أعلنت شركة “باراغون” (Paragon)، المتخصصة في تقنيات الأمن السيبراني الهجومي، عن صفقة استحواذ ضخمة بلغت قيمتها نصف مليار دولار لصالح شركة الاستثمار الأمريكية AE. ومن المتوقع أن تصل قيمة الصفقة لاحقًا إلى 900 مليون دولار، اعتمادًا على تحقيق أهداف النمو والربحية.
تأسيس باراغون ودورها في الأمن السيبراني
تأسست شركة باراغون عام 2019 على يد خريجي وحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، وهي الوحدة المتخصصة في الاستخبارات السيبرانية. من بين مؤسسي الشركة قائد الوحدة السابق إيهود شنيورسن، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة، إلى جانب عيدان نورك وإيجور بوغودلوف، الذين لعبوا دورًا محوريًا في تطوير الشركة. كما ساهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك بدور مستثمر بارز في الشركة.
ركزت باراغون على تطوير برنامج يحمل اسم “غرافيت” (Graphite)، وهو برنامج تروجان متقدم قادر على جمع المعلومات الاستخباراتية من التطبيقات المشفرة مثل واتساب، تلغرام، فيسبوك مسنجر، وسيجنال. يتيح هذا البرنامج للحكومات جمع البيانات بطريقة منظمة ومقيدة ضمن نطاقات أمنية محددة. بخلاف برنامج “بيغاسوس”، لا يقوم “غرافيت” بتصوير المستخدم من كاميرا الهاتف، ولا يستخدم ميكروفون الهاتف، بل يكتفي بتسجيل المكالمات الصوتية في تطبيقات الدردشة.
باراغون وتوجهها للأسواق العالمية
على الرغم من نجاحها في الأسواق، تتبنى باراغون سياسة السرية الشديدة، حيث ترفض التحدث للإعلام وليس لديها موقع إلكتروني. ركزت الشركة عملياتها على التعامل مع 34 دولة “ديمقراطية فقط”، مع التزام صارم بالتنسيق مع السلطات الأمنية والقضائية المحلية لضمان “الاستخدام الأخلاقي لتقنياتها”.
بدأت باراغون بيع منتجاتها في الولايات المتحدة قبل عامين، وحققت نجاحًا ملحوظًا، حيث أبرمت صفقات مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) والسلطات الأمنية في سنغافورة. وفقًا لتقارير، يُستخدم برنامج Graphite كبديل للتقنيات الإسرائيلية التي أدرجت في القائمة السوداء من قبل الحكومة الأمريكية.
تفاصيل صفقة الاستحواذ
تشمل الصفقة التي أبرمتها AE دمج باراغون مع شركة أخرى ضمن محفظتها الاستثمارية تحمل اسم RED LATTICE. ومن المتوقع أن يتوسع الكيان المشترك عبر دمج شركات إضافية في المستقبل، مما سيخلق لاعبًا رئيسيًا في سوق التكنولوجيا الدفاعية المتنامية.
يحتفظ مؤسسو باراغون، بما في ذلك عيدان نورك وإيجور بوغودلوف، بأدوارهم التنفيذية في الشركة بعد الدمج، في حين سيستمر إيهود شنيورسن كرئيس مجلس الإدارة.
توظف باراغون حوالي 450 موظفًا في إسرائيل، ويمتلك الموظفون والمستثمرون نصف أسهم الشركة. بفضل هذه الصفقة، من المتوقع أن يكون الموظفون بين المستفيدين الرئيسيين، خاصة وأن الشركة جمعت تمويلًا بقيمة 30 مليون دولار فقط منذ تأسيسها، ما يجعل العائد الاستثماري ضخمًا.
مقالات ذات صلة: صفقة بيع لشركة “سايبر” ستدر الملايين لجيب إيهود براك، لكن تحقيقها مرهون بمزاج أعدائه السياسيين
