بين Black Friday و”Cyber Monday”: الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل السوق… وتوقعات بمبيعات تتجاوز 300 مليار دولار!

في إسرائيل، يواجه المستهلكون وضعًا مختلفًا. ورغم وقف إطلاق النار مع لبنان، إلا أن الحرب في غزة والضغوط الاقتصادية المستمرة، مثل رفع الضرائب المتوقع، تثير القلق. التوقعات برفع الضرائب قد تدفعهم إلى تسريع قرارات الشراء، خصوصًا للسلع التي يخططون لاقتنائها لاحقًا"
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

يبدو أنّ موسم التسوق في نوفمبر، الذي يصل ذروته بين “بلاك فرايداي” (Black Friday) غدًا الجمعة، و”سايبر مانداي” (Cyber Monday) في 2 نوفمبر، يشهد هذا العام تحولًا كبيرًا في عالم التجزئة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية للتغيير في تجربة التسوق الإلكتروني. تشير التوقعات إلى أن مبيعات هذه الفترة ستحقق إيرادات عالمية تبلغ 311 مليار دولار، منها 75 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.

black friday

الذكاء الاصطناعي في طليعة المشهد

أوضح تقرير حديث من شركة سيلزفورس نُشِرَت تفاصيله في موقع غلوبس، أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية أصبح واقعًا يغير قواعد اللعبة. منذ أكتوبر الماضي، زادت القيمة المتوسطة للطلبات بنسبة 7% لدى المتاجر التي اعتمدت على وكلاء ذكاء اصطناعي، مقارنةً بتلك التي لم تستخدمها. تُستخدم هذه الأدوات لتقديم توصيات مخصصة، عروض مستهدفة، ودعم العملاء بذكاء أكثر.

ليران شيكتر، نائب رئيس حلول الرقمية في سيلزفورس إسرائيل، قال لغلوبس: “الوكلاء الافتراضيون يعملون كمساعدين شخصيين رقميين، يساعدون العملاء في العثور على ما يبحثون عنه بدقة، ويوفرون للتجار طرقًا مبتكرة لتقديم خدمات مخصصة”.

تخفيضات وعادات شرائية

مع المنافسة المتزايدة بين المتاجر وارتفاع تكاليف المعيشة، زادت عمق التخفيضات (التنزيلات) هذا العام إلى مستويات قياسية. بلغت نسبة التخفيضات في الأسبوع الأول من نوفمبر 20%، ومن المتوقع أن تصل إلى متوسط 28% عالميًا، و30% في الولايات المتحدة. المنتجات الأكثر جذبًا تشمل مستحضرات التجميل، الأحذية الرياضية، وحقائب السفر.

أما على صعيد التكنولوجيا، فقد أظهرت الإحصائيات أن 70% من المبيعات تتم عبر الهواتف المحمولة، ما يعكس الاتجاه المستمر نحو التسوق الرقمي. ومع ذلك، هذا الرقم يُظهر انخفاضًا عن العام الماضي، حيث كانت النسبة 79%.

black friday 1

التأثيرات الاقتصادية والسياسية

في الولايات المتحدة، جاءت فترة التسوق بعد استقرار نسبي عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية، ما يعزز ثقة المستهلكين ويزيد من الإنفاق. وفقًا للدكتورة تالي تاني-هاري، رئيسة قسم الدراسات العليا في كلية إدارة الأعمال بمركز بيرس الأكاديمي، فإن “الشعور بالاستقرار الاقتصادي يعزز قرارات الشراء لدى المستهلكين. مع استجابة الأسواق بشكل إيجابي لنتائج الانتخابات، يبدو أن الأمريكيين يشعرون بتفاؤل بشأن مستقبلهم الاقتصادي”.

أما في إسرائيل، فيواجه المستهلكون وضعًا مختلفًا. ورغم وقف إطلاق النار مع لبنان، إلا أن الحرب في غزة والضغوط الاقتصادية المستمرة، مثل رفع الضرائب المتوقع، تثير القلق. تشير الدكتورة تاني-هاري إلى أن “التوقعات برفع الضرائب قد تدفع الإسرائيليين إلى تسريع قرارات الشراء، خصوصًا للسلع التي يخططون لاقتنائها لاحقًا”.

تغييرات عميقة في سوق التجزئة

مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وزيادة الاعتماد عليها، يبدو أن تجربة التسوق التقليدية تتغير بشكل جذري. دخول أدوات مثل الوكلاء الافتراضيين في عالم التسوق الرقمي يعزز من التخصيص ويساعد التجار على تحسين عملياتهم. في المقابل، قد تمثل التخفيضات الكبيرة فرصة للمستهلكين للاستفادة من موسم التسوق وسط تحديات اقتصادية.

ختامًا، يظهر موسم التسوق في نوفمبر كمؤشر على مستقبل سوق التجزئة العالمي، حيث تتشابك التكنولوجيا مع الاقتصاد لخلق تجربة تسوق مختلفة تمامًا عما اعتدنا عليه.

مقالات ذات صلة: لحّق حالك إنّه Black Friday… لكن هل حقًا تحتاج إلى كلّ هذه المشتريات؟

مقالات مختارة

Skip to content