
كشفت تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن عمليات تحويل نقدية ضخمة قام بها النظام السوري بين عامي 2018 و2019، بلغت قيمتها 250 مليون دولار، وشملت شحن طنين من الأوراق النقدية من فئتي 100 دولار و500 يورو إلى روسيا. تأتي هذه التحويلات في وقت كانت فيه سوريا تعاني من نقص حاد في العملة الأجنبية، وتواجه عقوبات غربية خانقة.
بحسب السجلات، تم نقل الأموال جواً إلى مطار فنوكوفو في موسكو لإيداعها في بنوك روسية خاضعة للعقوبات. وبدأت هذه العمليات في مارس 2018 واستمرت حتى سبتمبر 2019. تضمنت إحدى الشحنات 10 ملايين دولار وصلت إلى روسيا في مايو 2019، بينما تضمنت شحنة أخرى في فبراير من نفس العام 20 مليون يورو.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على بيانات البنك المركزي السوري قوله إن الاحتياطات الأجنبية كانت شحيحة جدًا بحلول عام 2018، لكن بسبب العقوبات، كان على البنك أن يدفع نقداً، مضيفا أنه اشترى القمح من روسيا ودفع مقابل خدمات طباعة النقود ونفقات “الدفاع”.
تعتبر روسيا شريكاً استراتيجياً للنظام السوري، حيث قدمت له الدعم العسكري منذ تدخلها المباشر في الحرب عام 2015. ومع تصاعد الضغوط الغربية، أصبحت موسكو الوجهة الأبرز للأموال السورية، حيث استثمر أقارب الرئيس السوري بشار الأسد وأعوانه في شراء عقارات فاخرة ومشاريع في موسكو.
ووفقاً للتقارير، أسس أقارب الأسد، مثل إياد وإيهاب مخلوف، شركات عقارية في روسيا، أبرزها شركة “زيفليس سيتي”، التي تأسست بالشراكة مع مصرفي روسي متهم بتسهيل تحركات مالية كبيرة لصالح النظام السوري.
وبنت أسماء الأسد، زوجة الرئيس السابق، المولودة في المملكة المتحدة والمصرفية السابقة في بنكَي “جي بي مورغان” و”دويتشه بانك”، نفوذاً طال تدفقات المساعدات الدولية وترأست مجلساً اقتصادياً سرياً لتحصيل الأموال من رجال الأعمال السوريين. كما حقق الأسد وأتباعه عائدات من الاتجار الدولي بالمخدرات (الكبتاغون) وتهريب الوقود، وفقا للولايات المتحدة.

إلى جانب الدعم الروسي، تشير السجلات إلى أن إيران لعبت دوراً محورياً في توجيه العملات الأجنبية للنظام السوري من خلال شركات يديرها مقربون من الأسد، مثل يسار إبراهيم، الذي استخدم شركة لبنانية لنقل مئات الملايين من الدولارات بالتنسيق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
وقد فرضت الولايات المتحدة وشركاؤها عقوبات صارمة على المصارف الروسية التي تلقت هذه الأموال، مثل بنك “أو آر إف كيه”، بسبب تورطه في تسهيل تحويلات مالية كبيرة لصالح النظام السوري.
مقالات ذات صلة: عشرات المليارات و200 طن من الذهب… بينما كان شعبه يموت جوعًا – جمع الأسد ثروات ضخمة