مع دخول سلسلة من الإجراءات الضريبية الجديدة حيز التنفيذ في عام 2025، يتضح أن الطبقة الوسطى هي التي ستتحمل العبء الأكبر من هذه السياسات. وستشمل هذه الخطوات زيادات في ضريبة القيمة المضافة (المعروفة بـ”المعام”)، ورسوم التأمين الوطني، وتجميد درجات ضريبة الدخل ونقاط الاستحقاق، إلى جانب إجراءات أخرى ستؤثر بشكل كبير على دخل الأسر.
زيادات مباشرة على الضرائب ورسوم التأمين الوطني
تبدأ أولى التداعيات مع بداية يناير 2025، حين ترتفع ضريبة القيمة المضافة من 17% إلى 18%. هذه الخطوة ستؤدي إلى زيادة فورية في الأسعار، وهو ما سيؤثر بشكل خاص على الأسر ذات الدخل المنخفض. في الأسابيع التالية، ستصل الزيادات إلى فواتير الكهرباء (3.8%)، والمياه (3.4%)، ورسوم الأرنونا (5.29%)، وأسعار المواصلات العامة التي سترتفع بنسبة 33%.
مقالات ذات صلة: على خطى شقيقاتها من شركات الأغذية الإسرائيلية… “أوسِم” ترفع أسعارها الشهر القادم
على صعيد رسوم التأمين الوطني، سترتفع الرسوم المدفوعة من قبل جميع العاملين من 0.4% إلى 1.2% على الدخل الذي يصل إلى 7,522 شيكل، وهي خطوة تهدف إلى منع تجميد المخصصات الاجتماعية. هذا يعني أن العاملين الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور سيدفعون حوالي 565 شيكل إضافي سنويًا، بينما يدفع العاملون بأجر متوسط 720 شيكل إضافي، في حين أن رسوم التأمين المدفوعة من قبل فئات مثل الطلاب ستزيد بنسبة 50% فقط لتصل إلى 180 شيكل سنويًا.
تأثير التجميد على درجات ضريبة الدخل ونقاط الاستحقاق
إحدى الخطوات المثيرة للجدل هي تجميد تحديث درجات ضريبة الدخل ونقاط الاستحقاق لمدة ثلاث سنوات. هذا التجميد سيؤدي إلى زيادة في الأعباء الضريبية الواقعية للأسر ذات الدخل المتوسط والمرتفع. على سبيل المثال، أسرة مكونة من والدين يعملان بأجر متوسط (12,379 شيكل شهريًا) ستدفع 816 شيكل إضافيًا سنويًا نتيجة لهذا التجميد، بينما تصل الزيادة في الأسر التي يبلغ دخلها 150% من الأجر المتوسط إلى 2,448 شيكل سنويًا.
علاوة على ذلك، فإن قيمة كل نقطة استحقاق، التي كان من المفترض أن تزيد بمقدار 120 شيكل سنويًا، ستظل مجمدة، مما يؤدي إلى خسارة تصل إلى 1,440 شيكل سنويًا لأسرة ذات دخل مرتفع نسبيًا.
خصم يوم النقاهة والتأثير العام على الأسر
إجراء آخر من شأنه التأثير على الأسر العاملة هو خصم يوم نقاهة من جميع الموظفين. تبلغ قيمة يوم النقاهة 418 شيكل في القطاع الخاص و471 شيكل في القطاع العام. بالنسبة للأسر التي يعمل فيها أحد الوالدين في القطاع العام والآخر في القطاع الخاص، فإن الخسارة الإجمالية في 2025 ستصل إلى 889 شيكل.
أجرى موقع كالكاليست الاقتصادي محاكاة لما ستتكلفه عائلة مكونة من والدين وطفلين يبلغان من العمر 4 و7 سنوات. تم تحديد أعمار الأطفال هكذا لتقدير عدد نقاط الاستحقاق التي يحصل عليها الوالدان. في العائلات ذات الدخل المرتفع التي لديها أطفال دون سن الثالثة، والذين يحصلون على نقاط استحقاق ضريبي أكثر، سيكون التأثير أكبر. تفترض المحاكاة أيضًا أن أحد الوالدين يعمل موظفًا في القطاع العام، والآخر يعمل موظفًا في القطاع الخاص.
وحسب المحاكاة، إن كانت هذه الأسرة تحصل على الحد الأدنى للأجور فإنّها ستفقد حوالي 3,500 شيكل سنويًا بسبب هذه الزيادات الضريبية والتجميدات. في أسرة مشابهة دخلها متوسط، ستكون الخسارة حوالي 7,600 شيكل سنويًا، بينما تصل الخسائر في الأسر المشابهة ذات الدخل المرتفع (150% من المتوسط) إلى 10,000 شيكل سنويًا. هذه الأرقام لا تشمل التأثيرات الإضافية الناتجة عن ارتفاع تكاليف الكهرباء، المياه، المواصلات، والأرنونا.
مقالات ذات صلة: دليل المواطن الحائر إلى الزيادات في الفواتير والضرائب العام القادم
