الدولار يزداد قوّة منذ الانتخابات الأمريكية واليورو يضعف أمامه… لكن الشيكل ما زال صامدًا!

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

منذ انتهاء الانتخابات الأمريكية الأخيرة، أظهر الدولار الأمريكي صعودًا قويًا مقابل معظم العملات الرئيسية عالميًا. أبرز الخاسرين في هذه المعركة كان اليورو، الذي فقد حوالي 3.5% من قيمته مقارنة بالدولار، ليصل إلى أدنى مستوى له خلال العام عند 1.06 دولار. على النقيض، يُظهر الشيكل استقرارًا نسبيًا، بل حتى ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسابيع الماضية، حيث بلغ سعر صرف الدولار 3.74 شيكل.

dollar

الدولار يواصل الصعود

يُعزى هذا الارتفاع في قيمة الدولار إلى سياسات الرئيس الأمريكي الجديد، التي تهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي وفرض ضرائب جديدة على الواردات. الاقتصاديون يتوقعون استمرار قوة الدولار، وربما وصوله إلى التكافؤ مع اليورو (1 دولار = 1 يورو) في الأشهر المقبلة. مثل هذا التكافؤ شوهد آخر مرة قبل عامين في ظل مخاوف من الركود وغزو روسيا لأوكرانيا.

وفقًا لتقديرات “جورج سرافيلوس”، رئيس قسم أبحاث العملات في دويتشه بنك، إذا نُفذت السياسات الأمريكية الجديدة بشكل كامل، فقد ينخفض اليورو إلى أقل من دولار، ربما إلى 0.95 دولار أو أقل. هذا السيناريو قد يدفع الدولار إلى مستويات قياسية جديدة.

اليورو في مأزق

يعاني اليورو من ضغوط إضافية بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، والتي تصاعدت مؤخرًا مع إطلاق أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى داخل روسيا، مما زاد المخاوف من استخدام الأسلحة النووية. في ظل هذه التوترات، يتجه المستثمرون نحو العملات الآمنة مثل الدولار.

من ناحية أخرى، تتوقع تقارير “جولدمان ساكس” أن يظل الدولار قويًا لفترة طويلة بسبب احتمالات فرض رسوم جمركية أمريكية وسياسات مالية توسعية. بالمقابل، تتراجع توقعات انتعاش اليورو نتيجة ضعف الاتحاد الأوروبي أمام الأزمات التجارية وخفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة، بينما يبقي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة مرتفعة.

لكن، رغم تراجع اليورو، قد تكون ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من بين المستفيدين. مع انخفاض قيمة اليورو، تصبح الصادرات الألمانية، مثل السيارات ومنتجات التكنولوجيا والصناعة، أرخص في الأسواق العالمية وأكثر جاذبية للمشترين. هذه النقطة تحديدًا تأتي في وقت مناسب، حيث تواجه ألمانيا تباطؤًا اقتصاديًا مرتبطًا بتراجع الطلب في الأسواق الصينية، التي تُعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لها.

الشيكل: استقرار وسط العاصفة

بينما يعاني معظم العملات الرئيسية من تراجع أمام الدولار، يواصل الشيكل إظهار مرونة نسبية. وفقًا لـ”كوبي ليفي”، رئيس قسم استراتيجيات الأسواق في بنك “لئومي” في تصريحه لموقع غلوبس، فإن الشيكل يستفيد من تحسن المعنويات الاقتصادية في إسرائيل. هذا التحسن يُظهر نفسه من خلال انخفاض هوامش عوائد السندات الإسرائيلية، واعتدال علاوة المخاطر، وارتفاعات في البورصة المحلية. كما أن التوقعات بشأن التضخم في إسرائيل للعام المقبل بدأت بالاعتدال.

رغم ذلك، يشير ليفي إلى أن استمرار استقرار الشيكل يعتمد بشكل كبير على تطورات الوضع الأمني في المنطقة. أي تحسن كبير في الأوضاع الأمنية، مثل انتهاء الحرب، قد يدفع الشيكل لمزيد من الصعود. لكن لأنّ الأسواق قد بدأت بالفعل بتوقع تحسن الأوضاع الأمنية، فإنّ توقف الحرب لن يؤدي إلى زيادة كبيرة في قوة الشيكل.

مقالات ذات صلة: يهدد استقرار الشيكل… بنك إسرائيل يحذر من تدفق الاستثمار في مؤشر S&P 500

مقالات مختارة

Skip to content