عشرات المليارات و200 طن من الذهب: بينما كان شعبه يموت جوعًا – جمع الأسد ثروات ضخمة

على مدى سنوات، جمع الديكتاتور بشار الأسد وعائلته ثروة ضخمة، حيث استخدموا شركات من جميع القطاعات لغسل الأموال من أنشطة غير قانونية. وفقًا للتقديرات، تُحتفظ أصولهم في روسيا، هونغ كونغ، وملاذات ضريبية أخرى. وفي أوقات السلم، امتلك أفراد العائلة وأصدقاء مقربون 60%-70% من أصول الدولة.
أيقون موقع وصلة Wasla
رونيت دومكاه
The Marker
458171012 1065305298287623 522262294615848911 n
الرئيس السابق برفقة زوجته أسماء الأخرس وأبنائهما- مصدر الصورة: صفحة أسماء الأسد الرسمية على فيسبوك

يُظهِر مقطع فيديو نُشر على موقع إكس (تويتر سابقًا) مستودعًا للسيارات الفاخرة، ووفقًا لقناة Open Source Intel التي نشرت الفيديو، فإن السيارات تعود لبشار الأسد، الديكتاتور الذي سقط نظامه صباح الأحد.

في الفيديو، الذي تم تصويره من داخل سيارة تتحرك ببطء داخل المستودع، تظهر موديلات فاخرة من السيارات “من النوع المفضل لدى الطغاة”، وفقًا لمصدر مطّلع. من بين السيارات الظاهرة، توجد مرسيدس 600 من الستينيات، ولامبورغيني كونتاش، وفيراري، وسيارات ليموزين مصفحة. قرب نهاية الفيديو، تظهر سيارة أودي تحمل لوحة تسجيل من دمشق.

إذا كان هذا المستودع الفاخر بالفعل يعود لعائلة الأسد، كما يُزعم، فلن يكون ذلك مفاجئًا. لم يكن فقط باسل، شقيق بشار الأكبر، من عشاق السيارات الفاخرة المعروفين والذي توفي في حادث سيارة في الولايات المتحدة عام 1994، بل خلال سنوات حكم حافظ وبشار الأسد، جمعت العائلة ثرواتٍ كبيرة وعاشت بأسلوب حياة فخم، من خلال السيطرة في الغالب على الخزينة العامة لسوريا.

كان لبشار وأسماء الأسد علاقات وثيقة مع كبرى الشركات في سوريا، حيث استخدموا شركات من جميع القطاعات لغسل الأموال من أنشطة غير قانونية وتحويل الأموال لدعم النظام.

من الصعب تقدير حجم الأصول التي تمتلكها عائلة الأسد، لأن هذه الأصول محفوظة في روسيا، وفي هونغ كونغ، إضافة إلى ملاذات ضريبية أخرى، بهدف تقليل المخاطر والتهرب من العقوبات، وفقًا لبيانات شركة الاستخبارات “إلاكو” التي نُشرت في صحيفة “الغارديان” قبل أكثر من عقد.

وفقًا لتقديرات “إلاكو”، خلال أوقات السلم، كانت العائلة وأقرباؤها المقربون يمتلكون بين 60% و70% من أصول الدولة، بدءًا من الأراضي والمصانع وصولًا إلى محطات الطاقة وتراخيص التصدير.

Rifaathafezassad
حافظ الأسد وشقيقه رفعت الأسد عام 1980- المصدر: ويكيميديا

بحسب تقرير نُشر العام الماضي في صحيفة سعودية استند إلى تقديرات الاستخبارات البريطانية، فإن لدى الأسد 200 طن من الذهب، و16 مليار دولار، و5 مليارات يورو – أي ما مجموعه حوالي 34 مليار دولار، وهو ما يعادل ميزانية سوريا بالكامل لمدة سبع سنوات.

وزارة الخارجية الأمريكية نشرت قبل عامين تقديرًا أكثر تحفظًا، يفيد بأن ثروة عائلة الأسد تتراوح بين مليار إلى ملياري دولار. ومع ذلك، أشار خبراء في الشأن السوري إلى أن هذه التقديرات غير دقيقة، حيث أن التقرير ذاته قدّر أصول رامي مخلوف، ابن خال الأسد، بأكثر من 5 مليارات دولار.

هذه الأصول انتقلت إلى ملكية الدولة، أي إلى بشار الأسد، بعد أن تمت إقالة واعتقال رامي مخلوف، الذي كان أحد أغنى رجال سوريا ومول بشكل كبير الحرب ضد المتمردين، وذلك على خلفية نزاع تجاري مع أسماء الأسد، زوجة الرئيس.

أسماء الأسد، وفقًا للتقرير، تمتلك أصولًا تقدر بمئات ملايين الدولارات من خلال سيطرتها على جمعية “البستان الخيرية”، التي تمثلها في شركة “سيريتل”، أكبر شركة اتصالات في سوريا. كما كان لها تأثير كبير على اللجنة الاقتصادية التي أدارت الأزمة الاقتصادية المستمرة في سوريا، حيث اتخذت قرارات تتعلق بدعم الغذاء والوقود، التجارة، وقضايا العملات الأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، أسست أسماء الأسد شركة الاتصالات “إيماتيل”، والتي تُشغّل أيضًا شركة توزع بطاقات غذائية ذكية.

شقيق بشار، ماهر الأسد، كان يدير أعمال تهريب المخدرات، والتي أدخلت أيضًا مليارات إلى جيوب العائلة. بالإضافة إلى ذلك، استولى نظام الأسد على جزء كبير من أموال المساعدات التي وصلت إلى سوريا على مر السنين. 

إضافة إلى ذلك، فإنّ عم الرئيس السوري، رفعت الأسد، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الدولة وكان أحد الشخصيات القوية في الجيش السوري، حُكم عليه في عام 2020 في باريس بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة غسل الأموال. كذلك، أُدين رفعت باستخدام أموال الدولة لشراء منازل ومكاتب بقيمة 90 مليون يورو في باريس ولندن.  ويواجه رفعت الأسد، حاليًا، محاكمة في سويسرا بتهم تتعلق بجرائم حرب، بسبب المجزرة التي وقعت في مدينة حماة عام 1982.

المقال منشور في وصلة بإذن خاص من موقع The Marker

مقالات مختارة

Skip to content