أعلن بافيل دوروف (40 عامًا)، الرئيس التنفيذي لتطبيق المراسلة الشهير تيليغرام Telegram، أن الشركة أصبحت تدرّ أرباحًا لأول مرة في تاريخها، حيث تجاوز إجمالي إيراداتها مليار دولار في عام 2024. يأتي هذا الإنجاز بعد أن سددت الشركة جزءًا كبيرًا من ديونها التي بلغت قيمتها نحو ملياري دولار، ما يعكس تقدمًا ملحوظًا في الأداء المالي للشركة.
الإيرادات والنمو المالي
كشف دوروف في منشور على منصة إكس أن الشركة أنهت العام باحتياطيات نقدية تزيد عن 500 مليون دولار، دون احتساب الأصول المشفرة التي تمتلكها. وأشار إلى أن تيليغرام استطاع تقليل ديونه بشكل كبير هذا الخريف مستفيدًا من الظروف الملائمة في سوق السندات. وأضاف: “على مدى السنوات الأربع الماضية، أصدرت تيليغرام سندات ديون بقيمة ملياري دولار. وقد تمكنا من سداد جزء كبير منها، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل أمامنا”.
تيليغرام، الذي أطلق خدمة الاشتراك المدفوع في عام 2022، جذب 12 مليون مشترك مدفوع، وهو ما ساهم في تحقيق الأرباح. كما استثمر التطبيق في ميزات جديدة مثل خدمة مشاركة عائدات الإعلانات وإطلاق متجر تطبيقات مصغر لتوسيع قاعدة أعماله.
ويستخدم تيليغرام أكثر من 950 مليون مستخدم نشط شهريًا، ما يجعله أحد التطبيقات الأكثر شعبية في العالم. وعلى الرغم من نجاحاته المالية، فإن التطبيق يواجه ضغوطًا تنظيمية وانتقادات بسبب استضافته محتوى غير قانوني ومعلومات مضللة.
الانتقادات الدولية
تعرض تيليغرام لانتقادات شديدة من قبل العديد من الحكومات حول العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وروسيا وإيران، حيث اتهم بعدم التعاون مع السلطات في إزالة محتويات غير قانونية مثل المواد الاستغلالية للأطفال والمعلومات المضللة.
في مولدوفا، ادعت السلطات أن تيليغرام استُخدم لتنظيم عملية مدعومة من روسيا تهدف إلى تقويض تطلعات البلاد الأوروبية. أما في إسبانيا، فقد انتشرت على تيليغرام شائعات مضللة بعد فيضانات قاتلة، تضمنت ادعاءات كاذبة بشأن عدد القتلى ومزاعم بأن العاصفة كانت “مفتعلة” لتدمير المحاصيل.
في الولايات المتحدة، كشفت جماعات حقوق مدنية وباحثون أن مجموعات متطرفة استغلت تيليغرام لتجنيد أعضاء جدد متعصبين للعرق الأبيض، إضافة إلى نشر نظريات المؤامرة العنصرية تحت غطاء أندية رياضية مخصصة للرجال.
ويواجه بافيل دوروف، المؤسس الروسي للتطبيق، تحديات قانونية، حيث اتهمته السلطات الفرنسية في أغسطس بالمسؤولية عن جرائم يزعم ارتكابها على المنصة. وأدى ذلك إلى فرض قيود على حركته، بما في ذلك منعه من مغادرة البلاد.
مقالات ذات صلة: بعد اعتقال مؤسس تليغرام… الجيش الروسي يخشى فضح أسراره