هل سيكون انتصار ترمب وماسك نقطة تحول في منصة X تدفع المستخدمين لتركها بالفعل؟ وإذا لم يحدث ذلك، فما الذي يعنيه هذا عنا كمستخدمين؟
مع الانتصار المدوي لدونالد ترمب وإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية كرئيس للولايات المتحدة، هناك فائز آخر كبير – إيلون ماسك. الملياردير الغريب الأطوار والمثير للجدل الذي أثار عاصفة عندما اشترى تويتر وحوّله إلى منصة سموم ضخمة تحمل اسم X، راهن بكل أوراقه على ترمب – وربح بشكل كبير.
الآن، ماسك ليس فقط مالك شركات تكنولوجية مبتكرة مثل “تسلا”، و”سبيس إكس”، و”ستارلينك”، ولا فقط المشرف الأعلى على منصة تواصل مؤثرة، بل سيتولى أيضًا دورًا رسميًا في إدارة ترمب لتنفيذ “إصلاحات” حكومية: وهو فصل كل من عارض ترمب وسياساته.
ماذا يعني ذلك لمنصة X؟
خلال الأسبوع الماضي، أعلنت مواقع وأقسام التكنولوجيا في الولايات المتحدة (وإسرائيل) عن موجة من هجرة المستخدمين من X إلى منصات أخرى – أبرزها تطبيق “بلوسكاي” Bluesky اللامركزي الذي أسسه فريق من موظفي تويتر السابقين. صحيفة الغارديان البريطانية المؤثرة أعلنت وقف نشر محتواها على X، كما أعلنت العديد من المنظمات والناشطين والأكاديميين انسحابهم علنًا من المنصة، التي تُعتبر الآن منصة يمينية متطرفة تعج بخطاب الكراهية، المعلومات المضللة، والمحتوى الجنسي.
بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى ماسك كمن غيّر خوارزميات المنصة لتُبرز محتوى يهمه ويروج لأجنداته، بما في ذلك دعم حملة ترمب، ونظريات المؤامرة، وسرديات اليمين المحافظ. باتت منصة X ملعبًا شخصيًا لماسك، حيث أصبح المستخدمون مجرد بيادق في لعبته.
هل الهجرة من X حقيقية؟
تكررت هذه السيناريوهات سابقًا. عند استحواذ ماسك على تويتر وتغيير اسمه وسياسات محتواه، شهدنا تصريحات مشابهة عن هجرات جماعية. في ذلك الوقت، أعلنت العديد من الشركات وقف الإعلانات على X، وبرزت شبكة “ماستودون” Mastodon كبديل رئيسي. لكن اليوم، “ماستودون” أصبحت شبه خالية.
ماذا عن المنافسين الجدد؟
حظي تطبيق “بلوسكاي” بشعبية كبيرة مؤخرًا مع انضمام مليون مستخدم جديد في غضون 24 ساعة فقط. وفي المقابل، حققت X أيضًا أرقامًا قياسية في عدد الزوار. يبدو أن كل “خطوة تدمير” يقوم بها ماسك تزيد من شهرة المنصة وتجعلها محط أنظار.
إلى جانب “بلوسكاي”، هناك منصة “ثريدز” Threads التابعة لشركة “ميتا”، والتي استقطبت أكثر من 275 مليون مستخدم بفضل ارتباطها بـ”إنستغرام”. لكن تبقى الأسئلة قائمة: هل ستستمر X رغم الجدل؟ وهل ستنجح بدائلها في استقطاب قاعدة جماهيرية دائمة؟
أثر المنصات الاجتماعية علينا
يبدو أن منصات التواصل مثل X ليست “ساحات عامة” محايدة، بل أقرب إلى مراكز تسوق عملاقة، مصممة لدفعنا نحو استهلاك الإعلانات والمنتجات. ومع ذلك، عوضًا عن اتخاذ قرار واعٍ بمغادرتها كما نفعل مع المتاجر الرديئة، نبقى عالقين بها بسبب طبيعتها الإدمانية وخوارزمياتها التي تستغل مشاعرنا.
إذا استمرت X في النجاح، رغم تحولها إلى منصة مسيّسة وسامة، فهذا يعكس مشكلة في سلوكنا كمستخدمين. في ظل الحرب والانقسامات الاجتماعية في إسرائيل وغيرها، استمرار النقاشات العامة عبر منصة تروج محتوى أحاديًا وسامًا سيؤدي إلى تدهور جودة المعلومات التي نبني عليها آرائنا وشوؤننا العامة.
منصة X ليست مساحة عامة أو آمنة. إنها ملعب خاص لشخص لا يهتم بمصلحة العامة. حان الوقت لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كنا نريد أن نكون جزءًا من لعبته الخطيرة، بغض النظر عن البدائل المتاحة.
*تم نشر المقال بالعبرية في موقع “העין השביעית”
* المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة موقع وصلة للاقتصاد والأعمال