ظاهرة الفساد الصحي في إسرائيل: سدس الإسرائيليين يلجؤون للرشوة والمحسوبية للحصول على خدمات طبية أفضل

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

في ظل نظام الرعاية الصحية الإسرائيلي المتطور ظاهرياً، تكشف دراسة حديثة عن واقع صادم، حيث يلجأ واحد من كل ستة إسرائيليين إلى الرشوة لضمان وصولهم لخدمات صحية أفضل لهم أو لأفراد عائلاتهم. الدراسة، التي أجراها البروفيسور نيسيم كوهين من جامعة حيفا، والبروفيسور داني فيلك من جامعة بن غوريون، وطالبة الدكتوراه دانا نتان،تبرز توسع ظاهرة “الطب الأسود” للالتفاف على النقص والضغط في النظام الصحي العام.medical

تشمل ظاهرة “الطب الأسود” سلسلة من الإجراءات التي يلجأ إليها المرضى أو ذووهم، بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية. وتشمل هذه الإجراءات دفع أموال بطرق غير رسمية لتقليل فترات الانتظار الطويلة، ودفع مبالغ للأطباء ليقوموا بمعالجة المريض بأنفسهم، وأيضًا تقديم الهدايا أو التبرعات للأقسام الطبية كنوع من الضمان غير المعلن لحصول المريض على عناية أفضل.

تضمنت الدراسة شهادات عديدة صادمة، منها امرأة تحدثت عن معاناة ابنها الذي كان يحتاج لعملية جراحية، ولكنها أُبلغت ضمنيًا أن العملية يمكن تقديمها لأسبوع واحد فقط لو كانت تمتلك القدرة المالية لدفع مبلغ معين، عوضًا عن الانتظار لمدة ستة أشهر. كما أوضح مشارك آخر كيف أدى دفع أموال لنقل مريض من الممر إلى غرفة خاصة إلى تحسين مستوى العناية به وإجراء فحوصات إضافية.

وفقاً للدراسة التي شملت 1,504 مشاركين ممن أجروا إجراءات طبية في السنوات الخمس الأخيرة، أشار 6.83% منهم إلى أنهم دفعوا “رسومًا غير رسمية” للحصول على خدمات طبية مميزة، بينما قال 8% أنهم دفعوا مقابل علاج خاص في مستشفى حكومي خارج إطار خدمات الطب الخاص القانونية. إضافةً إلى ذلك، 9.74% من المشاركين أقروا بتقديم هدايا للفرق الطبية قبل أو أثناء تلقيهم العلاج.

وقد أظهرت الدراسة أن ظاهرة “الطب الأسود” لم تتقلص على الرغم من زيادة الإقبال على التأمين الصحي المدفوع، والإنفاق على زيارة الأطباء في العيادات الخاصة. بل كشفت أن هناك طرقًا للتحايل على النظام باستخدام ذلك، حيث يلجأ كثير من الناس للعيادات الخاصة للطبيب ومن ثم يتابعون معه في المستشفيات العامة حيث أصبح “يعرفهم” مسبقاً.

waiting

أظهرت الدراسة أن 36% من المستجيبين استخدموا العلاقات الشخصية للحصول على رعاية طبية متميزة، بينما أكّد 31.5% من المشاركين على أن “معظم الناس في إسرائيل سيدفعون أموالًا غير رسمية لتحسين حالتهم أو حالة أفراد عائلاتهم”. علاوة على ذلك، اعتبر 47.3% أن من يستطيع سيستخدم العلاقات الشخصية للحصول على الخدمات الصحية المتقدمة.

من اللافت في نتائج البحث أن تقديم الهدايا للطاقم الطبي يعد ظاهرة واسعة الانتشار، وخصوصًا الهدايا التي تُقدَّم في مراحل العلاج الأولى، مثل زجاجات مشروبات كحولية فاخرة أو هدايا باهظة الثمن، كنوع من التعبير عن الشكر. يشير أحد المشاركين إلى أنه تلقى “تلميحات” من سكرتير الطبيب بخصوص تقديم هدية “لإسعاد” الطبيب. كما أن استخدام الهدايا للتأثير على الخدمة الصحية تجاوز حدود التقدير الشخصي البسيط وأصبح جزءًا من المشكلة، ما يخلق سياقًا من الضغط الذي يدفع المرضى إلى تقديم تلك الهدايا لضمان حصولهم على رعاية أفضل.

يشدد البروفيسور كوهين على أن النظام الصحي في إسرائيل يعاني من نقص الرقابة على هذه الظاهرة، فبعض حالات الرشوة التي يتم الكشف عنها لا تتلقى العقوبة الكافية، ما يشجع على استمرار الممارسات الفاسدة. يُعرب كوهين عن قلقه قائلاً: “هذه ظاهرة تتجاوز مجرد قضية فردية، لكنها أصبحت واقعًا لا يمكن التغاضي عنه”.

مقالات ذات صلة: ثورة في عالم التأمينات الصحية في البلاد بعد تطبيق برنامج الإصلاح الجديد

مقالات مختارة

Skip to content