مع إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب عن تعيين مسعد بولس، رجل الأعمال الأمريكي اللبناني، مستشارًا رفيعًا للشؤون العربية والشرق الأوسط، تتجه الأنظار إلى شخصية تجمع بين الروابط العائلية، والتأثير الاقتصادي، والعلاقات السياسية. تعيين بولس يسلط الضوء على استراتيجيات ترمب المبتكرة لإعادة تشكيل العلاقات الأمريكية في الشرق الأوسط، مستفيدًا من خبرة بولس الواسعة وشبكة علاقاته في المنطقة.
الرحلة الأكاديمية والتجارية: من القانون إلى ريادة الأعمال
ولد مسعد بولس في لبنان، حيث انطلق إلى عالم التعليم بدراسة القانون في ولاية تكساس الأمريكية. بعد حصوله على شهادته، عمل في المحاماة لفترة، قبل أن يتجه إلى ريادة الأعمال. في نيجيريا، أسس بولس شركة SCOA Nigeria، وهي شركة متخصصة في تجارة المركبات وقطع الغيار. نجح في بناء إمبراطورية تجارية ذات تأثير قوي في غرب إفريقيا، مما عزز مكانته كأحد أبرز رجال الأعمال اللبنانيين في المهجر.
إلى جانب نشاطه التجاري، يتمتع بولس بعلاقات واسعة تمتد بين الولايات المتحدة، نيجيريا، ولبنان. وقد ساهمت خبرته التجارية وعلاقاته المتنوعة وقربه من أسرة ترمب في تطوير رؤية متكاملة تجمع بين المصالح الاقتصادية والسياسية، ما جعله المرشح الأمثل لدور مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط.
العلاقة العائلية ودورها في تعزيز النفوذ السياسي
في عام 2022، تزوج ابنه، مايكل بولس، من تيفاني ترمب، ابنة الرئيس المنتخب. هذا الارتباط العائلي أضاف طبقة جديدة من الثقة بين بولس وترمب، ما مهد الطريق لتعيينه في منصب حساس خلال ولاية ترمب الثانية.
ويبدو أنّ ثقة ترمب بأفراد العائلة قبل غيرهم، ستلعب دورًا محوريًا في فترة رئاسته القادمة، خصوصًا مع تعيين شخصيات أخرى من المحيط العائلي، مثل تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر، سفيرًا للولايات المتحدة لدى فرنسا.
دور بارز في حشد التأييد العربي لدونالد ترمب
برز مسعد بولس كأحد الفاعلين الرئيسيين في حملة ترمب الانتخابية لعام 2024. ركز جهوده على حشد الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، حيث تتركز أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة.
خلال الحملة، عمل بولس على تعديل خطاب ترمب ليكون أكثر شمولية ويستهدف الناخبين من خلفيات متنوعة. وقد صرح في مقابلة مع قناة “الحرة” أنه أجرى تغييرات على خطاب ترمب في مؤتمر الحزب الجمهوري ليعكس رسالة موحدة تجمع الجمهوريين والأمريكيين.
وقد أشاد ترمب بدور بولس، واصفًا إياه بـ”محامٍ بارع وصانع صفقات يحظى بالاحترام”، وأكد على التزامه بالسلام في الشرق الأوسط، خصوصًا مع حفاظه على علاقات سياسية في لبنان، حيث سبق أن ترشح للبرلمان اللبناني عام 2018. وعلى الرغم من عدم فوزه، فإن ترشحه أتاح له فرصة لتعزيز مكانته السياسية والتواصل مع مختلف الأطياف اللبنانية المتعارضة، من حزب الله إلى القوات اللبنانية.
جسر دبلوماسي بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية
خلال الأشهر الأخيرة، لعب بولس دورًا حيويًا كحلقة وصل بين ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس. أفادت مصادر أمريكية وفلسطينية أن بولس كان القناة الرئيسية للتواصل بين الجانبين. قام بتنسيق أول اتصال هاتفي بين عباس وترمب بعد إعادة انتخاب الأخير، كما حمل رسالة شخصية من عباس إلى ترمب عقب محاولة اغتياله في يوليو الماضي.
في مقابلات إعلامية عديدة، أبرز بولس موقفه الداعم للسلام في الشرق الأوسط. أشار إلى أن الوضع المأساوي في غزة يمثل أولوية قصوى للإدارة القادمة. كما أكد أن ترمب، “الرئيس الوحيد الذي لم يبدأ أي حروب”، يخطط لإطلاق مبادرة سلام شاملة.
صرح بولس لقناة “LBCI News” اللبنانية أن الجهود الدبلوماسية لتحقيق السلام ستبدأ فور تولي ترمب منصبه. كما أشار إلى أهمية التعاون بين الولايات المتحدة ودول المنطقة لإعادة بناء غزة وتعزيز الاستقرار في لبنان.
مقالات ذات صلة: “الحرب” القادمة مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين… ترمب “يضرب” الصين عبر المكسيك