أعلنت شركة أبل، عملاق التكنولوجيا العالمية، عن تحقيقها أعلى نسبة نمو في إيراداتها خلال الربع الثالث من العام، وهي النسبة الأكبر منذ عامين، وذلك بفضل انتعاش مبيعات الآيفون، منتجها الرائد. وفقًا للتقرير المالي، وصلت إيرادات الشركة إلى 94.9 مليار دولار، مسجلةً نموًا بنسبة 6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ورغم أن هذا النمو تجاوز التوقعات المالية التي توقعت إيرادات بقيمة 94.5 مليار دولار، إلا أن المحللين لاحظوا تراجعًا غير متوقع في الأرباح الصافية بنسبة 36% لتصل إلى 14.7 مليار دولار بسبب مصاريف ضريبية استثنائية.
وقد تم تحقيق هذا النمو مدفوعًا بالطلب المتزايد على الآيفون، حيث بلغت مبيعاته 46.2 مليار دولار في الربع الثالث، بزيادة قدرها 5.5% عن نفس الفترة من عام 2023. وعلى الرغم من أن أبل كانت تعاني من تراجع في مبيعات الآيفون في بداية العام، إلا أن هذا الانتعاش الحالي يعكس عودة ثقة المستهلكين واهتمامهم بالتحديثات الجديدة للآيفون، لا سيما مع إدخال خصائص الذكاء الاصطناعي في الطرازات الأحدث.
مقالات ذات صلة: أرخصها 4100 شيكل… أسعار أيفون 16 الجديد في إسرائيل
ابتكارات الذكاء الاصطناعي تدعم خطط التوسع المستقبلية
قامت أبل بإدخال نظام ذكاء اصطناعي جديد يحمل اسم “Apple Intelligence”، وهو مخصص لتحسين تجربة المستخدم عبر العديد من تطبيقاتها وأجهزتها. وقد بدأ طرح ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة بشكل محدود في الولايات المتحدة هذا الشهر، بعد إطلاق آيفون 16، إلا أن هذه الخصائص لم تتوفر بعد في الأسواق الدولية الكبرى مثل أوروبا والصين. وتشمل الميزات الجديدة تحسينات على المساعد الصوتي Siri، وأدوات ذكاء اصطناعي لإنشاء الصور، بالإضافة إلى دمج ChatGPT في النظام.
يتوقع العديد من المحللين أن يؤدي هذا التوسع في ميزات الذكاء الاصطناعي إلى تحفيز المستهلكين على الترقية إلى الطرازات الجديدة، ما قد يعزز المبيعات بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من ذلك، فإن النظام الكامل للذكاء الاصطناعي في أبل لن يكون متاحًا بشكل كامل في كل الأسواق في الوقت الحالي، حيث يتم تطبيقه بشكل تدريجي وفقًا للخطة المستقبلية للشركة.
البرمجيات والخدمات: نمو مستمر مع بعض التباطؤ
على صعيد البرمجيات والخدمات، شهدت أبل نموًا بنسبة 12% في هذا القطاع، مقارنة بالنسبة المسجلة في الفترة ذاتها العام الماضي، حيث وصلت الإيرادات إلى نحو 25 مليار دولار في الربع الثالث من 2024.
إلا أن هذه الزيادة كانت أقل من النمو المسجل في الربع الثاني من هذا العام الذي بلغ 14%. تشمل خدمات أبل الرقمية متجر التطبيقات App Store، وخدمات البث Apple TV، بالإضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى التي جذبت المزيد من المستخدمين بفضل توسع الشركة المستمر في هذا القطاع.
تحديات قانونية تواجهها أبل في أوروبا والولايات المتحدة
في ظل هذه النجاحات، تواجه أبل تحديات تنظيمية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بسياسات مكافحة الاحتكار. فقد رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى تتهم الشركة بممارسة الاحتكار في سوق الهواتف الذكية، ما يؤثر على التنافسية ويقيد الابتكار. وتواجه أبل أيضًا تحقيقًا في اتفاقيتها مع شركة ألفابيت، حيث جعلت أبل محرك البحث “غوغل” المحرك الافتراضي default على أجهزة iOS، وهو ما يخضع للتحقيق بدعوى كونه يندرج ضمن الممارسات الاحتكارية.
أما في أوروبا، فقد فرض الاتحاد الأوروبي على أبل غرامات وملاحقات قانونية متعلقة بانتهاك قوانين المنافسة الرقمية، بما في ذلك قانون الأسواق الرقمية (DMA) الذي يسعى إلى منع الممارسات الاحتكارية في السوق الرقمية. كما فرض الاتحاد الأوروبي في وقت سابق غرامة كبيرة على أبل قدرها 1.8 مليار يورو بسبب تقييدها لتطبيقات الموسيقى مثل سبوتيفاي من عرض أسعار خارج متجرها الإلكتروني.
وفي قرار آخر، خسرت أبل استئنافًا قضائيًا في قضية ضريبية تتعلق بفرض الاتحاد الأوروبي عليها دفع ضرائب بقيمة 13 مليار دولار في أيرلندا، حيث أقرّت محكمة العدل الأوروبية أن الشركة تلقت معاملة ضريبية غير عادلة من الحكومة الأيرلندية.
مقالات ذات صلة: محكمة العدل الأوروبية تجبر إيرلندا على تحصل ضرائب بقيمة 13 مليار يورو من أبل