يخيّم الغموض على هوية الراعي الجديد لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي بعد انسحاب شركة بوما (Puma) الألمانية، الراعية طويلة الأمد للمنتخب التي رفضت تجديد عقدها. فبعد أن أوردت تقارير إعلامية أنّ الراعي الجديد هو شركة إرّيا الإيطالية (Erreà Sport) بدءًا من عام 2025، تعرضت الشركة لضغوطات شعبية تحثّها على التراجع، ما جعل الغموض سيّد الموقف، خاصة مع رفض الشركة الإيطالية التعليق على الأمر.
انسحاب بوما وتراجع الدعم الدولي
انسحاب شركة بوما، التي تبلغ مبيعاتها السنوية نحو 10 مليارات يورو، جاء بعد سنوات من حملات مقاطعة قادتها جهات دولية منذ توقيع الشركة عقدها مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عام 2018. وبحسب تقارير في الصحافة الإيطالية، فإن الاتفاق الجديد مع إرّيا، التي تحقق مبيعات سنوية متواضعة لا تتجاوز عشرات الملايين من اليوروهات سنويًا، يعكس تردد الشركات الكبرى في دعم الرياضة الإسرائيلية.
ويُذكر أن قيمة عقد رعاية إرّيا مع الاتحاد الإسرائيلي، بحسب تقرير الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، تصل إلى 60 ألف دولار سنويًا لمدة عامين، مقارنة بـ 100 ألف دولار كانت تدفعها بوما سابقًا.
ضغط المقاطعة وتأثيره على إرّيا
منذ الإعلان عن اختيار إرّيا، تعرضت الشركة لضغوط كبيرة تمثلت في احتجاجات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها إلى تقييد التعليقات ومنع أي إعلان رسمي. لذلك، فإن الغموض لا يزال يكتنف الصفقة والتراجع الواضح من قبل الشركة عن التصريحات الرسمية يُظهر نجاحًا جديدًا لحملات المقاطعة.
تأتي هذه الشراكة المحتملة بين إرّيا والاتحاد الإسرائيلي في سياق شراكة الشركة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) لتوفير المعدات الرياضية والقمصان لمنتخبات وطنية صغيرة مثل أندورا وكازاخستان. ويشير العديد من الخبراء الرياضيين إلى أن الاتحاد الأوروبي يخالف لوائحه لدعم مشاركة إسرائيل في مسابقاته، خاصة بعد تعليقه مشاركة روسيا في مسابقاته بعد عدوانها على أوكرانيا.
احتجاجات في إيطاليا
في مدينة بونتيديرا الإيطالية، أعربت حركة “بونتيديرا إلى اليسار” عن استيائها من ارتباط إرّيا برعاية فريق المدينة المحلي إلى جانب الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. في خطاب مفتوح، اعتبرت الحركة أن الصفقة “تحمل دلالة سياسية واضحة” تعارضها غالبية سكان المدينة.
وأكد رئيس نادي بونتيديرا، سيموني ميللوتزي، أن اتفاق الرعاية مع إرّيا “قرار مهني واقتصادي بحت”، معربًا عن تضامنه الشخصي مع الشعب الفلسطيني في ظل المأساة الإنسانية التي يعيشها.
يعكس هذا الجدل الأثر المتزايد لحملات المقاطعة على الشركات الرياضية، إذ تُظهر عزوف الشركات الكبرى عن التعامل مع إسرائيل مخاوف اقتصادية وسياسية. ويبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة إرّيا على المضي قدمًا في الصفقة أو الانسحاب تحت ضغط الحملات الشعبية المستمرة.
مقالات ذات صلة: بعد حملة استمرت 6 سنوات… بوما توقف رعايتها للمنتخب الإسرائيلي
