يتساءل الكاتب غيل غريتيل في مقال له على موقع mekomit كيف يمكن لوزير التربية والتعليم، يوآف كيش، أن يقود سياسات عنصرية وتمييزية ضد العرب، هو وحكومته، ثمّ يتحدث عن أهمية الاندماج. يأتي ذلك بعد تقرير جديد أشار بشكل مقلق إلى انخفاض حاد في إنجازات الطلاب العرب في اللغة العبرية.
أظهرت دراسة حديثة أجرتها السلطة القطرية للقياس والتقييم انخفاضًا حادًا في نتائج الطلاب العرب في اختبارات اللغة العبرية. وعلى الرغم من محاولات الإعلام الإسرائيلي تصوير القضية على أنها أزمة تعليمية فقط، فإن الحقائق تكشف أن الإهمال والتمييز ضد التعليم العربي هما الجذور الحقيقية للمشكلة. وزير التربية والتعليم الإسرائيلي الحالي، يوآف كيش، استغل المناسبة للتحدث عن “أهمية الاندماج”، لكنه تجاهل الدور الذي تلعبه سياساته وسياسات الحكومات السابقة في تعميق هذه الأزمة.
تدهور مستمر في مستوى الطلاب العرب
بحسب الدراسة، التي استندت إلى اختبار شمل طلاب الصف السادس في المدارس العربية، تراجعت نتائج الطلاب في جميع المهارات اللغوية: الاستماع، القراءة، القواعد، والتعبير الكتابي. النتائج تشير إلى أن 36% من الطلاب العرب لم يصلوا إلى الحد الأدنى من المهارات المطلوبة، وهو ارتفاع بنسبة 6% مقارنة بالاختبار السابق. فقط 21% من الطلاب حققوا درجات عالية، بانخفاض 4% عن السابق.
التدهور كان واضحًا لدى فئات كانت تحقق نتائج أفضل في السابق، وبشكل خاص بين الطالبات ولدى المجتمع الدرزي.
سياسة تمييز وإهمال منهجي
على الرغم من هذه الأرقام المقلقة، لم تُذكر الأسباب الهيكلية في التقرير الرسمي. التعليم العربي يعاني منذ سنوات طويلة من نقص التمويل والتمييز المؤسسي. وفقًا لتقرير صدر عن وزارة التعليم لعام 2023، فإن الاستثمار في الطالب العربي أقل بكثير من الاستثمار في الطالب اليهودي، حتى عند مقارنة الطلاب من نفس الخلفية الاجتماعية-الاقتصادية.
تظهر الفجوات بشكل أكثر وضوحًا في الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجًا، حيث يتلقى طالب المدرسة الثانوية العربي في الشرائح الدنيا دعمًا ماليًا أقل بنسبة 70% من نظيره في المدارس اليهودية الدينية. هذا التمييز الممنهج يؤدي إلى نتائج كارثية تظهر بوضوح في الاختبارات الوطنية.
سياسات الوزير كيش: تعميق الفجوة بدلًا من حلها
يوآف كيش، وزير التربية والتعليم، يتحدث علنًا عن أهمية الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، لكنه يدعم قوانين وسياسات تُعزز التمييز ضد العرب. كان جزءًا من التحالفات التي دفعت قوانين مثل قانون القومية، وقانون النكبة، وقانون لجان القبول، وهي قوانين تهدف إلى تهميش العرب وتعزيز الفصل العنصري.
كيش أيضًا معروف بتصريحاته العدائية تجاه المجتمع العربي. خلال مؤتمر لرؤساء السلطات المحلية العربية، أطلق تهديدات صريحة قائلًا: “من يعارض إسرائيل، سنحاسبه”. بالإضافة إلى ذلك، أيّد قوانين تُقيد حرية التعبير في المدارس، خاصة بالنسبة للمعلمين العرب.
نتائج غير مفاجئة: الإقصاء يولّد الإهمال
تُظهر الدراسة أيضًا أن هناك عزوفًا واضحًا بين الطلاب العرب عن تعلم العبرية. أقل من ثلث الطلاب العرب يتعرضون للغة العبرية في حياتهم اليومية، سواء من خلال الإنترنت أو الموسيقى أو الأفلام. أكثر من 85% من المعلمين العرب أشاروا إلى أن طلابهم لا يواجهون اللغة العبرية خارج الصفوف الدراسية.
إضافة إلى ذلك، يُعاني التعليم العربي من نقص شديد في الكفاءات. نصف المعلمين الذين يدرّسون اللغة العبرية في المدارس العربية لا يملكون المؤهلات اللازمة لتعليمها كلغة ثانية، وفقًا لتقرير مراقب الدولة لعام 2023.
الخلاصة: أزمة سياسية بامتياز
النتائج التعليمية المتدنية للطلاب العرب ليست سوى انعكاس للتمييز الثقافي والاقتصادي الذي تمارسه الحكومات الإسرائيلية. بينما يدّعي الوزير كيش وغيره من المسؤولين العمل على تعزيز “الاندماج”، فإن السياسات التي تُطبّق تهدف إلى محو الهوية الثقافية العربية. إذا كان هناك نية حقيقية لتعزيز مجتمع متعدد الثقافات، فعلى الحكومة البدء بدعم التعليم العربي، وتعزيز تعلم اللغة العربية بين اليهود.
لكن حتى ذلك الحين، ستبقى الفجوة التعليمية مرآة للتمييز الممنهج، وتذكيرًا بأن الاندماج الحقيقي لا يُمكن أن يتحقق دون عدالة ومساواة.
مقالات ذات صلة: كيف ستوثر التقليصات في مخصصات الوزارات على المجتمع العربي أكثر من غيره؟