مع تصاعد الزخم حول العملات الرقمية، وخصوصاً بعد الفوز الرئاسي لدونالد ترمب، وصل سعر البيتكوين إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، حيث ارتفع إلى ما يقارب 89 ألف دولار. هذا الارتفاع الكبير في قيمة البيتكوين أثار تساؤلات حول عدد الإسرائيليين الذين يمتلكون عملات رقمية، وأين يقفون في عالم العملات الرقمية مقارنةً بالدول الأخرى. وبالرغم من الحماسة العالمية، ما زالت المؤسسات المالية الإسرائيلية تتردد في الدخول إلى هذا السوق عالي المخاطر.
البيتكوين يرتفع بدعم من فوز ترمب
في يوم الأحد الماضي، حقق البيتكوين ارتفاعاً كبيراً عندما تخطى حاجز الـ80 ألف دولار، ثم قفز بسرعة ليصل إلى 88 ألف دولار خلال أقل من 24 ساعة. إذا استمر هذا الزخم، فقد يشهد البيتكوين واحدة من أفضل سنواته على الإطلاق، حيث ارتفع سعره منذ بداية السنة بنسبة تزيد عن 95%.
يُنظر إلى فوز دونالد ترمب، الذي اشتهر بكونه داعماً قويًا للعملات الرقمية، كعامل دافع لهذا الارتفاع. فقد شجع مجتمع المستثمرين على عدم بيع البيتكوين، ما ساهم في زيادة اهتمام السوق. بالإضافة إلى البيتكوين، شهدت عملة الإيثيريوم ارتفاعاً بنسبة 31% منذ يوم الانتخابات، ما يعكس تأثيراً إيجابياً عامًا على سوق العملات الرقمية.
بدأ المستثمرون في المراهنة على تحقيق البيتكوين لأرقام قياسية جديدة. وفقًا لـCNBC، فإن الرهانات الحالية تتجاوز 2.8 مليار دولار على أن يصل سعر البيتكوين إلى 90 ألف دولار على الأقل. وبهذا النمط المتفائل، يتوقع بعض المحللين أن يحقق البيتكوين حاجز 100 ألف دولار قبل نهاية العام. ومع ذلك، أبدى بعض المستثمرين قلقهم من سرعة الارتفاع الحالي، ما قد يدفع بعض المستثمرين لتحقيق أرباح سريعة، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض في قيمة البيتكوين.
دخول البيتكوين إلى الساحة المالية العالمية
تميز عام 2023 بإعادة إحياء البيتكوين ودخوله إلى الساحة المالية التقليدية، حيث قامت هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) بإتاحة إدراج صناديق استثمارية تتعلق بالبيتكوين، ما ساعد على إضفاء طابع مؤسسي على هذا الأصل.
بعض الشركات الكبيرة مثل فيديليتي وجرسكيل وبلاك روك قررت الانخراط رسميًا في سوق البيتكوين، ما منح هذا السوق دعماً كبيراً.
مقالات ذات صلة: ثروات العملات الرقمية كالبيتكوين صنعت 172 ألف مليونير حول العالم
القلق المؤسسي في إسرائيل من الاستثمار في العملات الرقمية
في الوقت الذي يزداد فيه قبول العملات الرقمية في الخارج، تبدو الصورة في إسرائيل مختلفة. ما زالت المؤسسات المالية مثل شركات الاستثمار وشركات التأمين تتحفظ على دخول هذا المجال، نظرًا للمخاطر المرتبطة بالأصول الرقمية. وفقًا لتقرير بنك إسرائيل، تقدر قيمة استثمارات الإسرائيليين في العملات الرقمية بحوالي 1.5 مليار دولار، ما يمثل نسبة صغيرة جداً تبلغ 0.1% فقط من أصول البيتكوين التي يمتلكها الجمهور العالمي.
وتشير بيانات بنك إسرائيل إلى أن تحليل المحافظ الخاصة التي يمتلكها إسرائيليون التي تحتوي على بيتكوين يكشف عن وجود حوالي ثلاثة آلاف محفظة من هذا النوع، ومعظمها يحتوي على أصول بقيمة أقل من 10,000 دولار، وفقط حوالي 60 محفظة تحتوي على مبالغ تزيد عن ذلك.
في الربع الأول من السنة، احتلت إسرائيل المرتبة الـ22 بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في تبني العملات الرقمية، وذلك وفقاً لبيانات نشرها بنك إسرائيل. عند حساب الاستثمار في العملات الرقمية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، تحتل إسرائيل مرتبة أدنى من معظم دول المنظمة، لكنها أعلى بكثير من الولايات المتحدة، التي جاءت في المرتبة الـ37. مع ذلك، هذه البيانات تشمل فقط الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، قبل الاندفاعة الكبيرة لترامب في سباق الرئاسة
العقبات التنظيمية تعرقل دخول المؤسسات المالية إلى سوق العملات الرقمية
عانى المستثمرون المؤسسيون من صعوبات في الحصول على الموافقات التنظيمية للاستثمار في البيتكوين مباشرةً، حيث يتطلب هذا النوع من الاستثمار توافر محافظ رقمية ومهارات أمنية لحماية الأصول. وقد أثار هذا الوضع قلق المؤسسات، ما دفعهم إلى تجنب التعامل المباشر مع العملات الرقمية والاكتفاء بالاستثمار في أسهم الشركات المرتبطة بهذه الصناعة.
ومع ذلك، قامت سلطة الأوراق المالية الإسرائيلية مؤخراً بإجراء تعديل يتيح لأعضاء البورصة من غير البنوك تقديم خدمات التداول والحفظ للعملات الرقمية. هذا التطور يمثل خطوة نحو تخفيف القيود، ويعدّ إشارة إلى أن الجهات الرقابية بدأت في التعرف على البيتكوين كأصل مالي يمكن التعامل معه تحت إشراف مؤسسي.
هل ستسمح الحكومة الإسرائيلية بتوسيع نطاق الاستثمار في العملات الرقمية؟
تدرس سلطة الأوراق المالية أيضاً الموافقة على صناديق استثمارية مشتركة تتبع عقوداً آجلة على البيتكوين. ومن المتوقع أن يتم طرح هذه الصناديق في منتصف عام 2025، ما قد يسهل على الجمهور الإسرائيلي الاستثمار في البيتكوين عبر وسائل خاضعة للتنظيم.
من جانبه، يرى بعض الخبراء أن إدراج البيتكوين في محفظة التقاعد ليس منطقياً، لكنه مناسب للاستثمار الاختياري للمواطنين، فالسماح للأفراد بالاستثمار في البيتكوين عبر صناديق الاستثمار المدارة بشكل رسمي قد يوفر للمستثمرين حماية أكبر ويمنح الدولة آلية أكثر فعالية لجمع الضرائب على هذه الاستثمارات.
التحديات التي تواجه المستثمرين المؤسسيين في سوق العملات الرقمية
رغم التقدم في التوجه نحو الاستثمار المؤسسي، يبقى المستثمرون الإسرائيليون المؤسسيون حذرين بسبب مخاوفهم من فقدان الأصول. يقول مسؤول تنفيذي في إحدى شركات الاستثمار الكبرى في إسرائيل، إن الاستثمار المباشر في البيتكوين يتطلب إدارة محفظة رقمية وامتلاك التكنولوجيا المطلوبة لحمايتها. الخوف من تعرض هذه المحافظ للاختراق يجعل المؤسسات تتردد في الدخول بشكل كامل إلى هذا المجال.
علاوة على ذلك، يواجه المستثمرون الإسرائيليون تحديات متعلقة بالسوق المتقلب والمخاوف بشأن الأصول المتذبذبة. ويرى المدير التنفيذي لشركة استثمارية متخصصة في الأصول الرقمية أن معظم المؤسسات الإسرائيلية لا تزال تبحث عن “نقطة الدخول المثالية” إلى سوق البيتكوين. ومع أن المؤسسات المالية الأمريكية والكندية أكثر مرونة في التعامل مع العملات الرقمية، إلا أن المستثمرين في إسرائيل يتجنبون هذه المخاطرة نظرًا لارتفاع تقلبات السوق.
مقالات ذات صلة: كيف تتعامل مع اهتمام ابنك المراهق بالعملات الرقمية؟