أختتمت مساء اليوم (الاثنين) في مدينة باقة الغربية فعاليات مؤتمر “قدرة السنوي الأول” الذي تنظمه شبكة قدرة. يُعد هذا الحدث المجتمعي التشبيكي والمعرفي المركزي تجمعًا هامًا يجمع أعضاء الشبكة مع شركائهم من مؤسسات المجتمع المدني، صناديق خيرية، صنّاع قرار، باحثين وخبراء من مجالات متعددة، بهدف تعزيز التعاون، الابتكار، وزيادة الأثر المجتمعي.

تناول المؤتمر، الذي عُقد على مدار يوم كامل، أربعة مواضيع رئيسية: التعاون، الابتكار، الأثر، والحصانة. ويهدف إلى إتاحة فرص التشبيك، تعزيز الروابط بين القطاعات المختلفة، ونشر المعرفة المكتسبة من تجارب وقدرات الشبكة.
افتتحت فعاليات المؤتمر بجلسة أولى بدأت بوقوف الحضور دقيقة صمت على ضحايا العنف والجريمة في المجتمع العربي. وبكلمات ترحيبية من نائب رئيس بلدية باقة الغربية محمد مجادلة ومن رجل الأعمال وليد العفيفي، عضو مؤسس في شبكة قدرة، والمحامي راني حاج يحيى، رئيس الهيئة الإدارية للشبكة، إلى جانب كلمة تعريفية قدمها المحامي أحمد مهنا، مدير عام الشبكة، التي ركزت على أهداف وقدرات شبكة قدرة ونشاطاتها.

وتضمن البرنامج محاضرة قدمتها د. رنا اسعيد، الباحثة في قسم الخدمة والرفاه الاجتماعي في الجامعة العبرية في القدس، حول العطاء المنظم في المجتمع العربي، وتلتها جلسة حوارية بإدارة الإعلامية ليلى قيش، بمشاركة عدد من المتبرعين وقادة المجتمع لمناقشة قيم ودوافع العطاء في المجتمع العربي.
ويعتبر هذا المؤتمر هو منصة ريادية لتعزيز قيم التعاون والعطاء في المجتمع العربي، وتوسيع نطاق العمل الخيري المنظم لتحقيق تأثير مجتمعي فعّال ومستدام.
بعد الجلسة الافتتاحية تم عقد ثلاث جلسات حوارية متوازية تناولت مواضيع مختلفة تتعلق بعوالم التبرع والتمكين المجتمعي، حيث تمحورت جلسة “إدارة شراكات وتعاونات” في سؤال كيف يمكن للشراكات الاستراتيجية أن تصنع فرقًا في التأثير الاجتماعي، وناقشت قضية تحويل التعاونات التقليدية إلى شراكات مبتكرة لتحقيق نتائج فعّالة، مع استعراض نماذج ملهمة من الشراكات الخيرية العالمية. جلسة “من العطاء إلى التأثير” والتي شارك فيها مندوبون عن صناديق خيرية وأعضاء في شبكة قدرة طرحت سؤال كيف يمكن تحويل العطاء إلى تغيير اجتماعي فعّال ومستدام. وفي الجلسة الحوارية الثالثة تم الحديث عن العلاقة بين الإبتكار والتكنولوجيا ودورهما في التغيير الاجتماعي والعمل الخيري.
وفي جلسة “قدرة Talks” تحدث رجل الأعمال إبراهيم نصاصرة، أحد مؤسسي شبكة “قدرة” عن المجتمع العربي البدوي في اللقية، مستعرضًا قصة حياته التي بدأت كسائق ومن ثم مدرس تربية بدنية، قبل أن يؤسس مع أخيه شركة باصات ثم مجموعة من المبادرات والمشاريع التجارية والمحتمعية. وشدد في ختام كلمته أن المشكلة لا تكمن في الأفراد أو الثقافة، بل في السياسات المتبعة، مؤكدًا أن روح العطاء موجودة بقوة في المجتمع العربي، ويمكن تعزيزها عبر الشراكات.