نقل موقع غلوبس أن قطاع الطيران الإسرائيلي ما زال يعاني من تبعات الأزمة الأمنية، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان حيز التنفيذ. الاتفاق، الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يومًا واستبدالها بقوات الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)، يهدف إلى تهدئة الجبهة الشمالية، لكنه لم يبدد مخاوف شركات الطيران الأجنبية التي تواصل تعليق رحلاتها إلى إسرائيل.
أزمة مستمرة في حركة الطيران
أكثر من 100 شركة طيران كانت تعمل في مطار بن غوريون قبل الأزمة الأخيرة، بينما يعمل اليوم أقل من 20 شركة فقط. شركات كبرى مثل الخطوط الفرنسية (AirFrance) والطيران الأوروبي (Air Europa) أعلنت تمديد تعليق رحلاتها حتى نهاية العام، مشيرة إلى عدم استقرار الأوضاع في إسرائيل. وفضلت هذه الشركات الانتظار لرؤية مدى استدامة وقف إطلاق النار قبل اتخاذ قرار العودة، خصوصًا مع تضرر القطاع بشكل كبير خلال الـ14 شهرًا الماضية.
شركات الطيران الأجنبية تعزو حذرها إلى تهديدات أمنية محتملة، خاصة مع قدرة الصواريخ على الوصول إلى وسط إسرائيل. رغم ذلك، فإن العديد من العاملين في قطاع السياحة، يعتبرون أن الاتفاق يشكل خطوة إيجابية لإعادة الثقة بين الشركات العالمية وإسرائيل، لكن العودة ستكون تدريجية ولن تحدث قبل حلول فصل الصيف على الأقل، خاصة أنّ موسم الشتاء يعتبر موسمًا ضعيفًا لشركات الطيران مقارنة بالصيف.
خيارات محدودة وارتفاع أسعار التذاكر
مع انسحاب العديد من الشركات الأجنبية، ازدادت صعوبة السفر إلى الولايات المتحدة، حيث أصبحت شركة الـ-عال المهيمنة الوحيدة على خطوط الطيران بين إسرائيل وأميركا. هذا الاحتكار أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار التذاكر، مع قفز بعض التذاكر ذهابًا وإيابًا إلى نيويورك إلى 7,200 دولار في درجة رجال الأعمال.
الحكومة الإسرائيلية أعلنت عن خطط لتخفيف الأزمة، منها استئجار طائرات أوروبية لتسيير رحلات إلى الولايات المتحدة تحت مظلة شركات إسرائيلية مثل يسرائير. ومع ذلك، تواجه هذه الخطة عوائق قانونية، مثل مطالب شركات الطيران بتعليق قانون خدمات الطيران المتعلق بتعويض المسافرين عن إلغاء الرحلات نتيجة الأوضاع الأمنية.
مبادرة “تك إير” Tech Air للسفر إلى نيويورك
من جهة أخرى، أطلق قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي مبادرة “تك إير” لتوفير رحلات جوية مخصصة إلى نيويورك. المبادرة تهدف إلى تسهيل سفر العاملين في قطاع التكنولوجيا الذين يعتمدون على التنقل بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها تواجه تحديات تشغيلية ومالية، حيث تتطلب تأمين 35% من الحجوزات على الأقل قبل بدء العمليات.
على الرغم من أن أسعار المبادرة مرتفعة نسبيًا، مع تذاكر تبدأ من 1,350 دولارًا في الدرجة الاقتصادية، فإنها قد تكون خيارًا جذابًا لمن يبحث عن مقاعد مؤكدة في ظل الازدحام الحالي. ومع ذلك، يواجه المشروع تحديات في توفير رحلات كافية إلى وجهات مختلفة داخل الولايات المتحدة، خاصة الساحل الغربي، حيث تتركز غالبية نشاطات قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي.
في ظل استمرار غياب الشركات الأجنبية وتحديات تلبية الطلب المتزايد، يبدو أن قطاع الطيران الإسرائيلي بحاجة إلى حلول طويلة الأمد. وقف إطلاق النار مع لبنان قد يكون بداية إيجابية، لكنه لن يغير الواقع سريعًا، خصوصًا مع الحاجة إلى استعادة ثقة شركات الطيران العالمية في استقرار الأوضاع الأمنية.
مقالات ذات صلة: بسبب الدعاوى القضائية وقانون خدمات الطيران… “يسرائير” توجّه رسالة غاضبة إلى الحكومة