارد المالية مفيدًا إلى حد كبير؛ فهو يساعد في ضبط النفقات وتنظيمها وتشارُك التخطيط المالي.
- الدخل غير المتساوي
إذا كان دخل أحد الشريكين أعلى من الآخر بكثير، فقد يساعد دمج الموارد المالية في تحقيق التوازن المالي وتوزيع مسؤولية النفقات المنزلية والحياتية.
في الختام، يعتمد قرار دمج الموارد المالية على ظروف الشريكين وتفضيلاتهما الشخصية وأهدافهما.
ومع أن المال المشترك يمكن أن يزيد الثقة ويضبط إدارة الأمور المالية، فإنه قد يُؤدِّي أحيانًا إلى نزاعات بين الشريكين واختلال التوازن المالي. لذا من المهم إجراء محادثة مبكرة صريحة بشأن العادات المالية والقيم الشخصية والتوقعات، وأن يعمل الشريكان معًا على وضع نظام مناسب لهما. بالإضافة إلى ذلك، من المهم تفادي تأثير المشاعر في اتخاذ القرارات المالية؛ فالقرارات المستندة إلى عوامل عاطفية قد تُؤثِّر سلبًا في التخطيط المالي وتعرقله على المدى الطويل.