
تشهد شركات الصناعة الحربية الإسرائيلية ازدهارًا غير مسبوق في ظل العدوان المستمر على غزة ولبنان، حيث أصبحت هذه الصناعة من ركائز الاقتصاد الإسرائيلي. أدى الطلب الكبير من الجيش الإسرائيلي والعملاء الأجانب إلى تحقيق أرباح طائلة لهذه الشركات، مع تسجيل معدلات نمو استثنائية في الإيرادات والطلبيات المتراكمة.
تعد شركة “إلبيط سيستمز”، واحدة من أبرز الشركات في هذا المجال، ونموذجًا للنمو المتسارع. فقد أعلنت عن ارتفاع أرباحها الفصلية في الربع الثالث من العام الحالي لتصل إلى 2.21 دولار للسهم، مقارنة بـ 1.71 دولار في العام الماضي. كما زادت إيراداتها من 1.50 مليار دولار إلى 1.72 مليار دولار، مدفوعة بمبيعات الطائرات المسيرة وغيرها من المنتجات الحربية الجوية.
الطلبيات المتراكمة لدى شركة “إلبيط” بلغت قيمتها 22 مليار دولار، يشكل العملاء الأجانب ثلثيها. ومن المتوقع تنفيذ نحو 37% من هذه الطلبيات في الفترة المتبقية من عام 2024، إضافة إلى عام 2025. في الوقت ذاته، أعلنت الشركة عن توزيع أرباح بقيمة 0.50 دولار للسهم عن الربع الثالث، وهو نفس المبلغ الذي تم توزيعه في الربع السابق. هذا الأداء يعكس تزايد الطلب على منتجات الشركة التي تشمل أنظمة إلكترونية متقدمة، والطائرات بدون طيار، وأنظمة اعتراض بالليزر.
في السنوات التي شهدت طفرة في قطاع التكنولوجيا الفائقة خلال فترة “فقاعة كورونا” بين عامي 2020 و2021، عانت الصناعة الحربية الإسرائيلية من تراجع جاذبيتها نتيجة لاستنزاف الكفاءات لصالح الشركات الناشئة التي قدمت رواتب مجزية ومزايا مغرية. لكن مع بداية عام 2022، ومع ارتفاع أسعار الفائدة عالميًا نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت معالم تحول اقتصادي كبير في إسرائيل. تراجعت استثمارات التكنولوجيا بسبب نقص التمويل، ما أدى إلى تسريح العديد من الموظفين من شركات الهايتك الناشئة.
في ظل هذه التغيرات، أعادت الصناعة الحربية اكتشاف جاذبيتها، حيث وفرت استقرارًا وظيفيًا ورواتب ثابتة بعيدًا عن تقلبات السوق. ساهمت الحروب المستمرة، سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط، في تسريع هذا الاتجاه. ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، ازدادت حاجة الصناعة الحربية للعمالة بشكل ملحوظ، ما دفع المزيد من الكفاءات للانتقال إلى هذا القطاع الذي يشهد ازدهارًا متواصلًا.

الصناعات الجوية الإسرائيلية تعد أكبر قطاع في الصناعة الحربية، حيث تعمل على تطوير وتصنيع أنظمة الصواريخ والطيران والمنتجات الإلكترونية. خلال الحرب الحالية على غزة ولبنان، برز دورها في تصنيع أنظمة صواريخ “آرو” التي اعترضت صواريخ باليستية أُطلقت من اليمن وإيران. وقد سجلت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية IAI المملوكة للدولة ارتفاعًا بنسبة 13% في إيرادات الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 1.4 مليار دولار، مع بلوغ الطلبيات المتراكمة أعلى مستوى لها عند 22 مليار دولار. يعمل في الشركة نحو 14 ألف موظف، ما يعكس حجم العمليات الضخم الذي تقوم به.
من بين الشركات الأخرى البارزة في هذا القطاع، شركة “رافائيل”، التي تتخصص في تطوير أنظمة حربية متقدمة مثل “القبة الحديدية” و”العصا السحرية”. وقد شهدت الشركة قفزة بنسبة 35% في إيرادات الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت الإيرادات 3.9 مليارات شيكل. كما وصل حجم الطلبيات المتراكمة إلى 59 مليار شيكل، وهو رقم قياسي يعكس الطلب الكبير على منتجات الشركة. توظف “رافائيل” حوالي 10 آلاف موظف، وقامت بتعيين 1500 موظف جديد خلال العام الماضي، ما يعكس التوسع الكبير في عملياتها.
أما شركة “إلبيط”، فهي واحدة من الشركات الدفاعية الرائدة على المستوى العالمي، وتعد الأكبر بين الشركات المدرجة في بورصة تل أبيب. تقوم الشركة بتطوير أنظمة متقدمة في مجالات الإلكترونيات والبصريات والمدفعية والطيران. وتنتج طائرات بدون طيار مثل Hermes 900 وHermes 450، التي تم استخدامها بشكل واسع في العمليات العسكرية الأخيرة. كما حصلت مؤخراً على طلبية بقيمة 200 مليون دولار من وزارة الدفاع لتوريد نظام اعتراض الليزر Magan Or الذي تقوم بتطويره
مقالات ذات صلة: بسبب الضغط الشعبي… بنك باركليز يبيع أسهمه في شركة “إلبيط” الإسرائيلية