ماوريسيو كلافير كاروني، مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، اقترح فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على البضائع التي تمر عبر أي ميناء تملكه الصين في العالم. هذه الرسوم المقترحة تأتي كجزء من سياسة ترمب التجارية، التي تعهد فيها بفرض رسوم جمركية مرتفعة على البضائع الصينية، والتي يُعتقد أنها ستشمل أيضًا البضائع المشحونة عبر موانئ تابعة للصين أو تحت سيطرتها، مثل ميناء “تشانكاي” في بيرو.
تداعيات الرسوم الجمركية على التجارة العالمية
وفقًا لما قاله كلافير كاروني، الذي شغل منصب مدير النصف الغربي في مجلس الأمن القومي خلال فترة ترمب الرئاسية الأولى، فإن هذه الرسوم تهدف إلى الحد من ظاهرة إعادة الشحن التي عادة ما تتم بتعريفات جمركية أقل من الشحنات المباشرة من الصين. وأوضح أن مثل هذه الرسوم قد تشجع الدول على التفكير مرتين قبل السماح لبكين ببناء موانئ على أراضيها. وأضاف أن هذه الرسوم تشكل بمثابة “طلقة تحذيرية” للدول التي تتعاون مع الصين في بناء وتطوير البنية التحتية البحرية، مثل المكسيك.
ميناء تشانكاي في بيرو: نقطة خلاف جديدة في العلاقات التجارية الدولية
في خطوة يغلب عليها التحدي، افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ ميناء “تشانكاي” الجديد في بيرو، الذي تم بناؤه بتكلفة 3.5 مليار دولار. ويُتوقع أن يسهل الميناء الجديد التجارة بين دول أمريكا الجنوبية (“الباحة الخلفية للولايات المتحدة) وآسيا، ما يتيح لهذه الدول تجاوز الموانئ المكسيكية والأمريكية في عمليات التجارة مع الصين. كان هذا الميناء جزءًا من استراتيجية بكين لتوسيع نفوذها في البنية التحتية التجارية العالمية. على الرغم من أن بيرو تأمل أن يصبح الميناء مركزًا رئيسيًا للتجارة، فقد أثار وجود الصين في الميناء قلق الولايات المتحدة ودفعها إلى التفكير في ردود فعل تجارية متشددة.
الميناء الجديد قد يؤدي إلى تقليص أوقات الشحن بشكل كبير، حيث سيقلل الرحلة من بيرو إلى الصين من 40 يومًا إلى حوالي 23 يومًا. وهذا يعكس قدرة الصين على تعزيز سلاسل الإمداد لديها، ولكن قد يثير القلق حول تأثير ذلك على التجارة الأمريكية مع الصين وأمريكا الجنوبية.
التوترات التجارية وتوجهات ترمب المستقبلية
مع اقتراب تولي ترمب منصبه، فإن تعييناته المبكرة، مثل تعيين ماركو روبيو وزيرًا للخارجية ومايك والتز مستشارًا للأمن القومي، تشير إلى أن موقفه تجاه الصين سيكون أكثر عدائية مقارنة بسلفه، جو بايدن. في نفس الوقت، سعى الرئيس شي إلى تعزيز صورة الصين كشريك تجاري موثوق، حيث دعا إلى إزالة الحواجز التي تعوق التجارة والاستثمار في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC). هذه الخطوات تعكس تنامي التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما قد يشكل تحديًا كبيرًا في العلاقات التجارية الدولية في السنوات القادمة.
مقالات ذات صلة: هذا ما سيفعله ترمب بالاقتصاد الصيني إذا فاز بالانتخابات الرئاسية