بعثت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، وسبعة من نظرائها من دول حليفة لأميركا رسالة تحذيرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حذروا فيها من مخاطر سياسات وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، على الاقتصاد الفلسطيني، مشيرين إلى أن تلك السياسات قد تؤدي إلى انهياره.
ووفقاً لموقع “أكسيوس” الذي اطلع على محتوى الرسالة، أعرب الوزراء الموقعون عن قلقهم من أن انهيار النظام المصرفي في الضفة الغربية ستكون له تبعات خطيرة، تشمل سقوط السلطة الفلسطينية وتفاقم الأزمة الأمنية، وهو ما يهدد أمن إسرائيل.
أشار الوزراء إلى أن سموتريتش يهدد بعدم تمديد اتفاق المراسلات المالية بين البنوك الإسرائيلية والبنوك الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو الاتفاق الذي من المتوقع أن ينتهي بنهاية الشهر الجاري. ويؤدي عدم تمديد الاتفاق إلى انهيار النظام المصرفي الفلسطيني، وفق ما جاء في الرسالة.
وقع على هذه الرسالة، بجانب يلين، وزراء مالية كل من اليابان، وكندا، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، وهولندا، وأستراليا، وفرنسا، وذلك بتاريخ 25 أكتوبر الجاري. وشددت الرسالة على أهمية استمرارية العلاقات بين البنوك الإسرائيلية والفلسطينية للحفاظ على حركة المعاملات المالية، والتجارة، والخدمات الأساسية في الأراضي الفلسطينية.
دعا الوزراء الموقعون في رسالتهم إلى الإفراج عن إيرادات الضرائب التي تحتجزها إسرائيل وتقديمها بشكل كامل للسلطة الفلسطينية، إلى جانب إعادة إصدار تصاريح العمل للفلسطينيين في إسرائيل بما يتماشى مع الأوضاع الأمنية. ولم يصدر أي رد فوري من وزارة الخزانة الإسرائيلية أو مكتب رئيس الوزراء نتنياهو على الرسالة.
يُذكر أن سموتريتش، المعروف بمواقفه المتطرفة، قد وضع سلسلة من الشروط على البنوك الفلسطينية بحجة منع التمويل “غير المشروع” لعائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين. وقد أبلغت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، إسرائيل بأن البنوك الفلسطينية استوفت تلك الشروط التي حددها سموتريتش.
من المتوقع أن يناقش مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي هذه القضية في اجتماعه المقرر مساء اليوم الأحد، وسط ضغوط متزايدة من الدول الكبرى على إسرائيل لضمان استقرار الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية. كما أنهى وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية لدول مجموعة السبع اجتماعاتهم في واشنطن يوم الجمعة الماضي، وسط تركيز متزايد على الأزمات الاقتصادية التي تهدد استقرار المنطقة.
يأتي هذا التحذير في وقت حرج يتزامن مع استمرار التصعيد في المنطقة، حيث تسعى الدول المعنية إلى منع أي انهيار اقتصادي قد يزيد من حدة التوترات الأمنية في إسرائيل والمناطق المحيطة بها.
مقالات ذات صلة: سلاح المقاصّة… عندما يتحكم عدوّك بأوكسجين اقتصادك