تولى المحامي ماهر تلحمي خلال مسيرته المهنية مئات القضايا الجنائية والأمنية، وترافع عن متهمين بقضايا قتل وتجسس وغيرها من التهم الخطيرة، واستطاع انتزاع أحكام براءة في قضايا شغلت الرأي العام المحلي والعالمي، ويؤكد بأن على المحامي الجنائي تحدي النيابة العامة وكل الجهاز القانوني الإسرائيلي دفاعاً عن موكله.
على مدار 24 عامًا، استطاع المحامي ماهر التلحمي أن يكتسب خبرة، لا يمتلكها العديد من المحامين، في الجمع بين القضايا الجنائية العامة والقضايا الأمنية، حيث تتميّز الأخيرة بمسارها القانونيّ المختلف والمعقّد، ما يتطلّب من المحامي الجنائي أن يكون قادرًا على قراءة الملف، وأن يدرك كيفية بنائه، وإلى أين تتجّه القضيّة.
ولن يجيد ذلك سوى محامٍ عليمٍ بدهاليز النيابة وخباياها، مثل المحامي ماهر التلحمي، الذي أتمم تدريبه في مكتب النيابة العامة في الناصرة، ثمّ زوال مهنة المحاماة في مكتب النيابة العامة في القدس، حيث كان أوّل وأصغر عربيّ يعمل هناك. يقول ماهر: “أكسبني عملي في مكتب النيابة العامة في القدس خبرة من الداخل. أصبحتُ واعيًا لكيفية تفكير النيابة، وأسرارها المخبأة. وحملتُ هذه الخبرة معي عندما انتقلتُ إلى الجانب الآخر: الدفاعِ عن المتهمين في القضايا الجنائية والأمنية”.
تحدي النظام القضائي
في تاريخ 4-8-2005، ارتكب جنديُّ إسرائيليٌّ متطرّف يُدعى “نتان زادة” مجزرة بدوافع عنصريّة، بعد أن فتح النار داخل حافلة في شفاعمرو، ما أسفر عن قتل أربع ضحايا عرب من سكان المدينة. اُعتِقَل على إثرها مجموعة شبّانٍ من شفاعمرو، ووُجِهَّت إليهم لوائح اتّهام بالاعتداء وقتل الجنديّ. كانت هذه القضيّة من أوائل قضايا المحامي ماهر التلحمي، حيث دافع عن أحد المُتهمين فيها. يقول ماهر عن هذه القضية: “قضية شفاعمرو كان لها تأثير كبير في الوجدان الشعبيّ، وهي تُجسّد تحيّز النظام القضائي الإسرائيلي. لكنّنا، رغم كلّ الصعوبات التي يواجهها المحامون العرب عند الدفاع عن الحقيقة الواضحة كالشمس، استطعنا أن ننتزع من المحكمة براءة من محاولة القتل المتعمّد، حيث حوّلت المحكمة حكمها لأوّل مرّة في تاريخها إلى محاولة قتل غير متعمد، وكان أعلى حكم سنتين في القضية”.
عمل المحامي ماهر التلحمي مع عددٍ من مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والعالمية، ما أكسبه خبرة إضافيّة في التعامل مع قضايا المعتقلين والأسرى الفلسطينيين على اختلاف أماكن إقامتهم. بدأت خبرته مع الأسرى بوظيفته مع اللجنة الشعبية ضد التعذيب، والتي تمثّلت في مراقبة مراكز تحقيق المخابرات في حيفا. وقد عمل كذلك مع منظمة أطباء لحقوق الإنسان، في متابعة الأوضاع المأساوية المنافية للمواثيق الدولية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مثل عوفر والجلمة، ومارس ضغطًا قانونيًا مع زملائه المحامين من أجل حصولهم على العلاج الطبي المناسب. وعن إحدى الحالات التي لا ينساها أثناء عمله مع منظمة العفو الدولية (أمنستي)، يقول ماهر: “تابعتُ قضيةً أثارت ضجة عالمية لمعتقل وضعته الولايات المتحدة في سجنٍ سريّ بعد أن قبضت عليه في باكستان. ثمّ وصل هذا المعتقل إلى الأردن حيث حُقِّق معه هناك، ثمّ سلّموه إلى إسرائيل، حيث كنتُ أوّل محامي ينقل قصّته إلى العالم، وما تضمّنته من تفاصيل التسميم والنقل من مكانٍ إلى آخر… وفي النهاية أبعدته إسرائيل إلى غزّة”.
أن تُحقق مع مُحقق الشاباك
في عام 2006، افتتح المحامي ماهر التلحمي مكتبه الخاص في مدينة حيفا، وقد عمل على العديد من القضايا الجنائية والأمنية. منها قضية طلب إعادة محاكمة السجين المحكوم بالمؤبد، سليمان عبيد من مدينة رهط، الذي اتّهم بقضية جنائية تتمثّل باغتصاب وقتل فتاة يهودية. قدّم المحامي ماهر التلحمي طلبًا إلى المحكمة العليا لإعادة محاكمته، بسبب ظهور أدلة جديدة في قضيته التي شابها العديد من الثغرات القانونية، كانتزاع اعترافه بالقتل تحت التعذيب واستخدام وسائل غير مشروعة، دون ضمان التمثيل والحماية القانونية. وعن الاختلافات والتقاطعات بين القضايا الأمنية والجنائية يقول ماهر: “رغم أنّ القضايا الأمنية هي قضايا جنائية، إلّا أنّها تختلف عن الجنائية العادية. هناك فرق بين تحقيق الشرطة والمخابرات، فالأول مسجّل والثاني ليس كذلك. ظروف الاعتقال تختلف، وحقوق المعتقل، كلقاء محاميه، تختلف. على المحامي في القضايا الأمنية أن يجيد التعامل بدقّة مع كلّ مرحلة من مراحل الاعتقال، وأن يمتلك القدرة على التحقيق مع محققي الشاباك في المحكمة من أجل مصلحة موكله… اليوم الكثير من الملفات تبدأ كقضية أمنية وتنتهي بقضايا جنائية، كحيازة أسلحة. هنا، يتغيّر تنصيف المعتقل من أمني إلى جنائي، لكن تعريفه في مصلحة السجون يبقى أمنيًا، ما يجعل وضعه في السجن صعبًا للغاية، ويتطلب من المحامي التدخّل لتغيير ذلك”.
وعند سؤاله عن القضية التي يعتبرها الأبرز في مسيرته، يقول ماهر: “قضية أ.ح، وهو أحد معتقلي هبّة الكرامة عام 2021، حيث اتّهم تحت بند “عمل إرهابي والاعتداء بشكل خطير“. شعرتُ بأنّ خبرتي خلال السنوات تلخّصت في هذا الملف، وقد كانت القضيّة نجاحًا باهرًا، إذ تمكّنتُ من انتزاع حكمٍ بالبراءة لموكلي، وهو قد يكون أوّل حكمٍ من نوعه في قضية أمنية، إذ كانت أحكام باقي معتقلي هبّة الكرامة، للأسف، كبيرة جدًا، تراوح العديد منها بين 10 و17 سنة”.
يُضيف ماهر: “ما ساعدنا كثيرًا في هذه القضية أنّ موكلي لم يعترف للمحققين، وربّما تكون هذه النصيحة الأبرز التي أُقدّمها للمعتقلين. إذا اعترف المعتقل بجريمة لم يرتكبها، سنجد أنفسنا في مأزق كبير، وسيضطرنا اعترافه إلى محاولة إبطال إفادته. لكن، لم يسبق للمحاكم أن قبلت بأن يتراجع أحد المعتقلين عن اعترافه في قضايا أمنية، حتى لو انتُزِع تحت التعذيب“. كذلك، يضيف ماهر نصيحةً أخرى ظهرت أهميتها في القضية المذكورة: “إذا وقعتْ عليك ظروفٌ قاسية أثناء التحقيق فيجب ذكرها في المحكمة في الوقت المناسب، كي لا تفقد قيمتها إذا تأخرتَ في التعبير عنها. عندما دخل موكلي المحكمة في حيفا، أخبر القاضي فورًا عن ضرب المحققين له وتهديده وحرمانه من رؤية محاميه، ما سمح لنا أن نستأنف على ذلك، وأصدر القاضي قرارًا مبدئيًا يتعلّق بمقابلة المعتقلين لمحاميهم”.
في عام 2023، فتح المحامي ماهر تلحمي مكتبه الثاني في مدينة شفاعمرو، ليقدم خدماته لسكان مدينته وضواحيها.
للتواصل مع المحامي ماهر تلحمي:
مكتب حيفا: شارع المتنبي 4
مكتب شفاعمرو: حي العين
هاتف: 0547473411
موقع الانترنت: mahertalhami.com
مادة تسويقية | إعداد: طاقم وصلة Brands بالتعاون مع مكتب المحامي ماهر تلحمي