النقص في طرازات كورولا وهيونداي الصغيرة: سوق السيارات في إسرائيل لا يزال يعاني من المقاطعة التركية

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

شهد سوق السيارات الإسرائيلي تحولاً غير مسبوق نتيجة المقاطعة التجارية التركية التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل ستة أشهر، حيث تضمن القرار وقفًا فوريًا للتجارة مع إسرائيل. كانت هذه الخطوة مفاجئة، وتركت تأثيرات واسعة على عدة قطاعات، وخاصة قطاع السيارات الذي تأثر بشكل كبير نظرًا لاعتماد السوق الإسرائيلي على تركيا كمركز إنتاج رئيسي للعديد من الطرازات الشهيرة.

1024px Toyota Corolla Hybrid Sedan GIMS 2019 Le Grand
تويوتا كورولا- المصدر: ويكيميديا

تركيا مركز لصناعة السيارات وأرقام التصدير

تعتبر تركيا اليوم واحدة من أهم الدول المصنعة للسيارات، حيث شهدت الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 إنتاج أكثر من مليون مركبة، وفقًا لتقارير منظمة مصنعي السيارات التركية “Automotive Snail Darangi”. من هذا العدد الضخم، تم تخصيص حوالي 740,694 مركبة للتصدير إلى أسواق خارجية، ما يوضح الأهمية العالمية لقطاع السيارات التركي. وفيما يتعلق بتصدير سيارات الركاب، احتلت رينو تركيا المركز الأول بتصدير 159,380 سيارة، تلتها شركة هيونداي أسان التركية بتصدير 152,088 سيارة ركاب، ثم تويوتا تركيا بتصدير 136,969 سيارة خلال نفس الفترة.

في حين كان قطاع السيارات في إسرائيل يعتمد بشكل كبير على الواردات من تركيا، جاءت المقاطعة لتغير وجه السوق وتحدث فجوة كبيرة، خاصة مع توقف استيراد طرازات محددة. قبل فرض المقاطعة، كانت تركيا تحتل المرتبة الخامسة في قائمة الدول المصدرة للسيارات إلى إسرائيل، حيث تم تصدير 10,570 سيارة في الأشهر الأولى من العام. ومع حلول نوفمبر، تراجع ترتيب تركيا إلى المركز السادس بعدد 12,615 سيارة، مع ملاحظة أن سبب وجود تركيا في المركز السادس رغم المقاطعة جاء بسبب تسليم السيارات التي كانت بالفعل في طريقها إلى إسرائيل أو التي كانت لا تزال في مستودعات المستوردين وقت إعلان المقاطعة.

وأدت هذه الخطوة إلى نقص في طرازات سيارات هيونداي الصغيرة مثل Hyundai i10 وHyundai i20 وHyundai Bayon، حيث أصبح من المستحيل على المستهلكين طلبها. وفي حالة تويوتا، لجأ المستوردون إلى تقديم بدائل غير مصنعة في تركيا، مثل طرازات كورولا كروس ونسخة “ستيشن واغن” من كورولا التي لا تُصنّع في تركيا، لتلبية احتياجات السوق.

1024px 2020 Hyundai i10 Premium 1.0 1
هيونداي i10- المصدر: ويكيميديا

تغييرات في الأسعار وتنافس بين العلامات التجارية

أدى نقص السيارات المستوردة من تركيا إلى تقلبات في الأسعار في السوق الإسرائيلي، حيث ارتفعت أسعار بعض الطرازات وانخفضت أسعار أخرى، تبعًا للعرض والطلب. وتُعد هيونداي i10، التي كانت تعتبر أرخص سيارة في إسرائيل، من السيارات التي لا يجري تسويقها في الوقت الحالي بسبب توقف الواردات التركية. ونتيجة لذلك، تحول المستهلكون إلى بدائل أخرى مثل Mitsubishi Space Star، التي أصبحت أكثر تكلفة.

بينما كان المستهلكون يواجهون صعوبة في الحصول على سيارات هيونداي، قامت أحد مستوردي سيارات سكودا من التشيك بخطوة استراتيجية لاستغلال الوضع. نظرًا لتوقف استيراد طرازات هيونداي التركية، قررت الشركة المستوردة خفض أسعار عدة طرازات، مثل “أوكتافيا” التي انخفض سعرها في أغسطس الماضي، إضافة إلى طرازات “فابيا” و”كاميك” و”سكالا”. يُلاحظ أن هذه الطرازات كانت في السابق مُصنَّفة أغلى من طرازات هيونداي التركية، لكن السكودا قررت أن تستهدف فئة المستهلكين الذين كانوا يشترون طرازات هيونداي من تركيا.

وفي حالة طراز تويوتا كورولا، الذي يُعد من الأكثر مبيعًا في إسرائيل، فإن معظم مبيعاته تكون إلى الشركات المختلفة مثل شركات التأجير. ومع غياب الكورولا المستوردة من تركيا، لجأ المستهلكون إلى بديل مثل هيونداي إلنترا الهجينة، التي يبلغ سعرها حوالي 176 ألف شيكل. تأتي هذه السيارات من كوريا الجنوبية عبر مسار طويل يمر حول إفريقيا.

رغم المحاولات العديدة من قبل مستوردي السيارات للضغط على الشركات العالمية من أجل استبعاد السيارات من قرار المقاطعة، يبدو أن الشركات المصنعة التزمت بقرارات الحكومة التركية، خاصة وأن تلك الشركات تلقت دعمًا ماليًا ضخمًا من تركيا لإنشاء مصانعها في البلاد. حتى محاولات بعض المستوردين الإسرائيليين لاستيراد السيارات عبر اليونان ومن ثم شحنها إلى إسرائيل باءت بالفشل، حيث لم تقدم شركات السيارات أي دعم لهذا الخيار.

يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت الواردات التركية ستعود إلى إسرائيل. وهو ما يعتمد على العلاقات السياسية بين البلدين، الغير متوقع تحسنها في القريب العاجل.

مقالات ذات صلة: بسبب المقاطعة التركية إسرائيل تستورد سيارات من المغرب

مقالات مختارة

Skip to content