شهد الشيكل استمرارًا في مكاسبه أمام العملات الأجنبية، بعد سلسلة من التحركات الإيجابية التي بدأت مع توقيع الاتفاق في لبنان. مع بداية الأسبوع في سوق العملات الأجنبية، سجل الدولار انخفاضًا بنسبة 0.5% ليصل إلى مستوى 3.56 شيكل، وهو أدنى مستوى له منذ مارس الماضي. كما تراجع اليورو بنسبة مشابهة ليُتداول عند 3.76 شيكل.
عالميًا، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.2% ليصل إلى 105.9 نقطة. في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.1% ليُسجل 1.058 دولار، بينما زاد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.277 دولار.
بحسب العديد من الخبراء الاقتصاديين، فإن “القوة المستمرة للشيكل تدعم انخفاض معدل التضخم، حتى مع إعلان بعض شركات الأغذية عن زيادات في أسعار منتجاتها”. وأضافوا أن الشيكل قد حقق مكاسب بنسبة 7.6% أمام سلة العملات منذ الأسبوع الأخير من سبتمبر، وزاد بنسبة 1.2% في الأسبوع الماضي فقط.
ويتوقع العديدمن الخبراء أيضًا أن يستجيب بنك إسرائيل لهذا الأداء القوي من خلال خفض أسعار الفائدة، إما في نهاية الربع الأول أو بداية الربع الثاني من العام المقبل. هذا التوقع يعزز من الرؤية بأن الانتعاش الحالي للشيكل قد يُترجم إلى سياسة نقدية أكثر ليونة.

وفي تعليقه على الموضوع، صرّح عبد القادر مرعي، مدير عام شركة فيوتشر من مجموعة الفنيكس، لوصلة: “لا شكّ أنّنا نستطيع ملاحظة انخفاض الدولار في الآونة الأخيرة، مع توقعات بانفخاض أكبر ليصل إلى 3.3 شيكل بحسب الوكالات المالية العالمية. السبب الأساسي في ذلك هو الهدوء النسبي في العمليات العسكرية خاصّة مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، إضافة إلى تحسّن الوضع الاقتصادي. هدوء الحرب سيؤدي إلى تنشيط الأسواق وعودة المستثمرين من خارج البلاد إلى الاستثمار فيها، وهو ما سيساهم بشكلٍ كبير في انخفاض الدولار أمام الشيكل”.
وأضاف مرعي: “لكن، كلّ ذلك غير مضمونٍ بعد. فإذا عادت التعديلات القضائية التي بدأت في عام 2022 و2023، أو توسّعت الحرب إلى جبهات جديدة خاصة مع إيران، فإنّنا سنشهد ارتفاعًا في الدولار على حساب الشيكل“.
مقالات ذات صلة: شتراوس سترفع أسعار منتجاتها بنسبة 18% في العام الجديد