في مؤتمر عُقد في تل أبيب حول الرقابة على البنوك، وجه محافظ بنك إسرائيل، البروفيسور أمير يارون، انتقادات حادة للبنوك في البلاد، مشيرًا إلى أن القطاع المصرفي يعاني من نقص في التنافسية، ما يؤدي إلى ربحية عالية للبنوك على حساب الجمهور. وقال يارون: “الربحية المرتفعة للبنوك تعتمد بشكل كبير على الأرصدة الضخمة التي يحتفظ بها الجمهور في حساباتهم الجارية، والتي تُستخدم كمصدر تمويل منخفض التكلفة للبنوك، دون تقديم عائد مناسب للعملاء”.
وأضاف أن الفجوة بين رفع البنوك للفائدة على القروض مقارنةً بالفائدة المنخفضة على التوفيرات (الودائع) تضر بثقة الجمهور. وأوضح: “الثقة في النظام المصرفي لا تقتصر على ضمان أمان التوفيرات (الودائع)، بل تشمل أيضًا الإنصاف في التعامل مع العملاء وتعظيم فوائد مدخراتهم وتوفيراتهم، وهو أمر أساسي للحفاظ على سمعة واستقرار النظام المصرفي على المدى الطويل”.
توجيهات لتحسين خدمات العملاء
أعلن المحافظ أن بنك إسرائيل قد وجه البنوك إلى تقديم خطط ملموسة لتحسين خيارات العملاء لاستثمار أموالهم في برامج توفيرية تحمل فوائد أعلى. وقال يارون: “سنصرّ على رؤية نتائج حقيقية لصالح العملاء، وإذا لم نلمس تحسنًا ملموسًا، سنبحث اتخاذ خطوات إضافية”.
كما أشار إلى مبادرات تهدف إلى تعزيز المنافسة في القطاع المصرفي، من بينها منح تراخيص مصرفية مخصصة لجعل السوق أكثر انفتاحًا للاعبين جدد. وأكد: “بنك إسرائيل يسعى لتسهيل دخول جهات مالية جديدة، مثل شركات بطاقات الائتمان، من خلال تراخيص تتيح لها توسيع نشاطها لتشمل جمع التوفيرات”.
التحذير من التدخل التشريعي
انتقد يارون المقترحات التشريعية التي تهدف إلى فرض قيود على تحديد الفوائد أو إلزام البنوك بتقديم حد أدنى من الفائدة على التوفيرات. وقال إن مثل هذه التدخلات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مثل تقليص قدرة البنوك على إدارة المخاطر بكفاءة وتقديم قروض للمجتمع.
كما حذر من قوانين تمنع البنوك من الامتثال للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على جهات محددة، موضحًا: “مثل هذه القوانين تعرض البنوك الإسرائيلية لمخاطر جسيمة، مما قد يضر باستقرارها وبثقة المستثمرين الدوليين”.
دعوة للجمهور إلى التحرك ومخاطر العصر الرقمي
لم تخلُ تصريحات يارون من توجيه الانتقاد إلى الجمهور، داعيًا العملاء إلى الاستفادة من المعلومات المتاحة لمقارنة أسعار الفوائد بين البنوك المختلفة. وقال: “على العملاء أن يكونوا أكثر نشاطًا في تحدي البنوك باستخدام البيانات المنشورة، وهذا أمر ضروري لتحفيز التنافسية”.
تطرق المحافظ أيضًا إلى المخاطر المرتبطة بالعصر الرقمي، محذرًا من ظاهرة “الهروب الجماعي إلى البنوك” التي قد تهدد النظام المصرفي بأكمله في حال فقدان الثقة. وأكد أن الحفاظ على ثقة الجمهور يمثل شرطًا أساسيًا لاستقرار النظام المصرفي.
أرقام قياسية وأرباح عالية
تأتي هذه التصريحات في ظل تحقيق البنوك الإسرائيلية الكبرى أرباحًا قياسية، حيث سجلت خمسة بنوك كبرى صافي أرباح بلغ 7.4 مليار شيكل في الربع الثالث من العام، بزيادة قدرها 27%. ومع ذلك، يرى يارون أن هذه الأرباح لا تُترجم إلى فوائد عادلة للجمهور، وهو ما يستوجب تغييرات جذرية في سياسات البنوك لتحقيق توازن أفضل بين مصلحة العملاء والربحية.
ختامًا، أكد يارون أن النظام المصرفي في إسرائيل بحاجة إلى إصلاحات هيكلية عميقة لتعزيز التنافسية وضمان عدالة أكبر في التعامل مع العملاء، مشيرًا إلى أن بنك إسرائيل سيواصل مراقبة الوضع ودفع البنوك نحو تقديم خدمات أفضل وأكثر شفافية.
مقالات ذات صلة: بنك لئومي يحقق أرباحًا كبيرة بقيمة 2.3 مليار شيكل في الربع الثالث