أظهرت بيانات حديثة صادرة عن دائرة الإحصاء المركزية بعنوان “مجموعة بيانات من المسح الاجتماعي 2023 حول التطوع”، والتي نُشرت بمناسبة يوم التطوع الدولي، أن نسبة الشباب العرب الذين تطوعوا خلال عام 2023 بلغت 9.2٪ فقط، مقارنة بـ27٪ بين أقرانهم اليهود، مما يشير إلى فجوة تصل إلى نحو 18٪.
ورغم التحسن النسبي مقارنة بمعطيات عام 2020، حيث لم تتجاوز نسبة التطوع بين الشباب العرب 6.7٪، فإن هذه الظاهرة ما زالت غير شائعة بشكل كبير في المجتمع العربي. يُعزى ذلك إلى عوامل متعددة تشمل نقص البنية التحتية والأطر المناسبة، قيودًا مالية، غياب استثمارات في التدريب المهني، بالإضافة إلى الحواجز الثقافية والسياسية.
التطوع كوسيلة للاندماج في سوق العمل
تتوافق هذه المعطيات مع تقرير سابق لمراقب الدولة، أشار إلى أن 41.8٪ من الشباب العرب غير منخرطين في أي إطار تعليمي أو مهني. وأكد التقرير أن التطوع يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لدعم اندماجهم في سوق العمل. كما سلط الضوء على العلاقة بين البطالة وارتفاع معدلات الجريمة بين الشباب الذكور، وتأثيرها السلبي على المهارات الشخصية والعلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى تبعات اقتصادية واجتماعية، منها فرض أعباء إضافية على الأسر.
وأضاف التقرير أن تعزيز مشاركة الشباب العرب في سوق العمل قد يساهم في تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، وزيادة إنتاجية الاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام.
التطوع كأداة لتمكين الشباب
أفادت مؤسسة راشي في تقرير لها أن التطوع يُعد أداة مركزية لتعزيز تكافؤ الفرص، خاصة للشباب من خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة. وأشارت الدراسات إلى أن سنة التطوع تقلل من حالة عدم اليقين المهني، وتضاعف نسبة التحاق الشابات العربيات بالدراسات الأكاديمية. كما يوفر التطوع بيئة تتيح اكتساب مهارات أساسية مثل إجادة اللغات وتنمية المهارات المهنية، ما يجعله محطة حيوية لتمكين الفئات المهمشة وتقليص التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
التأثير الإيجابي للتطوع
تُظهر الأبحاث أن الأنشطة التطوعية تُسهم في تحسين الصورة الذاتية وتعزيز الشعور بالكفاءة والتمكين الشخصي، إلى جانب ترسيخ الشعور بالانتماء والتضامن. كما يفتح التطوع آفاقًا للتعليم العالي والتوظيف المتقدم، مما يجعله رافدًا محوريًا لتحقيق التنمية الشخصية والمهنية للشباب.
مقالات ذات صلة: كلّ ما تريد معرفته عن المنح الدراسية وخاصة منح التطوع