في عام 2012، أثار استحواذ مارك زوكربيرغ على تطبيق إنستغرام مقابل مليار دولار كثيرًا من التساؤلات حول جدوى الصفقة، خصوصًا أن التطبيق حينها لم يكن يملك نموذجًا تجاريًا واضحًا. لكن مع مرور السنوات، أثبتت الصفقة أنها واحدة من أكثر الصفقات ربحية في تاريخ التكنولوجيا. فقد أصبح إنستغرام، الذي يضم اليوم 148 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها، العمود الفقري لإيرادات ميتا (Meta).
الإيرادات الهائلة لإنستغرام
بحسب بيانات Emarketer، حقق إنستغرام إيرادات عالمية بلغت 32.4 مليار دولار في عام 2021، ما شكّل 27% من إجمالي إيرادات ميتا. وفي عام 2023، ارتفعت مساهمة التطبيق في الإيرادات الأمريكية لميتا إلى حوالي 46%، ومن المتوقع أن تصل إلى 50.3% بحلول عام 2025، عندما يتجاوز دخله الإعلاني السنوي في الولايات المتحدة 32 مليار دولار.
تاريخيًا، كانت مساهمة إنستغرام في إيرادات ميتا الأمريكية لا تتجاوز 7% في عام 2015. هذا التطور السريع يعكس نجاح التطبيق في الاستحواذ على شريحة واسعة من السوق الإعلاني، حيث يتفوق في تحقيق الإيرادات لكل مستخدم. اليوم، يحقق إنستغرام متوسط دخل يبلغ 223 دولارًا لكل مستخدم أمريكي، مقارنة بـ 191 دولارًا فقط لفيسبوك، بينما تحتل تيك توك المرتبة الثالثة بـ 109 دولارات.
دور Reels في النجاح
تُعَد مقاطع الفيديو القصيرة Reels محركًا رئيسيًا لنمو إنستغرام، حيث يمثل حاليًا 50% من الوقت الذي يقضيه المستخدمون على التطبيق. ومن المتوقع أن تتوسع الإيرادات القادمة من Reels مع استمرار تحول إنستغرام إلى منصة تركز بشكل أساسي على الفيديو.
في عام 2024، شكّلت الإعلانات عبر منشورات التغذية (Feed) حوالي 53.7% من إجمالي إيرادات الإعلانات، بينما أسهمت القصص (Stories) بنسبة 24.6%. لكن من المتوقع أن تتراجع هذه الحصص مع تزايد مساهمة Reels.
فرصة ذهبية: حظر تيك توك المحتمل
مع احتمال فرض حظر على تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة في يناير 2025، يستعد إنستغرام للاستفادة من الفراغ الذي قد يتركه منافسه الصيني. تشير التقديرات إلى أن إنستغرام قد يستحوذ على أكثر من خُمس الإنفاق الإعلاني الذي كان مخصصًا لتيك توك، والذي يبلغ 12.34 مليار دولار.
وللتحضير لهذا السيناريو، يعمل إنستغرام على استقطاب منشئي المحتوى من تيك توك، بالإضافة إلى طرح ميزات جديدة تسهل اكتشاف الحسابات الصغيرة وتعزز من ظهور Reels للمستخدمين الجدد.
بحلول عام 2025، يُتوقع أن تمثل إيرادات الإعلانات من Explore وReels ومنتج إعلاني جديد محتمل من Threads حوالي 9.6% من إجمالي إيرادات ميتا، في حين ستنخفض حصة Feed وStories إلى 73.8%.
ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن Threads، منصة ميتا المنافسة لتويتر، لن تكون مساهمًا كبيرًا في الإيرادات بحلول عام 2025، إذ ستبدأ الشركة بطرح الإعلانات عليها ببطء.
مقالات ذات صلة: شركة ميتا تكمّم أفواه الفلسطينيين وتضيّق على مصادر رزقهم أيضًا