في أعقاب السابع من اكتوبر: تراجع ملحوظ في نسبة النساء العربيات في سوق العمل

أكثر من 33% من النساء العربيات أبلغن عن انخفاض ساعات العمل خلال الحرب، ما يعكس غياب الاستقرار الاقتصادي. كما كانت النساء العاملات في القطاعات غير المستقرة، مثل البيع بالتجزئة والخدمات، الأكثر تضررًا نتيجة توقف هذه القطاعات بشكل شبه كامل خلال فترة الحرب.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

أظهر بحث جديد أجرته مؤسسة “فريدريش إيبرت” أن حرب السابع من أكتوبر تركت تأثيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة على النساء العربيات في إسرائيل، حيث ارتفعت نسبة البطالة بينهن بمعدل 5%. وأشارت البيانات إلى انخفاض نسبة النساء العربيات العاملات من 46% قبل الحرب إلى 41% بعدها، نتيجة تأثيرات مباشرة مثل إغلاق قطاعات اقتصادية، تقليص الوظائف، وزيادة الأعباء الأسرية.

وفقًا للتقرير الذي أعدّته الباحثات هداس بن إلياهو، ياعيل حسون، ونوغا دغان-بوزاغلو، عانت النساء العربيات بشكل خاص من هذه التداعيات بسبب هشاشة أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية. أكثر من 33% من النساء العربيات أبلغن عن انخفاض ساعات العمل خلال الحرب، ما يعكس غياب الاستقرار الاقتصادي. كما كانت النساء العاملات في القطاعات غير المستقرة، مثل البيع بالتجزئة والخدمات، الأكثر تضررًا نتيجة توقف هذه القطاعات بشكل شبه كامل خلال فترة الحرب.

Screenshot 2024 12 09 145301
إحصاءات من البحث الذي أجرته مؤسسة “فريدريش إيبرت”

تراجع تمثيل النساء في مراكز القرار والخدمات لهم

لم تقتصر تداعيات الحرب على الاقتصاد فقط، بل امتدت إلى تمثيل النساء عمومًا في مواقع صنع القرار. فقد انخفض عدد النائبات في الكنيست إلى 29، فيما كانت نسبة النساء المشاركات في لجان الطوارئ الحكومية محدودة للغاية، ما أدى إلى تجاهل قضايا النساء واحتياجاتهن في التخطيط والسياسات الوطنية المرتبطة بالحرب.

إلى جانب ذلك، أشار البحث إلى تصاعد العنف ضد النساء خلال الحرب نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وهي ظاهرة وصفها التقرير بـ”الجائحة الظلّية”. وأظهرت النتائج أن النساء عانين بشكل مضاعف من غياب الدعم الكافي وتزايد معدلات العنف الأسري.

رصد البحث نقصًا ملحوظًا في الخدمات الاجتماعية والصحية المقدمة للنساء، خاصة في مجالات الصحة النفسية والدعم الأسري، مع تأكيد الحاجة إلى تطوير برامج موجهة خصيصًا للنساء المتضررات، لا سيما في المجتمعات العربية التي تواجه تحديات مضاعفة بسبب محدودية الموارد.

Screenshot 2024 12 09 145437
إحصاءات من البحث الذي أجرته مؤسسة “فريدريش إيبرت”

مقارنة مع النزاعات الدولية الأخرى

قارنت الدراسة بين تأثير الحرب في إسرائيل وتأثير الحرب بين روسيا وأوكرانيا على النساء. أظهرت الحربان تشابهات في فقدان الوظائف وزيادة الأعباء الأسرية، إلا أن أوكرانيا شهدت جهودًا لتعزيز دور النساء في عمليات السلام والمساعدات الإنسانية، في حين أظهرت إسرائيل تهميشًا واضحًا للنساء في مواقع صنع القرار.

كما تأثرت النساء في أوكرانيا بالنزوح والتهجير القسري، بينما عانت النساء العربيات في إسرائيل بشكل أساسي من تداعيات اقتصادية واجتماعية دون التهجير.

توصيات لمعالجة الفجوات

دعت الباحثات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف تأثير الحرب على النساء، من بينها زيادة تمثيل النساء في مواقع صنع القرار، توفير برامج تدريبية لتعزيز فرص العمل، ودعم الصحة النفسية والاجتماعية للنساء المتضررات.

وأكدت التوصيات على ضرورة صياغة سياسات تأخذ في الحسبان الفجوات الجندرية لتحقيق المساواة وتخفيف التحديات في أوقات الأزمات.

مقالات ذات صلة: النساء تحتل ثلث الوظائف في الهايتك الإسرائيلي، 1% فقط من النساء العربيات العاملات يعملن فيه

مقالات مختارة

Skip to content