شهدت عمليات تغيير لون العين تجميليًا طفرة في شعبيتها، حيث يُقبل العديد من الأشخاص على هذه الجراحة المثيرة للجدل التي تُعرف بـ”التصبغ القرني” (Keratopigmentation)، هذه الجراحة قد تجعل البعض يشعر بالرضا والثقة بالنفس، لكنها تحمل مخاطر لا يُستهان بها حسب تحذيرات الأطباء.
كيف تتم الجراحة؟
تتضمن العملية، التي تكلف حوالي 12,000 دولار، استخدام الليزر لإنشاء أنفاق دائرية في القرنية، الطبقة الخارجية الشفافة للعين. يتم ملء هذه الأنفاق بصبغات خاصة لتغيير لون العين بشكل دائم. وتُجرى الجراحة في مدة لا تتجاوز نصف ساعة، ويكون التأثير فوريًا.
الجراح الدكتور ألكسندر موفشوفيتش، الذي افتتح عيادته “Kerato” في نيويورك عام 2019، يُعد من الأطباء القلائل في الولايات المتحدة الذين يقدمون هذه الجراحة لأغراض تجميلية. موفشوفيتش أوضح لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن الجراحة أصبحت أكثر شيوعًا، حيث ارتفع عدد المرضى الذين يعالجهم سنويًا من 15 إلى حوالي 400 شخص.
التاريخ والمخاطر والآراء
عملية التصبغ القرني ليست جديدة. فقد استُخدمت منذ آلاف السنين لعلاج أمراض القرنية. حديثًا، بدأت هذه التقنية تُستخدم لأغراض تجميلية في أوروبا خلال العقد الماضي. ومع ذلك، تُحذر الأكاديمية الأمريكية لطب العيون من أن هذه الجراحة تحمل مخاطر كبيرة مثل فقدان الرؤية، الحساسية للضوء، والعدوى البكتيرية أو الفطرية.
بينما ينتقد العديد من الأطباء هذه الجراحة، يؤكد موفشوفيتش أنها أكثر أمانًا من تقنيات أخرى مثل زراعة قزحية صناعية أو إزالة لون القزحية بالليزر، والتي قد تسبب العمى أو تلف العين. يُضيف موفشوفيتش أن استخدام الأصباغ التي توفرها شركة Biotic Phocea الفرنسية، المعتمدة في الاتحاد الأوروبي، يجعل العملية أكثر أمانًا.
لكنّ العديد من الخبراء يرفضون هذه التطمينات، حيث يؤكدون بأنّ الأدلة الطبية الحالية لا تدعم أمان هذه الجراحة للأشخاص الأصحاء. الدكتور جييرمو أميسكوا، أستاذ طب العيون بجامعة ميامي، صرّح لصحيفة وول ستريت: “إنها مجازفة خطيرة، ولا توجد أبحاث كافية تثبت سلامتها.”
ما وراء الجراحة
جايسون خيمينيز، سمسار عقارات يبلغ من العمر 39 عامًا، قام بتغيير لون عينيه من البني إلى الأزرق الرمادي في نيويورك. يقول: “أعتبرها تحسينًا في المظهر. الناس يغيرون أسنانهم ويجرون عمليات تجميل، فلماذا لا أُجري شيئًا يجعلني أكثر سعادة؟”
من جهة أخرى، تعرضت لوسيا إينمان-فاليرو، فنانة من ولاية إنديانا، لحساسية شديدة تجاه الضوء بعد إجراء الجراحة مرتين. ومع ذلك، ترى أن التغيير يستحق العناء، قائلة: “أريد أن تبرز عيني بألوان نابضة، حتى لو كانت تبدو غير طبيعية.”
في عصرٍ يغلب تغلب عليه المظاهر، ومع انتشار الضفوطات حول المظهر التي تسببها مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر هذه الجراحة كيف يلجأ البعض إلى الطب الحديث للتغلب على مشاعر عدم الثقة بالنفس وتحقيق مظهر يتماشى مع تطلعاتهم وتوقعات الآخرين. آلاهايا جيمس، مصففة شعر تبلغ من العمر 21 عامًا، خضعت للجراحة لتغيير عينيها من البني إلى الأخضر بعد سنوات من التنمر. تقول: “الجراحة كانت أفضل قرار اتخذته بأموالي.”
تقول فيروز في أغنية “أسامينا”: “لا خضر الأسامي و لا لوزيات لا كحلي بحري و لا شتويات و لا لونن أزرق قديم ما بيعتق و لا سود وساع و لا عسليات”، وتضيف: “الأسامي كلام… شو خص الكلام؟ عينينا هيي أسامينا“. ويبدو أنّ العديد من الخاضعين لهذه الجراحة يتفقون مع فيروز، معتبرين لون العيون جزءًا هامًّا من هويّتهم… يرغبون في تغييرها كما يرغب البعض في تغيير اسمه.
مقالات ذات صلة: وضوح الرؤية واستعادة ألوان الحياة… علاج مرض الكتاركت